هلعت لوسيل لصاحب الصوت من خلفها واستدارت ناظرةً له ، كان قميصه الستان اللامع مفتوحاً يغطي صدره الحجري علامات لقبل بأحمر شفاه قاتم بينما بنطالهُ مفتوح ويهبط ع عظم وركهُ فلولا هاتين العظمتين لسقط ع الارض مُخرجاً الكارثة القابعة بين ساقيه !!
تنهدت لوسيل بالنطق لكنها ازلفت عن ذلك بل تخلت حتى عن صوتها معه اشمأزت منه لدرجة انها لم ترده ان يحضى بحوار طفيف معها ..انه عدوها ، اجل ومحال ان يصبح العدو صديقاً يوماً !
فريديناند هامساً امام هذا التمثال الفاتن والذي يتنفس بأظطراب صامت لكن ملامحه تصرخ وجعاً :قولي شيئاً ..لا تصمتي !
قالها هامساً امام وجهها مُقترباً لدرجة جعلتها تعود للخلف فتسطدم بالجدار خلفها !
هبطت ببصرها الدامع ثم رفعته رامقةً اياه بنظرة حاقدة جاحدة مُتألمة !!
بادلها بأخرى معقودة الحاجبين بألم اكبر !
هم بالتحدث لولا مقاطعته من قبل احد الضباط النازيين متحدثاً بثمالة : اوووه من لدينا فرنسية فاتنة اخرى ...قالها مقترباً من لوسيل هاماً بلمس يدها ليسحبها لكن فريديناند يشتاط غضباً عليه فيمسك يده بقوة رخامية جعلت منه يصرخ بجنون حيث كان الغاضب ممسكاً بها بأحكام لدرجة مجرد حرك كف يده حتى كسر معصم الثمل القابع بين يديه فسقط ارضاً متحدثاً بلا وعي :لا احد يقترب منها!
قالها ثم استدار رامقاً لوسيل بنظرة مظلمة اخرجت المُستعمر المختبئ داخله بينما خرج الجميع من غرفهم بسبب صراخ الساقط ع الارض مُتألماً ، رفعت بصرها نحوهُ بخوف بينما هو صرخ بوجهها :لمَ لا زلتي واقفة !!....عودي لمنزلك
هلعت لوسيل من صرخته ثم رمت الورقة عليه وخرجت مسرعة بينما خلفها ايليت التي ركضت بجنون خائف ، حمل الورقة التي رمتها فقرأها وعلم بأنها علمت بما يخططوه !
كانت لوسيل تركض بسرعة وهلع وخلفها ايليت التي تصرخ بأسمها لتتوقف حتى وصلت لها فسحبتها من يدها صارخة : قلت انتظري
لوسيل بصراخ :ماذا ؟ ماذا ؟ واللعنة اتركيني
ايليت :ستقولين لامي اليس كذلك
لوسيل وهي تفلت يدها :اتركيني
لتعود ايليت وتسحبها من جديد:قلت واللعنة انتظري ...انظري لي جيداً ستصمتين ولن تنطقي بشئ لامي وإلا اخبرتها بأنك كنتِ بالحفل ايضاً ونقع بها كلتينا !
لوسيل بصراخ :هل تودين معرفة لمَ كنت في الحفل اللعين ..ها ؟ واللعنة لقد سقطت باريس بيدهم وجميع الفرنسين اصبحوا اسرى حروب بينما هذا الحفل الذي كنتي به ليس حفل ترحيب بل هو حفل سقوط فرنسا بيدهم حيث غداً ستقام مراسيم رفع العلم الالماني ايتها اللعينة !!
قالتها بصراخ ودفعة واحدة فتنفجر ايليت بالبكاء وتسقط ارضاً فتهبط لها لوسيل وتحتضنها مربتة ع كتفها فتبادلها ايليت وتبكيان معاً !
بعد ساعات ......... اشرقت الشمس ومر الوقت ذهب الجميع الى اعمالهم .
كانت لوسيل واقفة عند نافذة المشغل العليا تنظر للباحة بشرود هائم حتى قاطعها صوت عمتها متحدثة :لوسيل ....لاتبدين بخير ! ولمَ تحت عينك متعب لم تنامي اليس كذلك ؟
لوسيل:لا شئ انه ارق بسيط لا تقلقي عمتي .
العمة :كيف لا اقلق وانتي اب......لم تكمل عبارتها بسبب صوت الطبول والابواق للفرق الموسيقة المخلوطة مع اصوات بساطيل الجيش النازي المنتظمة وهُتافات بعض المواطنين الالمان المرموقين !! اغمضت لوسيل عينها حيث فهمت بأن الوقت حان !
العمة :ماذا يحصل الآن ؟ بما يحتفل هؤلاء القذرين ؟
صوت احدهم من الاسفل يحمل مكبراً للصوت :الرجاء من جميع المواطنين التوجه للباحة فوراً فهناك احتفال لخبرٍ مهم .
نظرت العمة لجميع العمال في المشغل حيث نزل جميعهم فتوجهت خلفهم بينما لوسيل واقفة لم تنزل !
العمة :لوسيل ...هيا
لوسيل ببرود:قادمة
قالتها بهدوء وبرود مفرط ! نزل الجميع وتجمعوا حول الفرق الموسيقية التي توقفت فجأة بسبب امر من صاحب المكبر الواقف اعلى قمة صرح عالي يصل لعشرات الامتار وبجانبه الايسر فريديناند واقفاً بجمود حيث لم يلفت انتباههُ سوا تلك الصهباء التي نزلت مُتأخرة مع عمتها !
وقفت لوسيل مع عمتها فأتت بجانبهما لونا وزوجها واطفالها ثم ايڤونا وبعدها سيلين التي تمسك بيد ايليت المرتجفة بخوف فهي تعلم مالذي يحصل !
الرجل الحامل للمكبر :ارجو من الجميع اللتزام الهدوء فهناك خبر اود الافصاح عنه ...البارحة وصل لنا خبران جميلان الاول هو واخيراً سقطت باريس في ايدينا ! والآخر هو انتصار السلطة النازية لهتلر وسيطرتها ع الاوضاع القومية و الحصول ع موافقة لرفع العلم الالماني في في كل ارجاء فرنسنا ...!!
حضرة الضابط ..قالها ففهم فريديناند الامر فقام بالمناداة ع عسكري بجانبه وامرهُ برفع العلم والرفرفة به اعلى الصرح الكبير ...👇
أنت تقرأ
fleur gelée ...⭕️
Romanceترغبه ولا تناله، فترغبهُ أكثر !! مأساة الجنون في الحب لا تنطوي ع كونها مأساة مؤقتة فقط فهي ترتطم تارةً بالادمان ، تارةً ترتطم بجدار النشوة ! اي تشوه يحصل اكثر من تشوه انتصاب حلمات مُمَزقة بسبب قساوة البرد ؟ لا أحد يخرج من بيته لمواساة السماء عندم...