مالكة قلبى

قلب محطم 30

نزلت رقية السلم بهدوء ووقفت تتأمل المكان بعيون حزينة وتذكرت يوم عادت ودخلت من باب القصر مليئة بالفرحة والحب والشوق والآن تخرج وهى مليئة بالحزن والشجن وضعت الحقيبة وإتجهت لصورة والدها المعلقة على الحائط وسالت دموعها مرة اخرى فحملت حقيبتها وخرجت وطافت عيناها بالمكان ,القصر , القاعة والحديقة لقد إنتهت ذكرياتها الجميلة هنا وحان الوداع

كان التاكسى فى إنتظارها وذهبت مباشرة لمكتب المحامى الذى إستقبلها

فقالت

أنا آسفة إنى طلبت المقابلة بدرى معلش الطيارة بتاعتى بدرى

لأ أبدا مفيش مشكلة أخبار ليلى هانم إيه؟

الحمد لله , نبدأ بقى في التنفيذ

وبدأ فى تنفيذ ما طلبت وبعد فترة سألها

متاكده من اللى بتعمليه

أيوه من فضلك ... ممكن أغسل وشى

إتفضلى الحمام من هنا

دخلت رقية للحمام لتغسل وجهها ونظرت لنفسها في المرآة ورأت السلسلة في عنقها فشعرن بالألم وأمسكت دموعها حتى لا تسقط وخلعتها فورا ورفعتها بيدها اليسرى أمام وجهها وتأملتها لآخر مرة لتودعها كما ودعت كل شيء , هذه السلسلة لم تعد ملكها من الآن ولن تكون, آخر ذكرى من الحب , رفعت يدها اليمنى المرتعشة و تركت السلسلة تسقط فيها وأغلقت يدها بإحكام وظهر التصميم على وجهها

نهض عمر من نومه فزعا وهو يهمس بإسم رقية رآها تسقط من مكان عالى, خرج من حجرته بسرعة وإتجه لحجرتها ودخل ووقف مذهولا كانت الحجرة خالية طبعا والفراش لم يمس ورأى الرسالة المكتوبة لجدها أمسكها وقرأها بسرعة وفتح الدولاب وقال بخوف

دى أخدت حاجتها , رقية مشت سابت القصر ومشت

أمسك التليفون وطلبها ولكن هاتفها كان مغلق ,فى أقل من دقيقة تحول القصر لخليه نحل الكل يبحث فى كل مكان عن رقية وبالطبع لم يجدوها وأدركو بأنها رحلت فعلا وإجتمع أفراد العائلة فى الصالة وأخرج عمر الرسالة من جيبه وقال

سابت لكم رسالة فى أوضتها

خديجة

إقراها بسرعة

أمسك عمر الورقة بيد مرتعشة ولم يستطيع أن يقرأ فجذبها منه أحمد وبدأ يقرأ بصوت عالى

سالم بيك , خديجة هانم أشكركم على إستقبالكم لى الفترة الماضية وحسن الضيافة وأعتذر عن الإزعاج أنا عدت إلى بلدى وبيتى وعائلتى الحقيقية فأنا لم أجد هنا ماجئت من أجله ولن أعود مرة أخرى.

رسم الحزن على وجوههم لوحة مؤلمة موجعة لقد خسرو رقية تماما هذه المرة, بكت خديجة ودافنى وأدار عمر وجهه عنهم حتى لا يرى نظراتهم له , كان يشعر بالحزن والندم