‏In the end ....✨

6.7K 120 26
                                    


Fhash back ................... يوم الزفاف ، قلب الكنيسة
مادلين عند الباب :لايمكنكَ الدخول .
فريد بوجه خالي من الانسانية :ابتعدي مدام عن الباب افضل للجميع ....قالها ثم دفع مادلين و دخل للغرفة الخاصة بخاصتهُ التي ستتزوج بعد مُدة لعينة !!
مادلين بقلق مُصطنع :حاولت منعهُ !
لوسيل :انت ....ماذا تفعل هنا ؟
فريد بحاجب معقود و قلب خالي من الرحمة :ماذا تفعلين انتي ؟!
اغلقت مادلين الباب ووقفت ع مقربة منهُ ...امسكت قلبها وبدأت تُتمتم ببعض الاشياء بينها وبين انفاسها !!
من جهة اخرى فريد نظر للوسيل من الاسفل للاعلى ..الابيض الحزين الذي لاق ع بشرتها حتى انه كان لا يفرق بين نصوعهما ، خصلاتها الحمراء التي كانت مرمية بأهمال ع اكتافها الناعمة وكأنها كانت تهم بربطها لكنه قاطعها ، ملامحها الفاتنة الحزينة مع ذلك الظل القاتم الذي يُبرز لون مقلها التي لطالما عشقها وبسبب هذهِ المُقل بات يعشق فرنسا و نظراتها الثاقبة التي ارعبتهُ وهزت الخواء داخلهُ خصوصاً بعد ان لمح انتفاض قفصها الصدري بعُنف !
النظرات كانت بينهما قاتلة ...يلتهم كل منهما الآخر ويبتلعهُ بنظراتهِ المرضية !
"خاضعة لهُ واللعنة خاضعة لكل تفصيل لعين صغير منه حتى لزيهُ العسكري الذي تمقتهُ بجنون !
"مجنون بها و مهوس بكل انش من هذهِ الدِمية الفاتنة والمحرمة عليهْ بكل عنوة و ادمان !
مر الصمت وليد اللحظة و من هولها بات  مطولاً حتى خدشهُ صوت خطواتهُ بتلك الجزمة العسكرية مُقترباً منها خطوتين ثم نطق بعد برود من الخطوة الاخيرة :كُنت بانتظار رسالتك تلك التي لم تفكري حتى في كتابتها  !...هه ‏المواقف التي يُشفقُ بها المرء على نفسه لا تُنسى يا صغيرتي ! وانا من فرط جمالكِ بفستان الزفاف هذا اشفقت ع نفسي !
لوسيل شاردة بعين لا تنظر لشئ دامعة غير رامشة محمرة و تنزف حزناً بصمت كبير حتى نطقت : كُنت جيدة في الهرب، مرة واحدة توقفت و التفت ناحيتك ، منذ ذلك الحين وحياتي تتشظى وأنا أحاول جمعها تعِبة رغم اني وافقة لا اتحرك ... انتظر حدوث شئٍ ما لي !
فريد :لستُ بخير هذا ما أردت أن أخبرك به منذ أيام لكن كنت أقول في نفسي ربما يأتي غدًا مختلفًا ملونًا وواسعًا لكن لا شيء من هذا حصل اليوم السبعين وما في روحي موضع إلا داسته الحياة بأقدامها الكبيرة جدًا يا فتاة , حتى إنها صارت تدوس بعض الأماكن في روحي أكثر من مرة حتى حولتني لوحش قاتم البؤس مُلطخ بالابيض والاسود الحزين يتلون فقط في حال لمسكِ !!
هه اه يا فرنسا...... تنهد بحزن ثم اقترب منها خطوتين بعد لتنده عليه ناطقة : اياك ...لاتقترب مني
فريد : وإلا ماذا ....ستصرخين طالبة نجدة حبيبك الع...اوه اعتذر زوجك المُستقبلي اللعين ؟!
