part 28

5.8K 107 42
                                    


VOTE+COMMENT


هذا المكان فاحش الثراء بشكل مخيف ، كؤوس مزخرفة بالذهب ، أغطية الطاولات حرير خالص ، ثريات من الكريستال ، أشهر الفرق الموسيقية تعزف هنا ، عدا الحضور ، إنهم معدودون ، هل هذا قصر أم مطعم ، بدأت أرى أن ملابسي لا تتناسب مع هذا المكان من شدة بساطتها فهي مؤلفة من فستان نبيذي يصل لنهاية ركبتي ملتصق بجسدي كما لو أنه يعانقني ، و كعب أسود من المخمل مع جزدان صغير مخملي ، بالإضافة لقليل من الألوان على وجهي و عقد بسيط من اللؤلؤ يزين رقبتي ، حتى أنني لا أضع أحمر شفاه ، يالي من مسترجلة ، شعري هذا أنا لم أصففه تركته مجعدا و منفوشا ، يا الهي أبدو كغول الغابة ، بعكس جاد الذي يرتدي بذلته الرسمية مع ربطة العنق قاتمة اللون و شعره المربوط إلى الخلف بكل أناقة ، حتى رائحة عطره ، إنها كفيلة بإخضاع أفتن امرأة ، رائحته بحد ذاتها فتنة ، كان رافعا يده لكي أمسكها بطرف أصابعي تماما كالأغنياء و أصحاب الطبقة الرفيعة ، أما عن محمد فلقد كان كالأمير ، بل كان أميرا ، إنه نسخة عن جاد ببذلته الرسمية و الشعر المربوط ، حتى الساعة و الحذاء

سمعت صوت جاد يرحب به " مساء الخير سيد مارتن "

" مارتن ؟!!! "

اقتربت من الطاولة و دققت جيدا ، و ها أنا مصدومة متفاجئة  لا أستطيع الحراك

" مساء الخير ......عزيزتي  "

أشعر بالدوار

" أ أبي "

يا للهول ، لم أستطع الوقوف أكثر فأقدامي لم تعد تحملني ، جلست على الكرسي و شعرت بالدنيا تدور بي ، ناظرته مجددا فتجمعت الدموع في مقلتي و قلت بصوت أوضح " أبي "

سمعت محمد يسأل أباه ما بي ، هل أنا في الحياة الواقعية ، هل قتلني أحدهم و أنا الآن ميتة ، وقفت مجددا و اقتربت منه أتلمس خدّه ، أمسكت يده و مسدتها و شممتها

" أبي "

نظرت لعينيه الخضراء ، أرى فيهما. كل السلام ، إنه أبي ،  عانقني بشدة و هو يقول كم اشتاق لي ، إنه صوته ، نظرت لجاد باستفهام ،رفع كتفيه و لم يتكلم بل بقي ساكنا يشاهد ما يحدث ،
" أبي هل أنت أبي ؟ "

" أجل يا عزيزتي أجل ...أجل يا ابنتي أنا هو محمد مارتن والدك و حبيبك ، تعالي إلي يا ابنتي ، اقتربي مني ، فلقد احترق فؤادي عليك "

سمعت جاد يحاور محمد " تعال محمد لنشتري بعض الحلويات "

شكرا لك جاد

جلست و جلس بدوره و أنا أتأمله و أمسك بيده أرفض أن يبتعد

" كيف حالك يا ابنتي ؟ "

نفيت برأسي و أنا أبكي " لما ..كيف ..أنت أنت لم تمت "

هز برأسه " لم أمت يا ابنتي لكنني لم أستطع أن أراك ، لم يكن بيدي حيلة صدقيني "

أرغب بالعيش مرَّة أُخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن