دلال **
كُنا واقفون بالمطبخ بشقة شمس، نُساعد والدتي في إعداد الطعام، للأن لا أعرف أين والدة شمس!، هي لم تُخبرني ولم اسألها يوماً، ولأول مره تحدثت وهي تقوم بتقطيع الطماطم :
_ يمكن لو كانت ماما هنا مكنتش تعبتكو معايا، انا متشكره بجد يا ماما أحلام.
كانت امي من أصرت أن تناديها شمس أمي منذ أن اصبحنا أصدقاء، سمعت صوت أمي تُجيبها :
_ الله واعلم بيها يابنتي محدش عارف كان في دماغها ايه، اديكي قولتي ماما أحلام يعني مفيش حاجه بينا اسمها شكراً.
رأيت شمس تنظر لها بذهول، وكنت أنا أيضاً أشعر بالدهشه، سألت السؤال الذي كان بأعين شمس :
_ هو انتي تعرفي مامتها يا ماما ؟.
توقفت أمي عما تفعله بتيبس، وكأنها نطقت بتلك الكلمات عن غير قصد، كان صوتها متوتراً وهي تجيب :
_ ماحنا كنا جيران يا دلال أكيد كنت عارفاها.
_ ممكن تقوليلي شكلها عامل ازاي ؟.
سألت شمس واستغربت من أنها لا تعلم كيف تبدو :
_ بابا مورانيش ولا صوره ليها وانا مطلبتش، انا غصب عني نسيت ملامح وشها ومش قادره افتكرها.
_ كانت صغيره ورقيقه أوي، وصوتها هادي، وكانت مهتمه جدا بشكلها ولبسها، كانت بتحب الحياه يا شمس، بتحب تعيشها.
رأيت عيناها تترقرق بالدموع، وآلمني قلبي على صديقة عمري، وزاد آلمي حينما سمعت صوتها المُنكسر :
_ عشان كدا مشيت، أخيرا لاقيت أجابه، مشيت عشان منقيدش حريتها ونمنعها تعيش الحياه اللى هي عاوزاها.
اقتربت منها ثم عانقتها بهدوء، وأردفت راغبه بتغيير مزاجها :
_ هو دا وقت النكد؟، شكلك مش مقتنعه لسه أن عمر جاي يتقدملك رسمي، انتي فاكره احنا حلمنا سوا باللحظه دي قد إيه ؟، فاكره أحلامك كلها معاه ؟، مش عاوزه حاجه تعكنن عليكي فرحتك.
اومئت لي بأبتسامه، وبعدها أنهينا الطعام، توجهنا لغرفتها لنبدل ملابسنا لأنهم على وشك الوصول
ارتدت شمس فستان بسيط للغايه باللون الأحمر وقامت بتجعيد شعرها بطريقه لطيفه، وبعد أن وضعت لها القليل من أدوات التجميل، أصبحت أجمل ما رأته عيني

أنت تقرأ
أمّا الحُب ||
Romanceشدّ يده على خصلات شعرها وهمس في أذنها بهوس : _ انتي بتاعتي، مِلكي، انا أعمل فيكي اللى انا عاوزه، تعيطي وتفرحي بسببي انا بس مش بسبب حد تاني. حاولت فَك خصلاتها من يده : _ أرجوك متعملش كدا، إحنا صُحاب. _ لأ مش صحاب ولا عمرنا كُنا.. ...