لوسيل : ابقى بعيداً عني .....قالتها بخوف و توتر وهي تبتعد عدة خطوات للوراء حتى ارتطمت بالجدار خلفها فرفع يده ووضعها ع الجدار ناطقاً وهو يضرب ع صدرهُ عدة ضربات :  تعفن قلبي من شدة الكلمات التي إبتلعها طويلاً وبقيَت تنخُر صدري كل ليلة تثقبه فيصبح قلباً ذو فجوة والمثير في الامر هو انكِ تنامين عند حافة تلك الفجوة ، هنا ........قالها و ضرب مكان قلبهُ بينما عيناه تخترقانها !
اغمضت عينها ثم فتحتها بتوتر ناطقة :سأصرخ
فريد بهمس : اصرخي
تحول فجأة من وحش ثائر الى اسد جريح فور اقترابهُ منها !
لوسيل بعجز : لاتقترب ....قالتها وهي تدفعهُ بخفة بسبب تقدمهُ نحوها بوجه مُتخدر الحزن وعين عميقة ناعسة مع نظرات ثاقبة وبلا سابق انذار قبلها !....اجل قبلها بجنون و ورغبة مُرعبة جعلت منها اسيرة بين شفتيه بينما هو يلتهمها !
دفعته ، ابعدته عنها ، حاولت ان تقاومهُ لكن الامر كان اقوى من كليهما حيث اللهبت النار داخلهما بأستعار عاجز جعلت منها اسيرة لهُ وللمرة المليون حيث امتص شفتها وعضها بجنون و نهم حتى نزفت بضمور فتذوق ذلك الصدأ المحبب لقلبه بينما يداه تعتصران مؤخرتها من خلف الفستان ! دفعتهُ بخفة طالبة للهواء فأبتعد لتتنفس بلهث وهو ايضاً كل واحد يبتلع زفير الآخر و يتلذذ بهِ ! فريد بنفس لاهث : كم اود ان اسحب روحك داخلي مع كل قبلة ! نظرت له لوسيل بتوتر غاضب فرفعت يدها و صفعتهُ بلا سابق انذار ناطقة : لا تكرر الامر مرةً اخرى ، ثم اياك ولمسي بتلك اليد القذرة ..اياك !
عقد فريد حاجبيه بأستفهام ع ردها القاسي : لوسيل!! مابكِ يا صهبائي ؟
لوسيل : هه مابي ؟ انت الذي تتصنع البراءة بينما انت شيطان رجيم خائن لعين ! بل واكثر من ذلك تلعن اي مكان تطئ قدمكَ بهِ ايها الشيطان اللعين الخائن ...لا اريد ان اراكْ لا اريد ان تقترب مني مرةً اخرى !
فريد : لمَ تتحدثين هكذا ..تعلمين ان سبب غيابي كان بسبب ماحصل مع والدَي وهذا لا يعطيك مبرر لتتزوجي غيري !
لوسيل بغضب : بل يعطيني ...لا يهمني اي شئ لعين حصل معك فقط اتركني و شأني ، لا اطيق رؤيتك ، لا اطيق النظر اليك ولملامحك ايها الخائن اللع..........لم تكمل عبارتها بسبب دخول العمة بلا سابق انذار بينما مادلين خلفها تحاول ايقافها لكنها فشلت !
العمة بغل :ماذا ...تفعل...هنا ؟
فريد : لا تتدخلي مدام ...الامر بيني وبين ابنة اخيك .
العمة : انت قلتها ابنة اخي و انا هي ولي امرها المتبقي لذا اياك و افتعال شئ يغير مجرى الامور .
فريد : دعينا نتحدث ... تركت كل شئ لاجلك حتى اني قدمت استقالتي و رُفضت قبل ايام !
اغمضت لوسيل عينها و نطقت : لا اريد سماع شئ منك .
فريد : لكن ان.........
العمة مقاطعة له : سمعت كلامها هيا اخرج من هنا ..لاتوجد اي علاقة تجمع نازي مثلك مع فرنسيين مثلنا ! انه من المُحال ..انه ، انه من المحرمات ! انها لجريمة عُظمى .. جريمة لا تغتفر .
فريد : مع احترامي لعمرك لكنكِ متخلفة قذرة بالحد الذي يتجاوز الحدود مدام انجلييه ... وانتي ! لقد خسرتني للابد ، ههه علمتي بالحركة التي حصلت في فرنسا لقد ارسلو في طلب اقوى وابرز العساكر لاجل الامدادات الالمانية في باريس هه وانا من ضمن هذهِ الاسماء ...الرحلة بعد نصف ساعة ! لقد تركت كل شئ حتى استقالتي التي رُفضت لاجلك لذا حددي الآن اما ان تأتين معي او سأترك بوسي و اتوجه نحو المعسكر في باريس حينها سأصبح عدواً بالمعنى الحرفي يا فرنسية !
العمة : لا نريد ان نسمع شئ منك ...اذهب حيث شئت و عسى ان يوفق المسيح الفرنسيين ونطردكم وتُقتلون جميعاً .
فريد : للمرة الثانية ..انا لا اوجه الكلام لكِ .
صمتت لوسيل بطريقة وكأن من هول الموقف فقدت حاسة النطق ! تدور الدموع وتتلئلئ داخل مقلتيها لكنها جبانة تقف ع الحافة ولا تقفز !
رفعت بصرها اليه ونطقت ببحة جارحة : اذهب !!!
رفع فريد حاجبهُ ثم ابتسم جانبياً بخفة و الكسر داخلهُ عظيم ... ابتسمت العمة بينما مادلين تمسح دموعها عند الباب والحزن يملئها !
اقترب فريد منها وسط صرخة العمة التي تجاهلها واصبح امام لوسيل مباشرةً ..تنفست بعمق ، ابتسم ع منظرها المتوتر الخائف ، اقترب اكثر فأصبح لا يفصلهما سوا بضع انشات لعينة و بلا سابق انذار سحبها اليه بقوة فأصبحت حبيستهُ اغمضت عينها من فرط ما احست بهِ ليهمس بأذنها :في كُل ليلة سأزور أحلامكِ .. ستقومين من فراشك لاهثة ، مفزوعة ، خائفة لكن يداً اخرى غير يدي ستناولك الماء !!!
قال جملته بعمق ثم ابعدها عنهُ بقسوة تاركاً اياها وسط ألمها الذي يشعر هو بضعف ضعفهِ !
ابتسم ع منظرها الضعيف بأنكسار ثم نطق : سأذهب و اقاتل بلدكِ الذي لطالما فضلتهِ عليي في ضل انني فضلتكِ دائماً ! قالها بلا سابق انذار و استدار مُبتعداً عنها و خطى خطوتين حتى وصل الباب ثم اغمض عينه لكيلا يستدير لكنهُ عجز وفعلها ! نظر لعينيها بعمق ثم نطق : حتى ذلك اليوم ع منصة الاعدام فضلتكِ ع بلدي و قوانيهُ الصارمة و انقذتكْ ...يالت الامر كان يستحق !
و ذهب .......... اجل ذهب بلا سابق انذار يجر خيبتهُ معهُ و لم ينظر للخلف ابداً بينما هي صُدمت للحد الذي لا حد لهْ !
-اء ..الاعدام ، ذلك اليوم و صوته وو الفرنسية المُتقنة كيف ذلك ؟ كيف ؟ .......لم تُكمل تساؤلها الداخلي بسبب توجه العمة اليها بلا سابق انذار وامساك منديل وتعديل مكياج عينها ناطقة : لا تصدقي كلامه انه يتلاعب بكِ نفسياً فقط ، اياك وتصديقهُ .
مادلين كم الوقت يا امرأة ؟
مادلين بتلعثم : ان...انه ال11 إلا ربع ساعة .
العمة : تأخرنا ...هيا لنضع لك الطرحة
بعد لحظات .....!
العمة : انتهينا ... هيا قالتها و امسكت لوسيل من يدها وسحبتها معها ع طول الممر المؤدي للكنيسة حتى وصلتا ووضعتها ع المذبح و امامها ماسون الذي ابتسم بأنتصار فور رؤيتهُ لها !!
لم ترفع لوسيل عينها ، لم تنظر اليه و لو نظرة بالخطأ !
مر الوقت ...تقدم القس وبدأ تلاوة بعض الاشياء لترفع بصرها اخيراً و تنظر حولها !
الكنيسة فارغة لا احد بها سوا هي و ماسون وعمتها ومادلين ذات العين المحمرة يجلسان ع المدرجات ...اي عرس لعين هذا ؟ اليس من المفترض ان يكون هذا اجمل يوم في حياتي اذاً لم كل شئ بشع و مخيف بهذهِ الطريقة ؟!
ابعدت تلك الافكار من رأسها بسبب صوت القس الذي قطع سلسلة افكارها : ابنتي اكرر السؤال هل توافقين ع ماسون موراكي زوجاً لكِ ع ان تسانديه وتكوني له خير الزوجة ؟
نظرت لوسيل لوجه القس بهول ثم لوجه ماسون الذي عقد حاجبهُ بخوف كونه وافق قبل لحظات بلا تفكير !
لوسيل بتوتر : ان ....انا !!
لم تكمل ما ارادت قوله بسبب صرخة اتتها من الخلف :لا ،  توقفي سيدتي !!!!!!!!
العمة بغضب : مادلين ؟؟؟
خرجت مادلين من المدرج ووقفت وسط الممر اسفل المذبح وبالقرب من لوسيل ، وجهها يملئه الدموع و الحزن والاسى ناطقة : لا توافقي يا سيدتي لا لا ارجوكِ لا
قالتها و اذا بمسكة الزهور الخاصة بلوسيل تسقط من يدها بلا شعور و تتناثر ع الارضية بأهمال !
مادلين : توافقي يا سيدتي ...انا اتوسل اليك ! انه ليس الرجل المناسب انه ح.....استقامت العمة و توجهت نحو مادلين سحبتها اليها بغل ناطقة : ماذا تقولين ايتها اللعينة ؟
مادلين وهي تسحب يدها بقوة : اتركيني ...انتي ايضاً السبب في هذا .
لوسيل وهي تتقدم خطوتين : ماذا تقصدين ؟
امسك ماسون ذراع لوسيل و سحبها :لوسيل ..جميلتي دعينا نكمل المراسيم !
مادلين بألم : انا اسفة ... اعتذر منك ع كل يوم خبأت به شئ عليكِ و اوصلتكِ الى هنا لو انني تحدثت منذ البداية لما حصل كل هذا !!
ماسون بغضب وهو ينزل عدة درجات من المذبح : اصمتي ...اصمتي ياهذهْ .
مادلين بغيض : لا ... صمت كثيراً لن اصمت الآن !
سيدة لوسيل ان ماسون ليس الرجل المناسب لكِ انه مجرم و كاذب و اتفق مع السيدة انجلييه ع خداعكْ و جركِ لتصلي لهنا .
لوسيل : ماذا ؟
مادلين : كما سمعتي .....قبل عام ونصف من الآن عندما وجدت جد ايڤونا ميتاً رأيت ماسون خارجاً من المنزل هالعاً و عندما عُدت اخبرت عمتكِ بكل شئ عندها هددتني بأنها ستطردني ان لم اصمت !
لوسيل بصدمة : ماذا ؟ هل ..هه..هل هذا صحيح ؟
ماسون : جميلتي لا ...لاتصدقيها
مادلين : اصمت ايها الكاذب المختل ...لقد اتفقوا ع كل شئ سيدتي الصغيرة ، اتفقو من اجل تفريقكِ عن الذي تحبيه حتى ذلك اليوم عندما وصلتكِ رسالة من المُلثم و ذهبت لمكان و عدتي في حالة هستيرية رأيتهما معاً يتحدثان عن ايصالك لاقصى درجات الجنون و الشك لاجل ان تصبحي بحاجة لهما و توافقي ع عرض ماسون بالزواج !!
سمعت كل شئ ..كل اجتماع كل خطة جرت في المنزل سمعتها ! حتى ان المدام كذبت عليكِ و لم ترضى ان اذهب لأيڤ و اخبرها بأمر الزفاف حتى لا تمنعك و امرتني بأن اكذب و اقول انني اخبرتها !
لوسيل بصدمة : هل هذا صحيح ؟ عمتي ؟ ماسون ؟
-صمت ...لا شئ سوا صمت عظيم
مادلين : هناك شئ خطير حصل لأهل الضابط فريديناند و عندما اتت و اتصلت ايڤونا لتخبرك طردتها عمتكِ في جميع المرات ..كل شئ خطة مدروسة للإيقاع بكِ سيدتي كل شئ هذا الزفاف و الرسائل التي تصلك بل و حتى ان ماسون من اوشى بكِ للالمان و اخبرهم بهوية صمت البحر ...و هو لم ينقذكِ لم يكن هو المُلثم يا لوسيل لانني رأيته ع مقربة من منصة الاعدام ذلك اليوم يبكي كجرو جبان !
نظرت لوسيل بعين خائبة دامعة لعمتها التي تنظر للارضية و ماسون الذي ينظر لداخل عينها بوجه مُصفر !!
ماسون : ان ...انا فعلت كل هذا لأجلك ، لأجل ان اكون معكِ جميلتي .
العمة : صغيرتي لوسيل ...سامحيني لم اعلم كيف فعلت هذا صدقيني لقد ..لقد خدعني لأوافق ع خططهِ الشنيعة !!
ماسون بغل : ماذا تقولين يا شمطاء انتي من هددني !
العمة : لا بل انت
مادلين : لقد صمتُ كثيراً ..صمت للحد الذي جعل الكلامات تخرج مني كالسكاكين ، اعلم بأنني الآن مطرودة و اصبحت بلا مسكن ! ترددت كثيراً من التحدث لكني اتخذت قراري ! حضرت حقائبي تحسباً في حال ان تشجعت واخبرتكِ بالحقيقة و هي عند المدخل الثاني للكنيسة ، محال ان اعود لذلك المنزل مرة اخرى !
ان الضابط يحبكِ جداً سيدتي ... كنتُ اعلم بذلك منذ البداية ، عندما نظفت غرفتهُ آخر مرة وجدت عدة صفحات مُمزقة كتبها بخط يده خبئتها لكِ ، عسى في يوم من الايام تقرأيين الكلام الذي لم يكن يستطيع قوله !
عقدت لوسيل حاجبها ...وهبطت دموعها الجبانة اخيراً حتى انها ملئت وجهها المحمر !
ركضت مادلين نحو حقائبها و ماهي سوا لحظات حتى احضرت عدة ورقات مُصفرة كل واحدة مُمزقة من جهة مختلفة ....تقدمت نحو لوسيل و اعطتها لها ناطقة : افعلي الشئ الصحيح ، وداعاً !
قالتها و مشت بلا سابق انذار ولم تنظر لأي شئ خلفها حتى اوقفها صوت لوسيل : الى اين ؟
مادلين بدون ان تستدير : تطوعت كممرضة للجيش الفرنسي وان لزم الامر سأقاتل معهم ..سأكفر عن ذنبي بخدمة وطني ! وداعاً
قالتها و غادرت ، خرجت الكنيسة و اختفت بعدها وكأنها لم تكن !!
-صمت ...فقط صمت لحظي عم المكان وسط صدمة القس و عين الصهباء التي وقعت ع اول ورقة بيدها كان مكتوباً عليها
* لا شيء بَعدُكِ يُطاق
الليل
والأغنيات
والقصائد
أودكِ الآن
أود أن أسند رأسي بين نهديكِ
وأبكي
أنتشي
أصبح مجنونًا
معلقًا بين كلتا العيون * .
دمعت عين لوسيل بألم حتى ان فقدت القوى ع الوقوف فجلست ع الارضية والحزن يملئ محياه كل ثنايا وجهها !
تقدم ماسون منها ناطقاً بعين دامعة وخوف من خسارتها : انا اسف ...دعينا نعود للبداية ارجوك انا ......لم يكمل عبارته بسبب صرختها المدوية : اصمتتتتت !!!
اخرس واللعنة عليك ايها المسخ الملعون !!
قالها بصرخة مبحوحة مدوية ثم استقامت و دفعتهُ بكل قوتها ناطقة : ليس فريد المسخ كونه نازي بل انتما ...انت ايها العاهر وانتي يا عمتي الداعرة المقرفة ! ستبقين وحيدة طوال عمرك ! لطالما ضننت ان ايليت تبالغ في رد فعلها منكِ لكنك تستحقين كل كلمة جارحة قالتها !
ستبقين وحيدة طوال عمرك ...حتى مادلين تركتكِ !
ستموتين من الوحدة .. وهل تعلمين كيف ستموتين ؟
ههه ستموتين وحيدة متعفنة ع كرسيك الهزاز امام المدفئة ولن يعلم احد بموتكِ حتى تخرج رائحة جثتك المقرفة من المنزل وتصل للجيران عندها سيأتون ليروا مصدر رائحة العفن كونهم سيضنون ان التيار انقطع عن الثلاجة وهذه رائحة عفن الطعام لكنهم سيتفاجئون بأن مصدر الرائحة المقرفة هو جثتك العفنة يا عمتي !!
وانت ايها المسخ العاهر اتمنى لك ميتة حزينة مؤلمة و يرموك من اعلى جرف وانت حي فتأكلك كلاب الغابة المتوحشة و ددبتها ينهشون روحك نهشاً ولن يرف لهم جفن لعين !!
صمتت قليلاً ثم نطقت : انا اتبرأ منكِ ...من الآن لا اعرفك ولا تعرفينني !
تنفست لوسيل بعنف واختناق ثم شدت ع الاوراق التي بيدها ودمعت ناطقة : فريد ...انا قادمة
قالتها و بلا سابق انذار سحبت الطرحة من رأسها و رمتها ع الارض بأهمال و ركضت ع طول الممر خارجة من الكنيسة بسرعة وكأن الموت خلفها !....وضعت الاوراق داخل حمالة صدرها و رفعت الفستان و ركضت حتى وصلت وسط المدينة اخذت تاكسي و امرته ان يتوجه للمحطة بأقصى سُرعة ....حبيبي فريد ، انا اسفة ...سامحني اتمنى ان اللحق بك ْ !
بعد ربع ساعة ......وصلت لوسيل المحطة ، نزلت من السيارة ركضت بسرعة وهي تحمل طيات فستانها الابيض وشعرها يتطاير بضمور بينما انظار الناس تكاد تأكلها ، فرنسية صهباء بفستان زفاف ابيض ووجه محمر وعيون دامعة تركض وسط الزحام نحو المحطة المؤدية لباريس !!
توجهت نحو شباك التذاكر وهي تلهث : سيدي ...تذكرة لباريس ارجوك
الرجل :تذاكر باريس كلها بيعت كونها كانت ع العدد حيث تم حجزها للعساكر فقط ثم ان القطار غادر قبل لحظات ...انظري
قالها مُشيراً لتلك العربات المتضاربة التي تتحرك بسرعة كبيرة لتدمع عينها وتنطق: لا لا لا فريد !!
قالتها و ركضت نحو القطار وهي تصرخ بأسم فريد لكن لا فائدة ، تركض لتلحق بهِ وهي تعلم انها لن تستطيع الوصول والكون كله يعلم بذلك لكنها لم تتوقف حتى اختفت آخر عربة من القطار و ابتعدت عن انظارها !
لتتوقف فجأة وبلا سابق انذار تسقط ع الارضية الصخرية و تصرخ بكل قوة : فرييييييييد !!!!!
دوت صرختها المكان ، تأذت ركبتيها من قوة السقطة ، بقيت شاردة تنظر للارض و الدموع ملئت وجهها حتى ان دمعتها من كتلتها الحزينة كانت تسقط من عينها ع الارضية !
رفعت رأسها قليلاً ..نظرت للارجاء عدد من الناس ينظرون لها نظرات مختلفة من الاسى و الحزن و الغرابة !
شهقت عدة مرات بكتوم ثم استقامت و خرجت من المحطة لمكان لا يعلمهُ احد !
توجهت نحو البحر ...جلست ع مسطبة امام المحيط ، شردت لساعات بعدها اخرجت الاوراق من قلب نهودها و بدأت بقرأتها ...كانت ست اوراق فقط ممزقة بطريقة مختلفة !
الاولى " قرئتها في الكنيسة "

fleur gelée ...⭕️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن