مدخَل

4.4K 262 299
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.


«يمكنني أن أحملَه عنكِ قليلًا يا سيدتي!»

لطالما كانت طريقته في افتتاحِ فصولٍ جديدةٍ من حياتِه شديدةَ التقليديةِ والتطرُّفِ في آن، ها هوَ الآنَ يقفُ في حافلةٍ مزدحمةٍ بالناسِ رغمَ أن الساعةَ بالكادِ بلغت الثامنةَ صباحًا، ليسَ متأخرًا جدًّا ولكنّ الحافلةَ التي تسيرُ على هشيمِ الزجاجِ تهددُه بإفلاتِ زمامِ مواعيدِه في يومِه الأول، مع هذا فإن شيئًا من القلقِ لم يتبدَّ على ملامحه المُريحة، راكنًا حقائبَه الكثيرةَ الثقيلةَ إلى جواره مادًّا ذراعَيه نحوَ سيدةٍ جاوزت عتبةَ الخمسين تشاركه وقفته في منتصفِ الحافلة، تحملُ حقيبتَين ثقيلتَين وتبحثُ في إحداهما عن شيءٍ يُسكِتُ الرضيعَ الصارخَ بجنون بينَ يديها، ما جعلها لا تفكرُ كثيرًا في عرضِه واضعةً الطفلَ بينَ يديه ببسمةٍ شاكرة.

«جزيلُ الشكرِ على لطفك! إنه حفيدي الأول، يُدعىٰ توماس. أمه متعبةٌ جدًا وقد احتُجزت في المشفى، وابني العاق -الذي هو والده- قد سافرَ أمسًا في رحلةِ عمل، ولذا أعتني به أنا الآن.»

رفعَ الشابُّ حاجبَيه متفهمًا وإن لم يطلب أيًّا من تلكَ المعلوماتِ الكثيرة، بينما يهدهد الرضيعَ حتى هدأ قليلًا، واستطردت المرأة: «كم عمركَ إذًا أيُّها الشاب؟»

ما تزالُ السيدةُ تخرجُ كلَّ مكوناتِ حقائبها أمامَ الفتىٰ الذي انكلّت على شفتَيه ابتسامةٌ مداعبةٌ للرضيع، يحملُه بطريقةٍ صحيحةٍ أبويةٍ جدًّا، لا تناسبُ مراهقًا بأيِّ شكلٍ من الأشكال، ويهدّئُ روعَه بوداعة، ثم يردُّ على السيدةِ بصوتٍ فتيٍ: «أكادُ أُتِمُّ السابعةَ عشرةَ يا سيدتي، رغمَ أنني رسميًّا قد أتممتُها منذ شهرَين، شيءٌ ما يتعلقُ بالعبثِ بالأوراقِ الحكومية كي ألتحقَ بالمدرسةِ مبكرًا قليلًا، نحنُ عائلةٌ تقدِّسُ التعليم.»

ابتسمَ مازحًا بينما يختمُ كلماتِه الكثيرة، ألقت المرأةُ نظرةً أخرىٰ على ملامحِ الواقفِ أمامَها، طولُه فارعٌ حتى بالنسبةِ لشخصٍ في السابعةَ عشرة، عيناهُ تشِعَّانِ بلونٍ أخضرَ فاتحٍ جدًّا، جسرُ أنفِه طويلٌ ويعدُّ كبيرًا غيرَ أنه -بشكلٍ غيرِ مفهوم- يزيدُه وسامةً، لونُه يميلُ إلى الخَمريِّ وشعره أسودُ طويلٌ قليلًا ومجموعٌ إلى الخلفِ بربطةٍ بلاستيكيّة، ويرتدي قميصًا أصفرَ فاقعَ اللون مع بنطالِ چينز.

جانِح | BAD BOYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن