كانت ندى تطعم صغيرتها يارا عندما سمعت
طرقات على باب الفيلا...وضعت الطبق على
المنضدة ثم مسحت فم الطفلة و يديها جيدا
قبل أن تقف لتفتح الباب بعد أن إرتدت
أسدالها.....رمشت بأهدابها عدة مرات عندما رأت فهد يقف
أمامها مستندا على الحائط...رمقها بنظرات
غير مفهومة قبل أن يهتف متسائلا :
- هتسيبيني كثير واقف على الباب...قلبت عينيها بملل ثم دلفت تاركة الباب مفتوحا
وراءها ثم عادت لتجلس كما كانت على الاريكة و قربت كرسي الصغيرة حتى تكمل إطعامها...كانت
تتظاهر بأنها مشغولة لكن في الحقيقة جميع
حواسها كانت مركزة مع صوت خطواته التي
كانت تقترب منها...تعمد أن يجلس إلى جانبها مما جعل تشعر بعدم
الارتياح من قربه و رغم ذلك واصلت تظاهرها
لأنه ليس موجودا...رفع فهد يده نحو حجابها
ليزيحه عنها و هو يقول :
- إنت لابساه في البيت...إنتفضت ندى و هي تبعد يده و تعيد ترتيب حجابها
على رأسها...دهشة شديدة تملكتها من تصرفه
الغريب لتندفع هاتفة بضيق :
-إنت تجننت...إنت ناسي إن إحنا إطلقنا
انا سبتك تدخل بس عشان تشوف الولاد
لكن غير كده ملكش أي حق في أي حاجة
في المكان داه فياريت متتجاوزش حدودك
مرة ثانية".لم يبال فهد بكلامها فأعصابه كانت هادئة
بشكل غريب بينما عيناه كانتا مثبتتان
على وجهها و جسدها يتفرسها بدقة
و كأنه يراها لأول مرة....بدت مختلفة كثيرا بالنسبة له ليس فقط
في شكلها الخارجي بل كذلك بداخلها
اكثر عنادا و تمردا... ليست نفسها ندى
الضعيفة التي تزوجها منذ ثلاث سنوات
و تحملت جنونه و كرهه و إهاناته لها...
و هي أيضا لا طالما أخبرته انها تغيرت
كثيرا و الفضل له...أخفض بصره نحو بطنها هناك حيث ينمو
صغيره الثالث الذي أخفت أمره عن الجميع
و لولا مروره صدفة أمام غرفة شقيقته
و التي سمعها تتحدث مع سيرين لما عرف
هو أيضا....
كان شاردا و كأنه إنفصل عن الواقع
حتى أن ندى كانت تحدثه منذ دقائق طويلة
لكنه لم يكن يستمع إليها مما جعلها تشعر
بالقلق من تصرفه الغريب خاصة انه كان
ينظر لها بصمت ....وقف من مكانه فجأة و كأنه منوم مغناطيسيا
ثم إنحنى ليقبل طفله الذي كان يلعب على الأرض
ثم صغيرته الأخرى و غادر بهدوء كما جاء....أغلقت ندى الباب وراءه و هي تضع يدها على
قلبها الذي كان يدق بسرعة و هي لا زالت
تفكر محاولة إيجاد تفسير لما حدث....وقف فهد على بعد خطوات قليلة من
الباب و هو يفكر أين سيذهب الآن؟
شعر و كأنه غريب بلا وطن بعد أن
خسر بيته و عائلته...بسبب عناده و غباءه
و سعيه وراء سراب....فجأة أصبحت الرؤية أمامه واضحة
و كأنه كان تحت تأثير سحر قوي و أدرك كم
كان حقيرا و انانيا عندما باع عائلته و صغاره
من أجل نزوة عابرة ظن أنها حب حقيقي
و لكن في الحقيقة ام تكن سوى فخ محكم
نصب له ببراعة ...
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romansعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية