مالكة قلبى

إنقاذ 16

لم تستطيع رقية أن تنام هذه الليلة وظلت تتقلب في فراشها وأخيرا خرجت للشرفة تراقب القمر ووقفت تفكر وقامت بإطلاق العنان لشعرها وفكت الضفيرة وتركته ليتخلله الهواء , تطايرت غرتها على وجهها ورفعت أصابعها برقة لتزيحها ومن بعيد وقف عمر خلف زجاج حجرته يراقبها وهو يبتسم بحنين , قاوم رغبته في الخروج من الحجرة والذهاب إليها والتحدث معها , جلست بعد قليل وأغمضت عينيها وعندما تأكد عمر أنها نامت فتح الزجاج بحذر وإقترب منها ووقف يتأمل وجهها بحنان ورفع الهواء غرتها لتغطى وجهها فمد يده ليزيحها تحركت فأسرع لحجرته ودخل وأغلق الزجاج وأسدل الستائر , فتحت رقية عيونها وإلتفتت حولها كانت تعتقد انها سمعت صوتا ولكن المكان كان خالى حولها فدخلت حجرتها

وقف عمر خلف الباب الزجاجى وهو يشعر بأن الفراشات تتطاير في قلبه وزفر بقوة ثم تمدد على سريره

هذه الليلة نام عمر ملئ جفونه ولأول مرة منذ سنوات فقد إطمان قلبه لوجود رقية تحت نفس السقف حتى لو كانت بعيدة عنه.

استعدت العائلة للإفطار وجلس الجميع على السفرة وقال سالم

عمر منزلش ليه؟

ظهرت الدهشة على وجه رقية لقد نام عمر هنا , أي انه كان في الغرفة المجاورة لها طوال الليل أجاب أحمد

خبطت عليه وانا نازل ولما مفتحش دخلت لقيته نايم في سابع نومة

فاطمة

نايم !! عمر كان مستغرق في النوم !! ده عمره ماعملها ونام لدلوقتى وكان دايما اول واحد يصحى في البيت

نظر احمد لرقية وغمز بعينه وإبتسم قائلا

نفسيته إرتاحت أكيد وانا كمان نفسيتى هاترتاح لو عملتى لنا الفطاير اللى كنتى بتعمليها لنا زمان

نهضت رقية وهى تضحك

بسيطة هاتكون عندكم في خمس دقايق

اسرعت رقية للمطبخ وبدات في إعداد الفطائر وساعدتها رحمة وكانت منهمكة في العمل ودخل عمر وهو يقول

الله الله إيه الريحة الحلوة دى يادادة؟

إلتفتت رقية وتوقف عندما رآها وأكمل بإبتسامة جميلة ذكرتها بعمر الذى تعرفه وقال

عرفنا السبب طبعا رقية هي اللى بتعملها,ريحتها تحفة

كان دائما عمر يحب ان يتناول هذه الفطائر من يدها تأملتهم رحمة وإنسحبت بهدوء وهى تقول

انا هاودى لهم الطبق ده زمانهم جاعو

خرجت رحمة بالطبق وإقترب عمر من رقية وكانت تمسك إحدى الفطائر في يدها فأمسك يدها ورفعها لفمه وتناول قطعه وقال