الفصل الواحد و العشرون

9.5K 230 3
                                    

في إحدى الكافيهات الفاخرة كانت ندى تجلس
بعدم إرتياح و هي تلاحظ نظرات معتز
الغير مريحة لها.. لا تدري لما شعرت بأن هناك
خطبا ما خاصة مع إصراره على مقابلتها
كانت تريده ان تسأله من أين احضر رقم هاتفها
لكنها تراجعت فهي لم تكن تريد أن تعرف أي
شيئ عنه كل ما ترغب فيه هو الرحيل من
هنا لو لم تكن متأكده انه يحمل في جعبته اخبارا
مهمة لما وافقت اصلا على المجيئ إليه...

قاطع أفكارها صوته الواثق و هو يسألها
دفعة واحدة : إنت حامل...

سؤاله جعلها تتصنم مكانها من الصدمة
بينما كانت الأفكار تموج داخل عقلها ليس
إستفهاما من أين علم بهذا الأمر بل من أين
أتته الجرأة حتى يتدخل في أمر لا يعنيه...

بصعوبة بالغة إستطاعت الخروج من صدمتها
و السيطرة على نفسها لتجيبه بسؤال مماثل
-  و إنت عرفت إزاي؟

ضحك و هو يتراجع بظهره إلى الخلف قليلا
قبل أن يرد عليها بينما كانت عيناه تطالعانها
بغموض:
- من فهد...كل حاجة عارفها عنك.. مصدرها
فهد طليقك...

نطق الكلمة الأخيرة و هو يضغط على حروفها
حتى يأكدها لها قبل أن يتابع : أصله
خايف راشد بيه يخليه يرجعك غصب عنه
لما يعرف إنك حامل ".

صدمة جديدة ألمت بها جعلتها تشعر برغبة
عارمة في البكاء...كل يوم تكرهه اكثر من
اليوم الذي سبقه لا تدري كيف خدعت فيه
من قبل و إعتقدت انه تغير...و تخلص من
تلك العادة السيئة لكن حديث معتز أحبطها
كثيرا و جعلها تشعر بالخذلان من جديد
كيف لرجل ان يتحدث عن أسرار بيته
إلى الغرباء و حتى لو كان صديقه.. هناك
أسرار مقدسة لا يجب أن تتجاوز جدران
المنازل لكن للأسف أسوأ صفة في فهد
هي الشكوى و التذمر و كأنه طفل صغير
هل لهذه الدرجة يراها بدون كرامة حتى
تلجأ لتلك الحيل الرخيصة و هي أن
تجعل جدها برغمه على إعادتها مستغلة امر
حملها...

أخرجها من شرودها صوت معتز الذي باتت
تمقته رؤيته هو الاخر اكثر من فهد لا تدري
لماذا... لكن وجوده أمامها يذكره به كما
أن الاخبار التي يجلبها لها أصبحت تثير
غضبها :
- أنا قلتله إن مدام ندى مش من النوع
داه من الستات و هي لو كانت عاوزة
ترجعلك كان إستغلت يار و إسلام.. لكن هو
للأسف مصر على رأيه و خايف اوي
و انا كنت عايز اساعده و ملقيتش حل غير
إني أقابلك و اتكلم معاكي... إنت عارفة إن
فهد صديقي الانتيم و انا يهمني أمره جدا
بس... لو سمحتي متقوليليش إن انا قلتلك
عشان ممكن يتضايق مني و يتعصب...

أومأت له و هي تستقيم من مكانها بعد أن
وصل صبرها و طاقة تحملها إلى النهاية
لتجيبه بصوت خافت :
-متقلقش انا مش هقوله بس إبقى طمنه
إني مش انا اللي اعمل كده و مستحيل أدخل
عيالي في مؤامرات قذرة زي دي.. عن إذنك
اتا تعبانة و لازم أروح عشان ارتاح...

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن