" ادخلي زوجتي العزيزة "
لربما التوى فمي أو انقطعت حبالي الصوتية و جفّت دموعي و لربما أيضا تحوّلت لصنم يُحرَّك لا يحرِّك ساكناً
أدخلني السيارة و أغلق الباب بقوة ،و التفّ إلى الجانب الآخر و أغلق الباب بنفس الطريقة
نعم هو غاضب رغم كل السكون
أيعقل !!!خمس سنوات من التدريب و القوة و الثقة ....و هل انهدمت قصوري و قلاعي فور رؤيته
أم أنها كانت في الهواء و ذهبت مع الريح
يا الله أكاد أتبول على نفسي من الخوف
شغّل المحرك و انطلق بكل عزمه و سرعته
سرقت نظرة منه دون أن أُشعره بنفسي فوجدته عاقدا حاجبيه مغلقا قبضته على الفرامل يكاد يكسر المقود بيده الأخرى
لا أدري لما ارتجف قلبي ، هل لأنني تذكرت كيف كنت أحيا ، أم أنني تذكرت كيف سأحيا ، و كيف سيصب جمّ غضبه عليّ لا على السيارةيا الهي نسيت محمد ... و لكن ماذا سأقول ، خرج صوتي مرتجفا رغم أنني ادعيت القوة " أوقف السيارة أريد النزول ، ثم أن محمد في الحضانة و علي جلبه "
لم يبدي أية ردة فعل بل بقي صامتل مركزا على الطريق
" أقول لك أوقف السيارة " علت طبقة صوتي
و رغم ذلك لم يعرني اهتماما " جاد .....أريد أن أجلب محمد على الأقل "
بقي يتجاهلني ....حتى خرج صوتي باكيا حينما استوعبت " أين طفلي ؟؟؟"
ابتسم ابتسامة صفراء و لم يجبني ، هززت كتفه بقوة ، و صرخت مجددا " أين محمد ؟"
هل سيظل يتجاهلني ؟ حسنا .....
ضربت كل شيء رأته عيني ...بكيت بصوت عالي و أنا أشتمه و أضربه و أسأله مرارا أين ابني و رغم كل تلك الضجة لم يحرك ساكنا
"أيها الحقير أين تأخذني ...أريد ابني ، ألا تفهم ألا تسمع أريد ابني ابني لا أريدك ...لا أحد يريدك نعيش سعداء بدونك ، أنزلني "حاولت فتح الباب و السيارة تطير طيران لكنه مقفل
" أقول لك أنزلني لا أريدك لا أريدك "
بعد مدة زمنية طويلة نوعا ما توقفت السيارة في مكان نائي عن العالم مليء بالخضرة و الطبيعة و صوت العصافير
قلبي غير مطمئن ، هل سيقتلني هناخرج من السيارة و فتح لي الباب و أخرجني قصرا بعد عنادي
كان المكان طبيعيا بحتاً مشى بخطوات كبيرة ممسكا يدي بقوة ، أدخلني المنزل من الباب المليء بالنباتات المتسلقة ،
في الحقيقة المنزل مثير للإعجاب جدا لكن الوقت غير مناسب أبداأغلق الباب و التفت لي و أمسك يدي مجددا دون أن ينطق حرفا رغم أنني لم أتوقف عن الاعتراض و الصراخ ، بكنه تجاهلني تماما ، أرى أنه في تلك السنوات اكتسب مزيدا من الصبر و اكتسبت مزيدا من قلّته
دخلت غرفة كبيرة نسبيا و دخل خلفي ، تجاهلني كليا ... جلست على الكنبة أبكي فلقد طفح كيلي " جاد أخرجني من هنا ، أريد ابني ، كنت أعيش بسلام ، ارحمني و ارحم طفلي معي "
أنت تقرأ
أرغب بالعيش مرَّة أُخرى
Romanceأعلم أن البكاء لا ينفع و لكنه حيلتي الوحيدة لذلك أتمسك به كثيرا خصوصا عند تواجد ذلك الوحش يزداد بكائي و تزداد شهقاتي أشعر أنه يحميني ...يالي من ضعيفة إنها قصة تلك الفتاة الضعيفة التي ستواجه الحياة وحدها تحت ظروفها الخاصة 🙂🔞 بدأ في 15/8/2022 انتهى...