دلال **
كُنت أقوم بحفظ البيانات التي أعطاها لي مستر مُعتز، ربما يبدو غريباً عليه ولكنني لا أحب أن انادي أحد بسيد أو سيدي، أرى أنه شئ مُهين قليلاً وقديم الطراز، لذا يبدو هذا جيد لي، وبما أنه لم يعترض أي أنه جيد له أيضاً، لم أفهم المغزى من كلماته بداخل مكتبه، ولكنه ربما يُدردش بطريقه أو بأخرى
لقد احترمت فكرة أنه يحاول جعلي أنسى الاحراج من الموقف الاول بيننا، ولكن يبدو أن علاقتنا ربما ستكون أكثر من مدير وموظفه، وسأكون سعيده بصداقته بالفعل، قاطعني من شرودي صوت أمين، المساعد الخاص بمعتز :
_ أستاذ معتز عاوزك.
اخذت الحاسوب الخاص بي بيدي، وكنت أعلم أنه سيسألني عما فعلت، عندما وصلت لمكتبه طرقت، وأتاني صوته الغليظ :
_ اتفضلي يا دلال.
عقدت حاجباي باستغراب، كيف علِم أنه أنا، ولم أجعل السؤال يبقى بداخلى :
_ إزاي عرفت أنه انا ؟.
تراجع بكرسيه، ثم أرجحه قليلاً، ونظر لي بأبتسامه اعتقد انها عابثه، ثم أردف :
_ اقدر اميز بين صوابعك الرقيقه و صوابع امين لما يخبط على الباب.
خجلت رغم انني اعلم أنه ربما لا يوجد شئ للخجل، وخجلت أكثر بسبب أنه من الواضح أن وجنتاي أصبحا باللون الوردي الآن، فأستمعت لضحكته الخافته :
_ مفيش حاجه تدعي الكسوف على فكره، اقعدي وريني عملتي ايه
أشار للاريكه، فجلست عليها بينما اتجه هو بجانبي، وترك مسافه جيده بيننا، وقد سررت بسبب هذا لأنني لا اتعامل جيدا عندما يكون أحد ملاصق لي
فتحت حاسوبي، وأريته العمل القليل الذي قُمت به، ثم أردفت وانا اشرح له بهدوء :
_ البرنامج دا كويس لحفظ البيانات اكتر من اللى ورهولى امين، لو كنت مش مرتاح ناحيته هشتغل على اللى امين ورهولي، بس فيه حاجه بحضرلها في أيدي هيكون آمن اكتر، وكمان هيبقى غير قابل لنسخ البيانات نهائي، عشان لو حصل اختراق أو حاجه شبيهه لكدا، اول ما اخلصه هقعد فتره اجربه، وهوريهولك.
_ كويس جدا، بس اتأكدي منه قبل ماتخزني البيانات عليه، بعد ما تتندمجي في الشغل، هديلك صفقات مهمه جدا تحفظيها، فاخلى بالك.
رنّ التحذير بصوته، وأستقبلته بجديه لأنني أعلم أن العمل عمل، لذا أومئت برأسي بأحترام، شعرت بنظراته مُسلطه عليّ، نظرت له ووجدت كأنه متعمق بالتفكير في شئ ما، ولكني خجلت من تحديقه، لذا حمحمت وكأنه استعاد وعيه، لأنه نظر بالاتجاه الأخر سريعاً

أنت تقرأ
أمّا الحُب ||
عاطفيةشدّ يده على خصلات شعرها وهمس في أذنها بهوس : _ انتي بتاعتي، مِلكي، انا أعمل فيكي اللى انا عاوزه، تعيطي وتفرحي بسببي انا بس مش بسبب حد تاني. حاولت فَك خصلاتها من يده : _ أرجوك متعملش كدا، إحنا صُحاب. _ لأ مش صحاب ولا عمرنا كُنا.. ...