part 26

5.7K 136 26
                                    

شرط البارت القادم <30vote>

مضت خمسة أيام ،أشعر بالوحدة القاتلة ، اشتياقي لمحمد يحرقني ، البارحة سمعت صوته ، لقد كان يلعب مع والده ، ناديته كثيرا و صرخت كي يسمعني لكنه كان بعيدا بعيدا جدا لدرجة أنه لم يشعر بوجودي بعد أن كان يشعر بأدق و أصغر تفاصيلي ، هل جعله جاد ينساني ، لكن لما ، ألم يصل لمبتغاه ، حقا قرفت من هذه الحياة ، لست صغيرة لأبكي و لست كبيرة لأتحمل ، ماذا أفعل يا الهي ، ماذا أفعل

_________________

"بابا "

تظاهرت النوم ، ثم سمعت صوت ضحكته الشقية ، و لم ألحق أن أبتعد حتى شنّت يده حربا على وجهي

قلت مداعبا " ألم أقل لا أحد يوقظني ...من أيقظني يا ترى من أيقظني "

خبّأ وجهه بيديه و راح يقول " لكد اختبأت "

مشّيت إصبعي و أنا أدندن لحن النمر الوردي و بدأت أدغدغه
" ددن ددن ددن ددن ددن ددن ددن ددددن ......من هو حبيب البابا "

رفع سبابته و قال بحزم " لا "

قلبت شفتي بحزن مصطنع " إذن ...حبيب من أنت "

شطّ خديّ و مطّهما " كلت لك عشر مرات "

رفع ثلاثة أصابع " أنا حبيب ماما "

تجمعت الدموع في عينيه " بابا ....أليد ماما "

هذا الطفل يعزف لحنه بإتقان

" حسنا سنرى ماما ...لكن بعد الفطور "

كتّف يديه و قلب شفته و عقد حاجبيه ....ههه يا للطافته

" حسنا لا تحزن ....ستأكل معنا ....لكن بشرط "

ضحك مباشرة و قال " موافك "

قهقهت على بلاهته كم أحبه يا إلهي كلما قضيت معه وقتا مقتّ زين أكثر " على ماذا توافق "

رفع كتفيه و يديه دلالة على أنه لا يدري " تعال لنحضر الفطور "

بعد الساعة تقريبا كانت طاولة الفطور جاهزة

صعدت الأدراج الخشبية التي تصدر صوتا مزعجا ، أجزم أن زين تقف بجانب الباب

دخلت الغرفة لأجدها تمشي ذهابا و إيابا و تمسك رأسها ، من يراها يقول أنها جنت

" زين "

نظرت لي ثم أكملت ما كانت تفعل ،اقتربت منها و أمسكت كتفها " زين   انظري لي "

نفت برأسها و يمكنني أن أصف لهجتها باليائسة " أرجوك يا جاد ما لي طاقة لشيء ، اتركني و لنتكلم في المساء "

سحبتها و أجلستها كما جلست بقربها على حافة السرير

" ما بك ِ ؟"

قالت بغصة " و ما ليس بي ؟"

أمسكت يدها و مسدتها بيدي الأخرى فسحبتها من بين يدي لأرى دمعتها قد صنعت ممرا على خدها

أرغب بالعيش مرَّة أُخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن