أفكار برايلين وتصرفاته وحتى الأعراض المرضية التي داهمته خلالَ الفصل من أعراضِ انسحابِ المخدرِ من جسده + أعراض انخفاض ضغط الدم.
.
تسعةَ عشرَ عامًّا كانَ فيها الأخصائيَّ النفسيَّ في أكاديميةِ آندستريال، لم يحظَ خلالَها بليلةٍ عصيبةٍ كهذي الليلة، اجتماعٌ عاجلٌ أيقظه من سُباتِه في الثانيةِ فجرًا، العديدُ من الطلبةِ بملابسِ النوم، رائحةٌ غريبةٌ تفوحُ من جميعهم، معلمونَ وأخِصّائيونَ وإدرايّون، الكثيرُ من لغطِ الأحاديث، الكثيرُ من الزجاجاتِ الطويلةِ وأعقابِ السجائرِ المحشوّة، والأهم.. الكثيرُ من الاتهاماتِ المُلقاةِ عن يمينٍ وشمال.
«سيد هالاند، أنا أحتاجُ أن أسمعَ شهادتَكَ مرةً أخرىٰ إذا تكَرَّمتَ.»
وجَّه السيدُ باركر، ذو الأعوامِ السبعِ والأربعين والشعرِ الأشقرِ الممتزجِ بشَيبٍ قليل، كلماتِه إلى ناثان هالاند الذي يقفُ بينَ رِفاقِه عاقدَ الذراعَين جاهمَ الملامح، كانَ الوحيدَ الذي سُمِحَ له بتبديلِ ملابسِه من بينهم بعدما استيقظَ بعضُ طلبةِ الصفِّ الثالثِ في الواحدةِ صباحًا إثرَ جلبةِ شجارٍ مُدَوٍّ صادرةٍ من غرفةِ ناثان، وبعدَ استحضارِ المشرفين والمعلمين تم ضبطُ تسعِ طلابٍ يسهرونَ في الغرفة مع علبِ سجائرَ متخمةٍ بالموادِّ المخدرة وما لا يقلُّ عن عشرِ زجاجاتٍ من الكحول، بعضُهم قد تجاوزَ مرحلةَ الثُّمالةِ وبدأ في الصراخِ برعونةٍ أو التشاجرِ مع رفاقِه وبعضهم الآخرُ قد غطَّ في الرُّقاد. وقد تجلّى السببُ في تمييزِ معاملةِ هالاند عن بقيةِ زملائه -رغمَ كونه أبشعهم جرمًا- في وجودِ السيدِ هانيس أورستن، مسؤولُ الشئونِ الماليةِ بالأكاديمية، وخالُ ناثان هالاند، والذي سارعَ يردُّ: «لقد أدلىٰ ناثان بكاملِ شهادتِه بالفعلِ يا سيد باركر، وإنّا الآن في انتظارِ حضورِ المُسَببِ الرئيسيِّ لهذه الفضيحة، لا أدري لمَ تأخرَ رجالُ الأمنِ في إحضارِه على أيةِ حالٍ ولكن...»«لا بأسَ يا خالي، أنا لا أمانع أن أقولها ثانيةً، الشخصُ الذي ساعدَنا في نقلِ صناديقِ الكحولِ ونجحَ في تهريبِ المخدِّرِ إلى داخلِ المدرسة هو برايلين ألدوس، الجميعُ يعلمُ أن برايلين كانَ يعملُ في موقعٍ مشبوهٍ سابقًا، بقيَ يتحدثُ عن قدرتِه على تهريبِ الكحولِ إلى داخلِ المدرسة ببساطةٍ وأقنعَنا أن ندفعَ له مبالغَ طائلةً مقابلَ أن يعطينا بعضَ ما ينفدُ به من الرقابة، الكحولُ مُغرٍ للشبابِ على أيةِ حال؛ لذا لم نتردد.»
فورَ انتهاءِ ناثان من السردِ تدخلَ السيدُ بنچامين، رئيسُ شئونِ الطلبة، بشيءٍ من الحِدّةِ: «تحدث باعتدالٍ يا سيد هالاند! إن كانَ ما فعلَه ألدوس لا يغتفرُ فإن موافقتَكم على عرضِه لا تقلُّ عن فعلتِه سوءًا وضلالة.»
تلا الكلماتِ سريعًا تعقيبُ السيدِ فليند، الأخصائيُّ الاجتماعيُّ في الأكاديمية، بملامحَ متقززةٍ وجبينٍ متجعد: «ولمَ لم يسهر برايلين معكم إن كانَ هو صاحبَ الفكرةِ والمُوَرِّدَ الرئيسيَّ؟»
«لا أعلم، قالَ أنه لا فارقَ لديه وأنه يملكُ الكثيرَ على أيةِ حال، لا أدري تحديدًا.»
أنت تقرأ
جانِح | BAD BOY
Short Storyإلى الجانِحِ الذي أفسدَ حياتي وحياتَه: لستَ الشخصَ الأخيرَ في هذا العالمِ يا برايلين، لقد توقفتَ أخيرًا عن نصبِ الفِخاخِ في أيامي واعتزلتَ شنَّ حربِ النظراتِ بينَ مآقينا، ولكم يقلقُني هذا يا برايلين، لم أعتد منكَ البقاءَ هادئًا لساعتَين كاملتَين. ...