الفصل التاسع عشر

10K 247 10
                                    

في باريس كانت ليلي والدة إيمي في شقتها
التي تمتلكها برفقة زوجها منصور تحدثه عما
حصل مع إبنته الكبرى و تحثه ان يقنعها
كي تترك فهد فهي لم تكن راضية على تلك الزيجة
-إنت لازم تكلمها.. بنتك عنيدة و مش بتسمع
كلامي حاولت معاها كذا مرة عشان أقنعها
تيجي معايا باريس رفضت و في الاخر
تتجوز واحد مطلق و معاه ولدين...

كان منصور مستلقي على الاريكة يدخن
سيجارة و هو يستمع بتمعن لكلام زوجته
و ما إن إنتهت حتى سألها بغموض :
- بنتك عارفة مصلحتها كويس سيبيها
و بعدين إنت ليه محسساني إنها تجوزت
شاب فقير و إلا عجوز اكبر منها... داه دكتور
مشهور و عنده مستشفى داه كفاية إسم عيلته..
إنت مسمعتيش بعيلة زيدان.. دول أشهر من
نار على علم... بصراحة بنتك أول مرة تعمل حاجة
صح...بس على الله تثبت الجوازة و الراجل
ميكتشفش فضايحها في ألمانيا....

قلبت ليلي عينيها بملل من تفكير زوجها
إلى تعتبره دقة قديمة كما تقول هي دائما
فهي حتى الآن لازالت لا تعترف بأن إبنتها
مخطئة في إقامة علاقات غير شرعية قبل
زواجها بسبب تفكيرها المتحرر الذي
ورثته عن والدتها الألمانية...
هتفت بهدوء حتى لا يغضب منها
منصور كعادته كلما إختلفا في موضوع ما :
-قصدك إيه؟

منصور بتفسير :
- يعني اللي عملته إيمي داه أحسن حاجة...
عريس غني و متريش و معاه فلوس قد
كده.. هتلاقي احسن منه فين... و بعدين
مش قلتي إنه مطلق و وعياله مع مراته
الاولانية... فين المشكلة؟

نظر إليها بسخرية و هو يضيف :
- إحمدي ربنا إنه قبل بيها اصلا

ليلي بضجر : يووه بقى إحنا مش كنا
خلصنا من الموضوع داه...أنا بتكلم معاك
دلوقتي عشان نلاقي حل جدي...

منصور بعدم فهم : حل لإيه...إنت عاوزة
بنتك اللي متجوزة بقالها أسبوع تطلق
طب ليه؟

قست نظراته بعد أن أيقن أن هناك
خطبا ما ليهتف متوعدا :
- إنت مخبية عني حاجة صح...في مصيبة
حصلت عشان كده عاوزة البت تطلق.. إنطقي
و قولي في إيه؟ قبل ما تجنن عليكي
لحسن بقيت على آخرى من مصايبك
إنت و بنتك اللي مبتخلصش...

تحدثت ليلي دفعة واحدة تحكي له ما حدث
لاحقا و هي تراقب ملامحه التي كستها الصدمة  :
-ما جوزها عرف إنها... مش بنت و بعدين
زعل جدا و تعصب لدرجة إنه مد إيده عليها...
الجاهل المتخلف انا كنت هطلبله البوليس
و أسجنه بس إيمي رفضت...و كمان حبسها
في أوضة مقرفة و مليانة تراب  برا القصر..

إستقام منصور من مكانه و قد بدأ الشرر
يتطاير من عيناه و هو يمسك نفسه حتى
لا يفرغ في غضبه في زوجته المجنونة التي
كانت تتحدث ببرود و عدم إهتمام و كأنها
كانت تسرد له أحوال الطقس...لم يندم
في حياته على شيئ كندمه على الزواج منها
لكن الأوان قد فات و لم يعد للندم نفع
الان ليهتف بغضب حارق :
- يعني خلاص إتفضحنا...انا كنت عارف
و قلبي كان حاسس إن في مصيبة
من ورا كلامك داه..

حب إجباري(نوفيلا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن