part 24

5.1K 127 19
                                    

مرحبا
أنا زين
بلغت العشرين من عمري
أَ أتحدث عن حياتي الجديدة ؟!
في ذلك اليوم دخلت منزلي المليء بالغبار مع طفلي ذي الأيام من عمره
سهرت و أنا أنظفه تلك الليلة

)

حصلت على عمل بجانب منزلي
و بدأت أعيش ككل الناس
سمعت من الناس خارجا أن جاد مات و رغم ذلك قلبي لم يطمئن ، فأنا أشعر به حولي
محمد يبلغ سنتين تقريبا كم هو كيووووت لديه خدان كالتفاح و شعرا أحمرا و عيونا ياقوتية لامعة
هذا الطفل و كأنه منزل من السماء
أحيانا أرى فيه جاد ،جديته ،نظرته ،شروده ، و حزنه
هذا الطفل خليطٌ منّا

قررت مؤخراً أن أحصل على شهادتي الثانوية الإعدادية
لعلي أعمل عملا يعود علي بمال أكثر فبطاقة جاد لم ألمسها بعد أن حاسبت صاحب سيارة الأجرة تلك الليله

سأحضر زجاجة حليب لشقيي الصغير و أعود لكم

" مّا "

أجل أجل كفاك تمسيح جوخ

من أين أتى بتلك العادة
كلما أراد مني شيئا يلاطفني ،شقي طفلي

________________________

بعد سنتين!

مرحبا سيدي
أهلا آنسة زين تفضلي
أ أنا هنا لأتأكد إن كان اسمي بين المِنح
ادخلي يا سيدتي و لا تخافي فاسمك أول اسم ، كيف لا و أنت الأفضل ، أتصدقين لم نشهد ذكاءك منذ سنين

(احمرت وجنتاها خجلا لتدخل و تأخذ منحتها )

"أتصدق يا محمد أتصدق ماما نجحت ....ماما تفوقت "

صفق محمد بيديه التي تشبه العجين

" ماما ثطورة "

"يا روح ماما ....فلتصبح مثلي حسنا "

هز برأسه رغم أنه لم يفهم المقصد تماما

______
دخلت غرفتي آخر الليل وقفت مواجه المرآة
تأملت كيف نضج جسدي و ملامحي أصبحت أَحَد
هل ربما من تحمل المسؤولية !
أمسكت خصلة من شعري الذي تعدّى مؤخرتي طولاً
خاطبتني بصوت عالي
لما لا أقصّك ؟ ألا أحبّك قصيرا ؟
فتحت درج المكتب و تناولت المقص عازمة على قصّه
ما إن وضعته في فم المقص حتى تراجعت و انهمرت دموعي و أنا أرفض بلا
ما بكِ زين ما بكِ ، لمن تشتاقين ، كيف تسمح لكِ كرامتكِ كيف
نظرت لمحمد النائم على سريري براحة يتقلب كل حين ثم أكملت أخاطب نفسي أمام المرآة كالمجانين

و لكن ....هذا الطفل ما ذنبه ....ما خطؤه حتى يسألني كل يوم أين بابا ...لما .....
لطمت نفسي .....لقد مات جاد بكل الأحوال

استلقيت بجانب محمد و عانقته بقوة

أنت الوحيد الذي يستحق مشاعري

_________________

بعد ستة أشهر

"من الأمير الذي سيذهب للمدرسة ؟"

أرغب بالعيش مرَّة أُخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن