بعيون خضراء غاضبة وفقت إيمي في منتصف
غرفة فهد في فيلا والديه..رمت الهاتف على الفراش
بعد أن إنتهت من حديثها مع معتز الذي غضب
كثيرا عندما أخبرته بأن ندى قد تركت المدرسة
و أصبحت تمضي جل وقتها في المنزل.... أخبرته
أيضا انها حسنت من طريقة لباسها و مظهرها الخارجي و أن تصرفات فهد أصبحت غريبة
فهي تشك من أنه قد بدأ يشعر بالندم و من المحتمل
أنه قد يقرر العودة إليها و هذا يعني أن
كل ما حققوه حتى الآن سيذهب أدراج
الرياح...خللت أناملها الرقيقة داخل خصلات
شعرها النارية و هي تضغط على رأسها
بقوة من شدة غضبها و هي ترى نفسها
على حافة خسارة كل شيئ و العودة إلى
نقطة الصفر...لكنها أبدا لن تسمح بذلك
فهي إمرأة، حفيدة إبليس.. لا تعرف المستحيل
و إذا أرادت شيئا تأخذه.. و تفعل اي شيئ
مقابل ذلك فالحياة تجارب و هي التي
جربت الكثير و لن يعجزها رجل بنفس
ضعيفة كفهد إستطاعت إغواءه بسهولة
و نسج خيوطها حوله كما تفعل أنثى عنكبوت
متمرسة أوقعت ضحيتها للتو...لم تفعل الكثير فجمالها كان كافيا لإغواء
قديس مع القليل من الدلال و الحب المزيف
إستطاعت الحصول على قلبه و عقله
و لن تنس طبعا تعليمات معلمها معتز
الصديق الصدوق ذلك الذئب الذي لازال
يراقب من بعيد حتى ينقض هو الاخر
و يحصل على نصيبه من الغنيمة....
لكن الآن الفريسة أصبحت تتخبط تحاول
الفرار بعد أن علمت بما بجري حولها
و الفريسة هذه المرة خطيرة و لم تكن
لتقع لهم لو لم يخدعوها...تنهدت بعنف و هي تجلس على الفراش
بعد أن تعبت من التحرك و لم تجد حتى
الآن حلا مناسبا...كل ما تعرفه انها لن تقبل
بالهزيمة و على الجميع القبول بوجودها
هنا و أولهم فهد...لكن في البداية عليها
التخلص مما يشغل باله و من غيرها طليقته
تلك المسماة... ندى...رفعت رأسها نحو الساعة العملاقة التي كانت
تزين حائط الجناح لتجد ان الساعة
تشير إلى الحادية عشر ليلا و هو لم يعد
بعد...خرج من الصباح و حتى الآن
لم يأت.. تساءلت إن كان قد قرر المبيت
في المستشفى كعادته ام أنه قد أضاع
طريقه متعمدا نحو فيلته القديمة
حتى يراها متحججا بأطفاله...
عند تلك الفكرة شعرت إيمي بغضب
شديد يحرقها من الداخل و هي تتذكر
إنها قد رأت هذا الفيلم من قبل
عندما يترك الرجل زوجته بحجة انه قد
مل منها و يتزوج غيرها فشعور الحنين
إلى الزوجة الأولى يتملكه من جديد
كطفل صغير إشترى له والديه لعبة جديدة
لكنه أراد إسترجاع لعبته القديمة بعد أن
مل من الأولى ...وقفت من مكانها من جديد حتى تدلف
الحمام لتنعم بشاور دافئ عله يزيل توترها
و هي تلعن الرجال الذين لم تربح منهم
سوى المشاكل و اوجاع الرأس....في مكتبه في المستشفى...
كان فهد ممددا على الاريكة بعد أن قضى
يوما طويلا في غرف العمليات حتى يرحَم
نفسه من التفكير في ما آلت إليه حياته
البائسة...تسللت إلى مخيلته صورة ندى ليلة
البارحة مازال لا يدري لما شعر و كأنه يراها لأول
مرة هل بسبب تغييرها لمظهرها و ملابسها
أم بسبب خيبة أمله في زوجته الثانية و هو
كان سيشعر بالحنين نحوها لو كانت علاقته
بإيمي كانت على ما يرام...
تنهد و هو لازال يفكر كيف تشعبت حياته
لهذا الحد قبل أن يتذكر حديث جده الذي
إتهمه بأن دور الضحية قد راقه كثيرا
و أنه لو حاول فقط لمرة واحدة التأقلم
و الرضا بواقعه لكان سعيدا الآن...تلقائيا
بدأ عقله يعدد مزايا ندى و صفاتها الجيدة
و السيئة معا خاصة في أشهر زواجهما الأولى...
أنت تقرأ
حب إجباري(نوفيلا)
Romanceعندما يتسلل الفتور بين فهد و ندى بعد زواج دام لمدة خمس سنوات و يدركان أن زواجهما وصل إلى نهايته خاصة بعد دخول ايمي إلى حياة فهد الذي ظن أنه وجد معها الحب الحقيقي ،ليكتشف بعد ذلك انه كان يركض وراء سراب و ان ندى هي جوهرته الحقيقية