الأوّل

1.6K 202 99
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.

كانت غرفته أصغرَ مما توقَّع، مكعبٌ طولُ ضلعه متران ونصفٌ بالكاد، لها بابُ زانٍ خشبيٌ وحمامٌ ملحقٌ ضيقٌ وشرفةٌ لم يفتحها بعدُ، وبها خزانةٌ ذاتُ بابَينِ ومكتبانِ وسريرانِ يعلو أحدهما الآخر، ببديهةٍ بحتةٍ استنتجَ أن ثمةَ امرؤٌ سيشاركه الغرفة، ففضَّلَ هو أن يأخذَ السريرَ بالأعلىٰ إرضاءً للطفلِ الداخليِّ الذي يدفعه للجلوس جوارَ النوافذِ في المواصلاتِ العامة، تسلَّقَ السلم الخشبيَّ وألقى حقيبتَه المدرسيةَ هنالك، ثمّ تمددَ ليرتاحَ قليلًا قبلَ أن ينزلَ ويشرعَ بفرزِ مكوناتِ حقيبةِ متعلِّقاتِه الشخصية، وجدَ في الخزانةِ زيَّين رسميين خاصَّين بالأكاديمية، قميصٌ ناصعٌ وبنطالٌ أسودُ مع سترةٍ قمحيّةٍ من الصوف، إدارةُ المدرسةِ تراعي أن الشتاءَ على الأبواب.

«قادِم!»
يبدو أن زميله في الغرفةِ شخصٌ اتكاليٌ جدًّا، فها هوَ يطرقُ البابَ باستعجالٍ متجاهلًا المفتاحَ الذي يفترضُ أنه قد استلمه من مكتبِ شئونِ الطلبةِ بالفعل، واتت ملامحَه بعضُ المفاجأةِ حينَ أبصرَ الفتىٰ الذي واجهه، إنه نفسُ الفتى الضئيلِ ذي الخدَّين المحمرَّين والعينين الضيقتَين والنظاراتِ المستطيلة.

«إنه أنتَ يا كارل! لم أكن لأحظىٰ بصدفةٍ أفضل، يبدو أن القدرَ يؤكِّدُ أن علينا أن نكونَ أصدقاءً.»
ضحكَ كارل لكلماتِ إدريس، كانَ ما يزالُ يحملُ حقيبتَه المدرسية، غيرَ أنه لم يدخل حتى بعدما أفسحَ له إدريس المجال، متحدثًا: «لستُ أنا شريكك يا إدريس، أعني حتى الآن، لقد جئتُ كي أناقشَ شريكك الفعليَّ بشأنِ تبادلِ غرفنا، أنا شخصٌ استغلاليٌ يفضِّلُ أن يكونَ صديقه من النوعِ الرائع!»

«أخجلتَ تواضعي يا رجل! ادخل قليلًا إذًا، ذاكَ الشريكُ لم يظهر بعدُ.»
دلفَ كارل وأغلقَ من خلفه الباب، لم يتخلَّ كفّاه عن التمسُّكِ بذراعَي حقيبته المعلقةِ على ظهره، وأظهرَ بعضَ الاندهاش بينما يقول: «إلٰهي! هذه هي أصغرُ غرفةٍ في المهجعِ بلا منافس، غرفتي شديدةُ الاتساعِ مقارنةً بها!»

فتحَ إدريس سحَّاب حقيبته جاثيًا إلى جوارِها، بدأ بإخراجِ ملابسه بينما يغمغم: «هذا ما فكرتُ به أيضًا، يبدو أن مدرستكم لا تكترث لراحةِ الطلابِ الجُدد.»

جانِح | BAD BOYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن