قاطعها إسلام سريعًا...
= أحـــم، أومال عيالك فين ياعزة؟؟ مش هيفطروا معانا ولا إية؟!!
تحدثت عزة بدهشة...
= العيال بيلعبوا جوة في البلكونة هدخل أنادي عليهم.
ثم إتجهت إلى الشرفة وتركت إسلام يقف أمام يونس ينظر إلية بخجل بعد ما قالتة عزة عن شعور فرح إتجاهة، وكان يونس يقف بجواره شاردًا يضغط على شفاة بغضب وغيظ من فرح.
بعد لحظات قليلة إستمعوا إلى صوت صراخ عزة من داخل الشرفة ويلية صوت فرح المرتفع بالشارع بالأسفل والكثير من الأصوات المرتفعة حولها فدخلت عزة من الشرفة وهي تتحدث إلى والدتها وإسلام بفزع...
= إلحقوا فرح ماسكة ناصر برقوقة تحت في الشارع وماسكة جذمتها وعايزة تضربة بيها والناس بيحشوها عنة بالعافية.
تحدث إسلام بتلقائية...
= تاااني!!
ثم ركض سريعًا وخرج من الشقة متجهًا إلى الأسفل وركضت خلفة عزة.
نظر يونس أمامة بدهشة كبيرة لا يستوعب ما تفعلة هذه الفتاة فتنهدت والدتها بتعب قائلة بقلة حيلة...
= ربنا يهديكي يافرح يابنتي، دة ناصر دة بلطجي ومش هيَّسيبها فـ حالها غير أما يتجوزها حتى لو بالغصب، ربنا يبعدة عن طريقك ويبعد عنك ولاد الحرام يارب.
نظر إليها يونس بصدمة بعد معرفتة أن هذا البلطجي يريد الزواج من فرح، فهل ماتفعلة فرح معة الأن هو ردًا منها على طلبة الزواج منها!، إزدادت حيرتة كثيرًا وإزداد فضولة أكثر لمعرفة كيف تفكر هذه الفتاة العنيدة الشرسة.
إتجهت والدة فرح إلى الشرفة لترىٰ ما تفعلة إبنتها بهذا البلطجي بالأسفل وإنضم إليها يونس ينظر إلى الأسفل بفضول، لكنة صعق من هذا المشهد.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بالاسفل...
كانت فرح تقف وهي تحمل حذائها بيدها وتريد ضرب صابر بة بعد أن قطع عليها طريقها وقام بمغازلتها أثناء ذهابها إلى عملها مثلما يفعل كل يوم ويكون ردها علية دائمًا أن توبخة وتسبة وترفع حذائها علية وأهل المنطقة يتجمعون حولهم ويحاولون فض هذا الشجار.
وقف إسلام وسط الناس يحاول السيطرة على غضب فرح ووقفت عزة تحاول أخذ الحذاء من يدها ومنعها من ضرب صابر.
صرخت فرح بصوتها المرتفع وهي تتوعد لصابر أمام الجميع وهم يحاولون إبعدها عنة...
= والله يابرقوقة أنت لو وقفت قدامي تاني ولا إتعرضتلي في طريق، لأكون عصراك ومطلعة منك برقوق صغير.
كتم إسلام ضحكتة وهو يحاول السيطرة على حركتها ومنعها من أن تقترب من صابر.
تحدث صابر بترحاب وإبتسامة سمجة...
= البرقوق الصغير دة أنتي إللي هتخلفيهولي لما نتجوز يافروحتي.
جن جنون فرح وحاولت تخليص يدها من قبضة يد إسلام حتى تقترب من صابر وتقوم بضربة بحذائها قائلة لة بعنف...
= إتجوزك قطر يابعيد، بقى أنا على أخر الزمن أتجوزك أنت يابلطجي يارد السجون؟؟
أبتسم لها صابر قائلاً ببرود...
= الراجل ميعبوش إلا جيبة، وأنا جيبي عمران والحمد لله.
شهقت فرح بسخرية قائلة...
= وهو فين الراجل دة ياعديم الرجولة.
ثم صرخت بوجة إسلام كي يتركها تتقترب منة وتقوم بضربة فحاول إسلام منعها والسيطرة على حركتها القوية العنيفة.
تابع يونس من الأعلى شراستها وقوتها وهي تتوعد إلى من يهابة الجميع بهذه المنطقة وتهينة بدون أن يطرف لها رمش أمام الجميع.
جذبها إسلام بعيدًا عن صابر بالقوة وطلب من بعض رجال المنطقة أن يأخذوا صابر ويدخلوة ورشتة ويبعدوة عن وجهها الأن ثم جذبها من يدها بقوة كي يقوم بالذهاب معها وأخذها إلى عملها بالمشفى فوقفت تلتقط أنفاسها بغضب ثم ذهبت مع إسلام إلى عملها.
خرج صابر برقوقة من ورشتة بعد ذهابها لـ يفض التجمع من حولة بصراخة القوي في وجوة الواقفين يتابعون مافعلتة بة فرح أمامهم كما تفعل بة كل يوم.
صعدت عزة إلى شقة والدتها بالأعلى وهي تنادي على والدتها بعلو صوتها فتركت والدتها الشرفة وإتجهت إلى الداخل.
أقتربت منها عزة وتحدثت معها بهدوء...
= إطمني يا أمي إسلام خدها وراح يوصلها لحد المستشفى بنفسة.
إستمع إليها يونس وهو يقف بالشرفة، فدخل إليهم الشقة، يريد أن يسألهم متى يأتي إسلام حتى يأخذة ويذهبون من هنا لكنة لا يستطيع الحديث أمامهم الآن وكشف خدعتة هو وإسلام لهم بعدما تحدثوا أمامة براحه وثقة، لا يستطيع أن يخذل ثقتهم وفضَّل أن يظَّل صامتًا ينتظر قدوم إسلام كي يأخذة ويخرجة من هذه المنطقة.
نظرت إلية والدة فرح وربتت على ظهرة بحنان قائلة...
= تعالى يا إبني عشان تفطر ومتقلقش إسلام زمانة جاي.
نظر إليها بإبتسامة وجلس بجوارها بصمت ينتظر قدوم إسلام.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
عند اسلام وفرح...
وقف إسلام مع فرح أمام المشفى وهو يحاول تهدأتها، وأثناء وقوفهم معًا رن هاتف إسلام برقم زميلتة بالجريدة فرد بهدوء...
= صباح الخير ياهدير.
تحدثت زميلتة "هدير" بصوت مرتفع غاضب...
= أنت فين من إمبارح يا إسلام وتليفونك مقفول لية؟!!
ثم أضافت بتحذير...
= دة رئيس التحرير هيطلع عينك بعدما كل الجرايد نشروا عن الإقتحام والتفجير إللي حصل إمبارح في المؤتمر والوزير الفرنسي إللي الإرهابيين خطفوة وأنت ولا حس ولا خبر.
نظر إسلام إلى فرح بصدمة وهو يستمع إلى حديث هدير وخصوصا بعد أن أشارت إلى خبر إختطاف الوزير الفرنسي من قِبل الإرهابيين، فتحدث إلى هدير بإرتباك قائلاً...
= هو مين إللي قال إن الإرهابيين خطفوا الوزير؟!
تحدثت هدير بثقة...
= كل الجرايد نشروا الخبر لأن الوزير إختفىٰ من وقت التفجير إمبارح ومش لاقيينة.
همس إسلام بصدمة...
= ينهار أسـود، دة أنا كدة روحت في داهية.
تحدثت هدير بتأكيد...
= أنت فعلاً روحت في داهية يا إسلام عشان رئيس التحرير مصمم يخربيتك بسبب الموضوع إللي أنت مبعتوش للمطبعة إمبارح.
ضرب إسلام على رأسة بصدمة وقد تذكر أنة لم يرسل الخبر للجريدة بالأمس، نظرت إلية فرح بدهشة وعدم فهم لما يحدث، فتحدث إسلام بإرتباك مع هدير...
= مهو أنـا.. أنا كنت من المصابين إللي إتصابوا في المؤتمر ياهدير وكنت هموت إمبارح.
شهقت هدير بصدمة ووقفت من مكانها تتحدث معة بقلق ولهفة...
= نهارك أسود أنت من المصابين يعني إية؟!! إية إللي حصلك يا إسلام؟؟ وأنت فين دلوقتي؟؟
نظر إسلام حولة بإرتباك يفكر سريعًا في أي حديث يأكد بة خدعتة الجديدة كي يحمي وظيفتة، جائت عينية على إسم المشفى التي تعمل بها فرح وتحدث سريعًا مدعي التعب...
= أنا في المستشفى دلوقتي ياهدير.
نظرت اليه فرح بدهشة وتحدثت هدير بجنون...
= يالهوي وكمان مستشفى!! طب حالتك إية يا إسلام طمني؟؟
نظر إسلام حولة بحيرة ثم نظر إلى ذراعة وتحدث بعد أن جائتة الفكرة...
= أنــا.. أنا دارعي أتكسر ياهدير.
شهقت فرح بعد سماعها لخدعتة وصرخة هدير بجنون وهي على وشك البكاء قائلة بلهفة...
= أنت في أنهي مستشفى يا إسلام؟؟ أنا جيالك دلوقتي.
تحدث إسلام سريعًا بإرتباك...
= لا تيجي فين أنا خارج من المستشفىٰ دلوقتي وجي على الجريدة متقلقيش.
أغلق الهاتف سريعًا ووقف يلتقط أنفاسة براحة ثم نظر إلى فرح وتحدث معها برجاء...
= فرح بنت خالتي أبوس إيدك إنقذيني أنا مستقبلي هيضيع.
نظرت إلية فرح بسخرية قائلة...
= مهو أنت لو مبطلتش الكدب بتاعك دة أكيد مستقبلك هيضيع وهتروح في داهية كمان.
تحدث إسلام برجاء...
= يافرح أنا ممكن أترفد من شغلي عشان نسيت أبعت الموضوع للجريدة.
تحدثت فرح بسخرية...
= ولية تنسىٰ إن شاء الله؟؟
تحدث إسلام مدعيًا الحزن...
= بسبب إللي حصل مع يونس إمبارح والعيال إللي إتهجموا علينا وكانوا هيقتلوا يونس، إمبارح إنشغلت بيونس وجرحة ونسيت شغلي
ثم أضافت بطريقة درامية كي يكسب تعاطفها معة...
= بقىٰ إللي يعمل خير في الزمن دة يترفد من شغلة ويتبهدل كدة!! هو دة العدل ياناس، هو دة العدل ياحكومة؟؟
ضحكت فرح على طريقة حديثة الدرامية ثم تنهدت قائلة...
= طب المطلوب مني إية دلوقتي؟؟ أكسرلك دراعك بجد؟؟
ضم إسلام ذراعة بحماية قائلاً...
= تكسريلي إية حرام عليكي عايزة تضيعي مستقبلي.
زفرت فرح بضيق قائلة...
= أومال عايزني أعملك إية خلصني أنا إتأخرت على شغلي.
تحدث إسلام برجاء...
= تجبسيلي دراعي كدة وكدة يعني.
نظرت إلية بصدمة قائلة...
= أجبسلك دراعك كدة وكدة إزاي وهو سليم؟!!
تحدث إسلام ببساطة...
= عادي يافرح ما أنتي شغالة في المستشفى وكلهم زمايلك وحبايبك جوة وأنتى هتعملي جميل في إبن خالتك يعني.
نظرت إلية فرح بتفكير فتحدث إسلام برجاء...
= يلا بقى يافروحة والنبي أخوكي هيروح في داهية.
تحدثت فرح بغيظ...
= والله لو روحت في داهية يبقى تستاهل بسبب كدبك دة يا إسلام.
تحدث إسلام بتشجيع...
= طب يلا بقى يافروحة جبسيلي دراعي بسرعة والنبي.
زفرت فرح بضيق وتحدثت معة بنفاذ صبر...
= إتفضل تعالىٰ معايا.
أبتسم إسلام بسعادة وذهب معها إلى داخل المشفى.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
عند يونس في شقة والدة فرح...
جلس يونس بجوار والدة فرح وهي تشاهد أحد مسلسلاتها التركية المفضلة وهو ينتظر عودة إسلام حتى يأخذة من هنا.
أقتربت عزة من والدتها ووضعت أمامها الملوخية الخضراء وتحدثت معها بهدوء...
= الملوخية أهي يا أمى إتسلي فيها وقطفيها وأنتي قاعدة كدة، لحد ما أروح أودي أحمد وجنة الدرس بتاعهم ومش هتأخر.
ردت والدتها بإبتسامة...
= ماشي ياحبيبتي وخلي بالك على العيال.
ثم أضافت وهي تقوم بإخراج "عشرة جنيهات" من ثيابها وتعطيها إلى إبنتها...
= وخدي العشرة جنية دي معاكي عشان لو العيال عايزين يجيبوا حاجة حلوة زي أصحابهم.
لمعت عين عزة بالدموع وأخذتها من يد والدتها وتحدثت بإبتسامة وهي تقترب من يد والدتها تقبلها...
= ربنا يخليكي لينا يا أمي يارب.
أبتسمت والدتها قائلة...
= يلا يابت روحي عشان العيال ميتأخروش على الدرس.
أخذت عزة أولادها وذهبت.
نظر يونس إلى هذه السيدة البسيطة الحنونة التي أضاعت عمرها في تربية بناتها وحملت مسؤليتهم بمفردها وحتىٰ بعد زواج واحدة منهم مازالت أمها تحمل همها وتحاول أن تخفف عنها.
نظرت والدة فرح ليونس وهو يجلس شاردً بجانبها وتحدثت معة بإبتسامة رغم أنها تعلم أنة لا يسمع ولا يتكلم لكنها كانت تتحدث معة بعفوية وبطيبة قلبها وكأنة يستمع إليها ولا تعلم أنة حقًا يستمع إليها جيدًا.
بدأت بتقطيف أوراق الملوخية وهي تحكي معة عن حياتها وعن بناتها ومشاكلهم وهو يستمع إليها بصمت وبدون ملل.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في المساء...
عادت فرح من عملها بالمشفى ودخلت شقتهم وهي تتحدث بصوت مرتفع مرح...
= أنا جعانة يابشر وريحة الملوخية جايبة أخر الشارع.
ثم تجمدت مكانها عندما وجدت يونس يجلس بجوار والدتها وينظر إليها بعيونة التي تسحرها وتربكها كثيرًا فإقتربت منهم تنظر إلية بإحراج ثم تحدثت مع والدتها بإرتباك...
= هو هنا بيعمل إية؟!!
تحدثت والدتها بإبتسامة وسعادة...
= دة معانا هنا من الصبح، الواد إسلام من ساعة مامشي معاكي الصبح يوصلك مرجعش.
تذكرت فرح أمر إسلام قائلة...
= أة دة إسلام كان هيروح في داهية النهاردة.
شهقت والدتها وتحدثت بقلق...
= ياقلب أمك يابني، بعد الشر علية، إية إللي حصل؟؟
جلست فرح وتحدثت بسخرية...
= الموكوس نسي يبعت خبر كدة للجريدة بتاعتة عشان ينشروة ولما الجريدة كلموة قالهم إن دراعة أتكسر وأنا جبستهولة في المستشفى عندنا.
تحدثت والدتها بفزع...
= ودراعة أنكسر إزاي؟؟
تحدثت فرح مع والدتها بغيظ...
= يا أمى بقولك كدب على الجريدة بتاعتة وقالهم إن دراعة اتكسر وهو زي القرد مفيهوش حاجة.
خرجت عزة من المطبخ وهي تضحك بمرح قائلة...
= إسلام دة مش هيبطل شغل الكدب والحوارات بتاعتة دي غير لما يروح في داهية بجد.
نظرت فرح إلى يونس وتحدثت بطريقة فظة وهي مطمئنة أنة لا يسمع...
= وصاحبة دة هيفضل هنا كتير ولا إية؟؟
نظر إليها بغضب عند إستماعة لطريقة حديثها الفظة عنة وتقابلت عيونهما لحظات قليلة، أطلق بداخل عينيها سهام نظراتة النارية كي تخترق قلبها وتنثَّر الرعب بداخلها، حتىٰ شعرت أنة إستمع إلى حديثها وإنتفضت من مكانها بخوف.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.