السابِع

1.1K 196 154
                                    


كل عام وأنتم بخيرٍ أولًا، تأكد من القيامِ بأكبرِ قدرٍ من الطاعاتِ في هذه الأيام المباركة واجعل الفصل لوقت فراغك، ولا تنسونا من صالحِ دعائكم. ♡

كذا ووددتُ أن أنوِّه على نقطةٍ بسيطة، تأتيني كثيرًا تعليقاتٌ ورسائل من طراز: أنا أحب القصة جدًا ولكنني لا أحب/ أجيد التعليق بين الفقرات، يا رِفاق أنا بالمناسبة أهتم جدًا لراحة القارئ أثناء القراءة، اقرأوا بأريحيّة، بعضُ الناس -وأنا منهم- يخرجون من أجواء الرواية إن شعروا أنهم مضطرون للتعليق كل حين، البعضُ الآخر يشعرون أنهم يشاركون في الأحداث عبرَ هذه التعليقات، سواءً كنت من هذا النوعِ أو ذاك فأنت على الرحب هنا، وتكفيني جدًا نجماتُكم الجميلة للتعبير عن حُبِّكم.

جزيلُ الشكر.✨
_

لم يحضر برايلين حصةَ الكيمياء، لم يحضر أيَّ حصةٍ أخرىٰ طوال اليوم، ولم يظهر في استراحةِ الغداء كذلك، ورغمَ محاولاتي المستميتةِ لأتجاهلَ الأمرَ فقد تركَ هذا في ضميري ثقلًا عظيمًا، لقد كنتُ حادًّا جدًا معه رغمَ كلَّ محاولاتي لأبدوَ هادئًا، أنا حقًّا أحاولُ حلَّ المشكلةِ وهو يعبثُ متهمًا إيايَ بالسعيِ خلفَ مصلحتي، رغمَ أنني مدركٌ تمامًا أنني أدمرُ مستقبلي بعينينِ مفتوحتَين فقط.. لأنني خائفٌ على مستقبلِ مدمن.

ليسَ ذنبي أنه يستفزُّني بطريقةٍ لم أختبرها قبلًا، رغمَ ذلكَ لا أستطيعُ التوقفَ عن التلفُّتُ بعينيَّ يمينًا ويسارًا باحثًا عنه في قاعةِ الطعام بينما ألوكُ الأرزَ المتبَّلَ بلا شهية، وأسمعُ كلماتِ كارل عن شيءٍ لا أدريه تمامًا بشيءٍ من الشرود.

«هل أنتَ إدريس تاج؟»

بغتةً قاطعَ طالبٌ ذو بنيةٍ رياضيةٍ حديثَ كارل، لم تكن هيئته منظمةً تمامًا، ملامحه أوروبيةٌ جدًا بشعره الأشقرِ المبعثرِ وعينيه الزرقاوَين كالزجاج، ولم ترُقني طريقته في ارتداءِ ملابسه بتركِ الأزرارِ العلويةِ مفتوحةً كاشفًا جزءًا من صدره، ولا أدري بربِّ السماواتِ ما الذي قد يجنيه رجلٌ من عرضِ صدره على الذاهبِ والآتي، هذا علاوةً على رائحةِ السجائرِ التي داهمت أنفي ما إن دنىٰ مني، وقد كانَ رفاقه شديدي الصخب، ولم تبدُ هيئةُ أحدهم مطمئنةً لي أبدًا.

«أنا هو.»
لم أكلِّف نفسي الاعتدالَ في جِلستِي إذ بدا أتفَه من أن يحركَ بي شعرة، بقيتُ أستندُ إلى ظهرِ الكرسيِّ راكنًا وجنتي إلى قبضتي، وتجلّى أن تصرفي هذا لم يرُقه وإن لم يُبدِ لي ذلك.

جانِح | BAD BOYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن