وداع ولقاء 33

82 20 6
                                    

أرادت رقية أن ترى البيت لآخر مرة قبل أن ترحل لتودع ذكرياتها فيه وتغلق هذه الصفحة من حياتها, دخلت بهدوء وأضاءت النور ولم تنتبه للشرارة التي ظهرت في المفتاح , تلفتت حولها ثم صعدت للدور الثانى , كانت تتخيل البيت بأثاثه كما كانت تصفه لعمر , تنهدت وقالت

هنا كان هايبقى فيه كراسى وقدامها الشاشة وفى الجنب ده هانحط مكتبة فيها الروايات اللى بنحبها و

سالت دموعها وتوقفت عن الكلام وأغمضت عينيها وكانت ستنزل ولكنها لمحت فرش في إحدى الحجرات فدخلتها , كانت الحجرة التي أعدها عمر لنفسه في المرة الماضية لم يكن هنا أي شيء

مين اللى قاعد هنا

فتحت الدولاب ورأت ملابس عمر وإقتربت من المكتب الذى كان مليئا بالأوراق , كانت ستخرج ولكنها لمحت كلام مألوف , وبدأت تقرأ ,شهقت من المفاجأة إنها الأيميلات التي أرسلتها لعمر ,أمسكت بالأوراق بيد مرتعشة وقالت بدهشة

طبع الإيميلات كلها !!

كانت الأوراق تبدو مهترئة ويبدو أنه قرأها أكثر من مرة ,إذا فقد كان عمر يقرأ ما كتبت ووجدت أنه كتب في أسفل كل ورقة

أحبك يامالكة قلبى وحشتينى

: جلست رقية على الكرسى , كانت تبكى وتضحك في نفس الوقت وقالت

كان بيقرآهم , عمر كان بيقرآهم

بحثت في الأوراق ووجدت أنه أجاب على كل إيميل كتبته ولكنه لم يرسل أي منهم

جلست تقرأ إجابات عمر وأمسكت أحدهم وقرأت: روكا قلبى .... أنا وحيد بدونك وأشعر بالألم في قلبى, لا أستطيع أن أتنفس أنا أيضا مثلك وأتمنى أن اراكى وأضمك لصدرى, لم أكف يوما عن حبك , لم يتوقف شوقى إليكى لحظة واحدة منذ الفراق.

أمسكت بورقة أخرى لتقرأ وكتب عنوان: عودة قلبى

عدتى ياروكا وعاد الهواء لأتنفس, أنتى الآن أجمل مما تخيلت عندما ضممتك شعرت بأن قلبى ينبض أخيرا وعاد للحياة بوجودك , إنت قلبى وحبى الوحيد وستظلين مالكة قلبى لآخر يوم في عمرى ...

سالت دموع رقية غزيرة متدفقة , كانت هده الأوراق دليل حب عمر الذى لم يتوقف لقد أجاب على ما كتبت بحب , عبر عن مشاعره في كل كلمة وكل حرف قالت بسعادة

,مبطلش يحبنى , بيحبنى عمر بيحبنى

فتحت اللاب وكان ملئ بصورها ورأت صور لها من يوم عادت وتساءْلت كيف ومتى إلتقط هذه الصور؟

إستعادت كلام والدتها فمسحت دموعها ونهضت بسرعة ولكنها توقفت عندما رأت دخان أمام باب الحجرة خرجت بسرعة , كان الدخان يملأ المكان ووصلت للسلم ولكنها رأت النار في الدور الأرضى وقفت تنظر في فزع وتذكرت لقد أضاءت النور ونسيت بأن معظم الأسلاك مقطوعة , بدأت تسعل بشدة وإتجهت للشباك ولكن المكان كان عالى ولن تستطيع القفز وضعت يدها على أنفها وبدأت تنادى من الشباك ولكن كان البيت بعيد ولن يسمعها أحد من عمال المزرعة ,بدا رأسها يدور وحاولت أن تخرج هاتفها وتتصل ولكنه وقع من يدها وأحست بالإختناق و فقدت الوعى.

مالكة قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن