الرابع

3.2K 137 0
                                    

تحدث يونس بدهشة...
ـ لية يعني مستحيل تتجوز؟!!
أجابة إسلام بثقة...
= لان فرح رافضة فكرة الجواز دي خالص، أصلا فرح بتكرة كل الرجالة من بعد إللي عملة أبوها معاهم وإللي جوز أختها بيعملة مع أختها دلوقتي، كل دة عقدها أكتر.
شرد يونس قليلاً يفكر في شخصية فرح العجيبة التي أثارت فضولة كثيرًا، من الواضح أنها فتاة بداخلها انثى هشة وضعيفة، حُرمت من الحنان
والإحتواء، تحمل بداخلها هم ومسؤلية والدتها، وتحاول إخفاء كل ما بداخلها خلف شخصية قوية تتمتع بالامبالاة ولا تهاب آي أحد، وكأن القوة قناع وهي ترتدية طوال الوقت حتىٰ لا يرى أحد ضعفها، لكنة رأى ضعفها بالفعل بداخل عينيها، وشعر بشئ غريب يجذبة إليها ويعلم جيدًا أن ما يشعر بة ماهو إلا تعاطف مع مامرت بة منذ ولادتها حتىٰ الأن.
إنتهى إسلام من تناول الطعام وتحدث وهو يقف من مكانة...
= الحمدلله... هقوم أجهزلك الأوضة إللي هتنام فيها.
خرج يونس من شرودة وحرك رأسة بالإيجاب.
تحرك إسلام وإتجة للغرفة المجاورة لغرفتة حتى يقوم بتجهيزها.
نظر يونس إلى طبق العدس بجوع وهو يفكر أن يجرب ويتذوقة ثم أخذ قطعة صغيرة من العيش ووضعها بطبق العدس مثلما كان يفعل إسلام منذ قليل ثم تذوقة وتفاجئ بلذة طعمة فبدأ في تناولة بإستمتاع شديد.
خرج إسلام من الغرفة بعد أن أنتهى من ترتيبها ثم أقترب من يونس وهو يتناول العدس وتحدث معة بمرح...
= مش قولتلك عدس فرح لا يقاوم.
أبتسم يونس قائلاً بالفرنسية...
= "أستمتعت كثيرًا بتناولة"
نظر إلية إسلام بدهشة وعدم فهم ثم تحدث بفضول...
= أنت قولت إية؟!!
أبتسم يونس وتحدث بمرح...
= لم أستطيع وصف إعجابي باللغة العربية، لكن العدس طعمة رائع.
أبتسم إسلام وتحدث بمرح...
= والله أنت لو قعدت معايا يومين بس كمان، هخلي اللغة العربية دي معاك زي الملبن وتوصف بيها كل حاجة برحتك.
أبتسم يونس وهو يقف بتعب ثم تحدث بمرح...
= أنا حقاً عندي فضول أتعلم اللغة العربية منك، لكن من الأفضل ننام دلوقتي.
أبتسم إسلام وساعدة أن يذهب إلى الغرفة حتى وصل إلى الفراش وجلس علية بهدوء فوقف أمامة إسلام وتحدث بهدوء...
= هجبلك لبس من عندي تغير هدومك إللي غرقانة دم دي.
حرك يونس رأسة بالإيجاب وذهب إسلام إلى غرفتة وبعد لحظات عاد وهو يحمل الملابس ووضعها بجانب يونس فوق الفراش قائلاً...
= جبتلك قميص وبنطلون.
أبتسم لة يونس فإتجة إسلام إلى خارج الغرفة وتركة بمفردة وأغلق الباب علية.
أخذ يونس الملابس وقام بتبديل ثيابة وإرتدى بنطلون فقط وترك القميص جانبًا، ثم تمدد فوق الفراش وهو يضع يدية أسفل رأسة وينظر إلى سقف الغرفه بشرود حتىٰ ذهب في نومًا عميق.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في الصباح الباكر...
أستيقظ يونس على الأصوات العالية بالأسفل.
أصوات الباعة الجائلين وهم يتغزلون في ما يبعونة حتى يجذبون إنتباة الأشخاص للشراء، وأصوات الدق على إسطوانات الغاز حتى يعلم الجميع أن البائع بالأسفل، وصراخ الأمهات وهم يجهزون أطفالهم للذهاب إلى المدارس، وأصوات سكب الماء بالشارع أمام المحلات بعد فتحها، وصوت الشيخ محمد رفعت وهو يتلوا آيات القرآن الكريم الساعة السابعة صباحًا بالإذاعة المصرية "القرأن الكريم".
وقف يونس من فوق الفراش وهو لا يصدق ما هذه الضوضاء منذ الصباح الباكر؟!! ثم وضع قدمة على الأرض بحذر حتى يذهب إلى الشرفة ويرى ماذا يحدث بالأسفل.
فتح الشرفة ودخل إليها وهو عاري الصدر لا يرتدي سوى بنطلونة فقط وتظهر عضلات صدرة القوية وجسدة الرياضي وهو يقف ينظر إلى مايحدث بالأسفل بدهشة.
شهقت إحدى الفتيات بصدمة وهي واقفة بالشرفة المقابلة لة عند خروجة إلى الشرفة بهذا الشكل.
وقفت فرح تضع الغسيل فوق الحبل بالشرفة قبل أن تذهب إلى عملها فلاحظت تحديق الفتاة الواقفة بالشرفة المقابلة لها بشرفة شقة إسلام.
نظرت فرح إلى شرفة إسلام المجاورة لشرفتهم ثم شهقت بصدمة عندما رأتة يقف بهذا الشكل بدون خجل وأرادت الصراخ بة حتى يدخل يرتدي ثيابة لكنها تعلم أنة لن يسمعها لذا إتجهت إلى الداخل وإندفعت إلى شقة إسلام تطرق على الباب بقوة حتى يقوم إسلام بتنبية صديقة ألا يقف بالشرفة بهذا الشكل.
أستمع يونس إلى صوت طرق قوي على الباب فترك الشرفة وإتجة إلى داخل الغرفة ومنها إلى الصالة يبحث عن إسلام بغرفتة ولم يجدة فإتجة إلى الباب ليفتحه معتقدًا أنة إسلام.
شهقت فرح بصدمة عندما فتح لها الباب بهذا الشكل، ثم أغلقت عينيها سريعًا قائلة...
= نهارك أســـــود.
ثم ألتفتت بجسدها سريعاً تنظر إتجاة باب شقتها وتغمض عينيها وهي تتحدث إلية بصراخ...
= أنت إزاي تفتح الباب وأنت بالشكل دة؟!!
وقف يتابع ردت فعلها وحديثها بدهشة وهو لا يعلم ماذا تقصد.
في هذا الوقت صعد إسلام الدرج وهو يحمل"الفول والطعمية الساخنة" وتفاجئ بـ فرح تقف وتغمض عينيها وتعطي ظهرها لـ يونس وهو يقف عاري الصدر أمام باب الشقة فركض بإتجاههم وتحدث إلى يونس بصدمة..
= أنت واقف كدة لية؟؟
ثم أضاف وهو ينظر إلى فرح...
= إية إللي حصل يافرح؟!!
تحدثت فرح وهي مغمضة العين وتعطي ظهرها ليونس...
= عرَّف صحبك دة إن إحنا هنا مش في الساحل عشان يقف بالمنظر دة.
ثم أضافت بإنفعال...
= الأستاذ واقف في البلكونة ولا همة وفرحان بنفسة أوي والكل واقف يتفرج علية.
نظر إليها يونس بدهشة وأراد الحديث كي يخبرها أنة لا يعلم سبب إنفعالها ولا يعلم لماذا هي غاضبة إلى هذا الحد؟؟ لكن إسلام تحدث سريعًا وأعتذر لها بالنيابة عنة فإندفعت إلى شقتها وأغلقت الباب خلفها بعنف.
نظر إسلام إلى يونس وأقترب منة قائلاً بهدوء...
= إية إللي أنت عملتة دة؟؟ إزاي تفتحلها الباب وأنت عريان كدة؟!!
نظر يونس إلى نفسة وتحدث بدهشة...
= عريان يعني إية؟!!
دخل إسلام الشقة وأغلق الباب عليهم وتحدث بهدوء موضحًا لة...
= إحنا عندنا هنا لازم تبقى لابس هدومك كلها قبل ما تخرج للبلكونة وقبل ما تفتح الباب لأي حد.
نظر إلية يونس بدهشة ليضيف إسلام بحماس وهو يستنشق رائحة الطعمية الساخنة بإستمتاع...
= المهم دلوقتي أدخل ألبس بسرعة أنا جبتلك معايا أحلى فطار.
حرك يونس رأسة بالرفض قائلاً...
= لا أريد الطعام، أريد الذهاب إلى السفارة ومنها أعود إلى فرنسا.
تحدث إسلام بتأكيد...
= متقلقش أنا هوصلك لحد قدام السفارة بتاعك، بس أوعىٰ تجيب سيرتي، الحكومة عندنا هنا معندهمش ياما إرحميني، بياخدوا كلة مع بعض، يعني مش بعيد يطلعوني أنا إللي فجرت برج التجارة العالمي.
أبتسم يونس على حديث إسلام الممتع والمرح بالنسبة لة ثم تحدث بتأكيد وهو ينطق الكلمات كما ينطقها إسلام...
= متقلقش مش هجيب سيرتك.
أبتسم إسلام بمرح قائلاً...
= الله عليك أيوة كدة.
أبتسم يونس ثم أتجة إلى داخل الغرفة ليرتدي ثوب إسلام كي يذهب من هذا المكان الغريب علية ويعود إلى بلدة.
إتجة إسلام إلى المطبخ ليحضر الأطباق ويضع بها الطعام، لكن صوت طرق خفيف على الباب أستوقفة عن ما يفعلة وذهب يفتح الباب لـيجد "احمد" إبن  عزة البالغ من العمر 7 سنوات، يقف ويتحدث معة بحماس قائلاً...
= خالوا إسلام، بتقولك تيتة هات صحبك الحلو وتعالوا أفطروا معانا هي مجهزالكم الفطار بنفسها.
أبتسم إسلام وتحدث مع أحمد بمرح...
= حاضر يا أبو حميد قولها جاين حالا.
أبتسم أحمد وركض إلى شقة جدتة ليخبرها.
وأغلق إسلام الباب وإتجة إلى غرفة يونس يخبرة.
وقف إسلام يطرق على الباب بهدوء فسمح لو يونس بالدخول فدخل وتحدث معة بإبتسامة...
= خالتي عزمانا على الفطار عندها.
تحدث يونس برفض...
= صدقني اسلام لا أريد تناول أي شئ.
أقترب منة إسلام قائلاً برجاء...
= خالتي هي إللي جهزت الفطار بنفسها عشان خاطرك، ممكن بلاش تكسر بخاطرها.
نظر إلية يونس بتفكير وشعر بالإحراج أن يرفض وحرك رأسة بالإيجاب فإبتسم إسلام بسعادة وتحدث بحماس...
= طب يلا بينا عشان منتأخرش عليهم.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في شقة فرح...
خرجت فرح من غرفتها بعد أن بدلت ثيابها مستعدة للذهاب إلى عملها بالمشفى.
تفاجأت بتجهيز والدتها بنفسها لوجبة الإفطار فوق الطاولة الصغيرة فإقتربت وهي تنظر إلى الطعام بدهشة ثم أخذت  قرص من الطعمية الساخنه تتذوقها بتلذذ وهي تتحدث مع والدتها بمرح...
= إية إللي أنا شيفاة قدامي دة!! نعمات هانم بنفسها مجهزة الفطار!!
تحدثت شقيقتها عزة وهي تضحك...
= دي نزلت العيال يجيبوا فول وطعمية وأنا حمرت بطاطس وبتنجان ومشغلانة كلنا نجهز في الفطار الملوكي دة.
عقدت فرح حاجبيها بدهشة قائلة...
= كل دة عشانك ياعزة؟!، ما أنتي كل يومين بتغضبي من جوزك وتيجي هنا إية الجديد؟!!
تحدثت عزة بمرح وهي تغمز لـ شقيقتها...
= كل دة عشان أبو عنين ملونة.
خفق قلب فرح بشدة ثم تحدثت بإرتباك...
= مين أبو عنين ملونة؟؟
تحدثت شقيقتها وهي تنظر إلى والدتها وتضحك بمرح...
= صاحب إسلام.
حركت فرح رأسها تحاول أن تخفي إرتباكها قائلة...
= بقىٰ كل دة عشان صاحب إسلام!!
تحدثت والدتها بإبتسامة...
= مش عارفة لية قلبي إتفتحلة من أول ما شوفتة.
تحدثت فرح بسخرية...
= مش عارفة إزاي يا أمي قلبك بيتفتح لأي حد كدة!!
تحدثت والدتها بثقة...
= الواد كويس يافرح، وشكله إبن ناس.
ثم أضافت بسعادة...
= ربنا يرزقك بواحد زية يكون من حظك ومن نصيبك يارب.
صرخت فرح في والدتها قائلة برفض...
= إية يا أمى الكلام إللي بتقولية دة؟؟ أوعي تدعيلي الدعوة دي تاني، أنا عرفت حظي ونصيبي خلاص.
ثم أضافت بغضب وصوت مرتفع...
= ولو حظي ونصيبي أتوقفوا على وجود راجل في حياتي، يبقى أنا مش عايزة حظ ولا نصيب
تحدثت والدتها بحزن...
= يافرح مش كل الرجالة وحشين يابنتي، في رجالة ولاد حلال.
تحدثت فرح بغضب...
= ولاد حلال ولاد حرام، لنفسهم يا أمى مش ليا وكفاية إللي أبويا عاملة فيكي، وكفاية إللي جوز عزة بيعملة فيها، أنا مستحيل أكون نسخة تانية منكم.
نظرت اليها والدتها بحزن، ثم نظرت إلى إبنتها عزة التى بادلتها نظرات الحزن وقلة الحيلة.
إتجهت فرح بعنف مندفعة إتجاة باب الشقة حتى تذهب إلى عملها.
في هذا الوقت أقترب يونس وإسلام من شقة والدة فرح، وقبل أن يطرق اسلام على باب الشقة إندفعت فرح وهي تفتح الباب بغضب وتفاجأت بمن يقف أمامها وينظر إليها بعيونة التي أصبحت تربكها كثيرًا بنظراتة الغامضة وخفق قلبها بعنف عند رؤيتها لة يقف أمامها وحاولت إخفاء توترها وإرتباكها أمام  الجميع فصرخة بوجهة وتحدثت إلية بعنف معتقدة أنة لا يستمع إليها...
= إبعد عن وشي أنت كمان.
ثم تخطتة سريعًا وركضت إلى الأسفل.
وقف يونس ينظر إلى الدرج بدهشة بعد أن ركضت علية بسرعة وبخطوات غاضبة، ثم نظر إلى إسلام ليجدة ينظر إلية بخجل وهمس لة بإعتذار...
= شكلها مضايقة من حاجة معلش.
حرك يونس رأسة بتفهم وهو يشعر بشئ غريب بداخلة يجذبة إلى هذه الفتاة الشرسة.
أقتربت منهم عزة ترحب بهم وهي تبتسم قائلة.
= تعالوا أتفضلوا ادخلوا دي أمي مجهزة الفطار ومستنياكم.
ثم نظرت إلى يونس وتحدثت بصوت مسموع وهي مطمئنة أنة لا يسمع...
= سبحان الله ، دة أنت شبة مهند بتاع نور أوي.
عقد يونس حاجبية بدهشة لا يعلم بمن تشبهة.
خرجت والدة فرح من المطبخ وهي تبتسم عند رؤيتها لـ يونس ثم أقتربت منة وهي تشير لة بيدها قائلة...
= نورتنا، أنا عملت الأكل دة كل عشان خاطر عيونك الحلوة دى.
كتم يونس ضحكتة وهو يشعر بالراحة الكبيرة مع هذه السيدة البسيطة الحنونة بينما تحدث إسلام مع خالتة بفضول...
=  هي فرح طالعة على أخرها لية كدة؟!!
تحدثت عزة براحة مطمئنة أن يونس لا يسمع...
= أصلها مضايقة عشان ماما عزمت صحبك على الفطار.
ثم أضافت بمرح...
= شكلها مش طيقاة خالص.

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن