قرار مهم 27

50 15 4
                                    

إنتهت السهرة وتمنى الجميع ليلة سعيدة للباقيين وذهب كل منهم لحجرته و عندما دخلت رقية حجرتها أسندت ظهرها إلى الباب , خلعت قناع السعادة وإختفت إبتسامتها التى وضعتها على وجهها طوال السهرة وتنهدت بقوة , لقد أدت دورها جيدا حتى ظن الجميع أنها فى قمة سعادتها , الآن تستطيع أن تترك مشاعرها الحقيقة تظهر على وجهها وتتخلص من حمل السعادة المزيفة ووقفت فى منتصف الحجرة وتنهدت بحزن , خلعت حذاؤها وإتجهت للبلكونة ودخلت ووقفت تتأمل السماء المظلمة الخالية من النجوم كانت السماء كئيبة حزينة وكأنها تشعر بها وتشاركها حزنها تنفست بعمق ثم جلست على كرسيها ومدت ساقيها تسندهم على السور وأغمضت عينيها وظلت بلا حراك لأكثر من 10 دقائق تتنفس فى إسترخاء وتفكر , لقد توصلت لقرار مهم جدا بعد تفكير عميق يجب أن تترك الماضى وتطلق سراحه فلم يعد لديها سبب للتمسك به , أسترسلت فى افكارها وهى مغمضة العينين ,أضاءت حجرة عمر وخرج هو أيضا للبلكونة وتوقف عندما رآها ووقف يتأملها سحره منظرها , كم كانت جميلة وهى مسترخية هكذا وبدت كالملاك , قفز قلبه وكأنه يريد أن يذهب إليها , كانت تأخذ عقله كلما نظر لها , لم يحاول أن يصدر صوتا فقط وقف يراقبها كانت عيناه ممتلئة بالحنان أراد أن يقترب منها ويلمس شعرها ويجلس بجوارها ولكنه منع نفسه بصعوبة وضم قبضة يديه وأحس بالألم فى قلبه , لماذ حدث كل هذا لهم ؟ لماذا إفترقا ؟ وظل يسأل نفسه هذه الأسئلة التى لم يجد لها إجابة فجأة تحدثت رقية وهى لاتزال مغمضة العينين وقالت بهدوء

هاتفضل تراقبنى كده كتير؟

دهش عمر وسأل

عرفتى إزاى إنى هنا؟

فتحت رقية عينيها وإلتفتت له وقالت بهدوء

حسيت بيك من أول مادخلت البلكونة وكمان شميت ريحة البارفان

إقترب منها عمر ببطء وتردد ونظر إليها ولم يتكلم فأكملت

كنت بتراقبنى ليه ؟ عايز منى حاجة؟

............. لأ أنا بس .. كنت

كان تعلم بأن لديه شك بأنها سمعت ماقاله لعمته ولكنه لم يستطيع أن يسألها مباشرة وقفت أمامه وعندما نظر فى عينيها تجمدت الكلمات على شفتيه فقد كانت تنظر إليه بنظرة جامدة وباردة لا حياة فيها ووجه كأنه صنع من البلاستيك إستطاعت رقية إخفاء مشاعرها وكأنها تؤدى عرض على المسرح بوجه بلا روح أو أي تعابير توضح ماتشعر به في هذه اللحظة وساعدتها ممارستها الباليه لرسم وجه جامد بلا حياة وسألت

كنت إيه؟

إنتى ليه متغيرة؟

متغيرة إزاى؟

تحت كنت كلك حياة وإنطلاق لكن دلوقتى.......

إبتسمت رقية بهدوء إبتسامة باردة لا تمت بصلة لإبتسامتها على العشاء ووقفت قائلة

مالكة قلبىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن