Part 16.

774 32 155
                                    

كان عمر و عماد يجلسون مع أحلام و شاهنده، وشمس في طريقها إليهم، اردفت شاهنده وهي في احضان زوجها :

_ يبقى هي كانت منهاره بسبب كدا، واحنا سمعنا كلامها و مسألناش ولا اصرينا نعرف هي مالها، ازاي مخدتش بالى منها بجد ازاي.

_ دلال على طول كتومه يا شاهنده و صعب تعرفي هي زعلانه ولا لأ، مش عارف إزاي بتقدر تداري كدا.

أجابها عبدالرحمن لعله يُخفف عنها، ولم تجيبه كانت تبكي فقط، بينما بالغرفه الأخرى كانت أحلام تجلس وامامها يجلس عماد وعمر، همست احلام وهي تنظر لعماد بحزن :

_ انا فشلت يا عماد، معرفتش أحافظ على بنتي، معرفتش اكون ليهم الاب و الأم في نفس الوقت، كان لازم اعرف اني عمري ما هعرف اعمل اللى الراجل بيعمله، كلامها كان صح، يمكن لو عبدالعزيز كان موجود كان عرف يحميها، مكنتش هتبقى خايفه من زياد.

تنهد عمر بحزن على حال الجميع، و اجابها بهدوء :

_ انا كنت في حياتهم يا طنط ورغم أن شمس كانت عارفه بس مقالتليش، ومعتز سألها كذا مره إذا كان زياد مهددها وهي مكنتش بتقول ابدا، الغلط مش على حضرتك، هي كانت المفروض تفهم أن دا شخص مجنون مش هتعرف تتعامل معاه لوحدها، بس كانت خايفه على أختها.

_ عمر عنده حق يا أحلام، إنتِ كنتِ أم كويسه وست بـ مية راجل قدرتي تعليمهم وتخليهم بنات زي السكر كدا، متلوميش نفسك، وان شاءالله دلال هتكون كويسه.

اومئت لهم والدموع تتساقط من عيناها، تشعر وكأن قلبها بارداً، وكأنها تخسر أنفاسها، لم تغب دلال عن عيناها منذ أن ولدت، ابتسمت وهي تتحدث :

_ كانت حمائيه تجاهننا جدا، تحس ان هي الكبيره مش شاهنده، دايما خايفه علينا و مخليه بالها ومركزه معانا، لو عبدالرحمن زعل شاهنده كانت بتبهدله، لو لمحت دمعه في عيني كان لازم تعرف سببها و تمحيها، قوتها اللى كانت مبيناها مخلتناش نلاحظ أن هي صغيره، و أكيد جواها ضعيف، والأهم من دا مخلناش نشوف أنها خايفه.

نهض عمر من مكانه، وجلس بجانبها، أمسك يدها و أردف بهدوء وهو ينظر لها :

_ انا نفسي كنت بتضرب منها وهي لسه 19 سنه لما ازعل شمس، ودا يخلينا نعرف أنها قويه يا طنط، زياد مش هيقدر يعملها حاجه وهي مش هتسمحله، أعتقد أنها كانت شايفه فيه حاجه محدش شايفها، و هتعرف توصل جواه وتأثر عليه لدرجة أننا ممكن نلاقيه مرجعها بنفسه دلوقتي، عشان كدا لازم كلنا نبقى مستنين و واثقين فيها.

اومئت له وهي تجفف دموعها، قبّلها من رأسها، فـ حمحم عماد بصوت خشن، نظر عمر له وجده ينظر له بحده، رفع يديه عنها ونهض ثم أردف :

أمّا الحُب || حيث تعيش القصص. اكتشف الآن