الحادى والعشرون

2.4K 113 0
                                    

ثم أبتعدت عنهم، تحدثت زميلتها وهي تقرأ الخبر بصوت مرتفع قليلاً...
= عودة وزير الثقافة الفرنسي إلى وطنة أمس.
إستمعت فرح إلى حديثها فعادت إليهم تتحدث بلهفة قائلة لهم...
= هاتوا الخبر دة كدة لما أشوفة.
أخذت الهاتف من يد زميلاتها نظرت إلى صورة يونس بصدمة فهو يحاوط خصر فتاة وهي تقبلة خفق قلبها بشدة وتجمد جسدها، من تكون هذه الفتاة؟؟ ركضت عينيها بين السطور تقرأ الكلمات بعينيها حتى توقفت فجأة هامسة بصدمة...
= حبيبتة!!
لمعت عينيها بالدموع فوقفت الفتاتين ينظرون إليها  بدهشة، أقتربت منهم صديقتها سها ووقفت بجوار فرح تنظر إليها وتحدثت بفضول...
= هو في إية؟!
رفعت فرح عينيها تنظر إلى صديقتها فرأت سها دموعها بداخل عينيها، حاولت التماسك أمام زميلاتها بالعمل فأعطت الهاتف للفتاة وإبتعدت عنهم بخطوات سريعة متجهة إلى الحمام كي لا تتساقط دموعها أمامهم.
وقفت سها تتابع إبتعاد فرح عنهم بدهشة ثم نظرت إلى الفتاتين قائلة لهم بفضول...
= هو إية إللى حصل يابنات؟؟
تحدثت الفتاة صاحبة الهاتف...
= مفيش حاجة حصلت، دة إحنا كنا بنشوف خبر منشور على النت وهي جات شافتة وعملت إللة عملتة دة.
عقدة سها حاجبيها بدهشة قائلة...
= طب هاتي تليفونك كدة أشوف الخبر دة.
مدت لها الفتاة يدها بالهاتف فأخذتة سها وقرأت عنوان الخبر بعدم فهم، تحركت عينيها بين السطور تبحث عن الشئ الذي أزعج فرح إلى هذا الحد في نهاية الخبر رأت صورة زوج فرح الذي رأتة بمنزلها من قبل، يعانق فتاة وهي تقبلة قربت الهاتف إلى عينيها تتأكد من ملامحة فهى تتذكر شكلة جيدًا فهمست بصدمة...
ـ مش معقوول!! دا هو بجد جوز فرح اللي شوفته عندهم
رفعت عينيها تنظر أمامها بصدمة وأضافت بعدم تصديق...
= بس إزاي جوز فرح يطلع وزير ومن فرنسا؟!
حاولت إستيعاب ما قرأتة الأن وفجأة تغيرت نظرة عينيها إلى الشر، هامسة بغيرة وحقد...
= وزير يافرح!! يعني كنتوا بتكدبوا عليا أنتى وأمك وأختك لما قولتوا أنة جوزك؟؟ أنا برضوا مكونتش مصدقة أنة واحد زي القمر كدة يتجوز بنت فقيرة زيك.
عادت ببصرها إلى الهاتف مرة أخرى تنظر إلى الفتاة التي تقبل يونس وهمست بشماتة في صديقتها...
= أيوة كدة أهي دي إللى تليق بية بصحيحظ
نظروا إليها الفتاتين بعدم فهم وتحدثت أحدهم...
= هو في إية يابت ياسها؟؟ هي كل إللى تمسك التليفون وتقرأ الخبر دة تتنح كدة وتقف تكلم نفسها وإحنا واقفين مش فاهمين حاجة!!
أبتسمت سها بمكر قائلة لهم...
= أنا هفهمكم كل حاجة عشان تعرفوا الست فرح كانت بترتب لإية هي وأمها.
نظروا إليها الفتاتين بفضول فتحدثت بحقد...
= قرأتم الخبر بتاع الوزير دة؟؟
حركا الفتاتين رأسهم بالإيجاب فأضافت سها بمكر...
= أهو الوزير دة أنا شوفتة في بيت فرح وكانت بتقول علية جوزها.
شهقت الفتاتين بصدمة فإتسمت سها بشماتة وبدأت تحكي لهم ماحدث في منزل فرح مع بعض الإضافات  منها كي تجعل الموضوع مثير أكثر ووقف الفتاتين يستمعون إليها بإهتمام وتركيز كي ينشرون هذا الخبر بالمشفى بأكملها.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بـ فرنسا...
خرج يونس من مقر عملة فوقفت أمامة سيارة سوداء كبيرة وخرج من السيارة رجل يرتدي بدلة رسمية وأقترب من يونس وتحدث إلية بإحترام قائلاً...
= مرحبا سيدي، أرسلني إليك والدك كي أطمئن عليك.
أبتسم يونس بسخرية قائلاً لة...
= أخبرة أننى بخير ولا يهدر بعض اللحظات من وقتة الثمين في التفكير بي.
خفض الرجل وجهة بإحترام فتخطاة يونس وتابع السير متجهًا إلى سيارتة، وقف الرجل يتابع تحرك سيارة يونس بإهتمام وأشار إلى إحدى السيارت بأن تتبع سيارة يونس لحمايتة.
إنطلق يونس بسيارتة عائدًا إلى منزلة وخلفة سيارة من الحرس.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بـ مصر أمام السفارة الفرنسية...
وقفت فرح أمام السفارة نظرت أمامها بتفكير تعلم أن السفارة هي طريقة التواصل الوحيدة معة تريد التواصل معة وطلب الطلاق منة كي لا تصبح نسخة ثانية من والدتها، لا تريد أن تشعر بما شعرت بة أثناء قرأتها لـ خبر عودتة إلى وطنة والفتاة التي رأتها تقبلة، لا تقبل أن تبقى على ذمتة بعد ما رأتة اليوم، تعلم أنها لا تناسبة وهو أيضا لا يناسبها.
أخذت نفس عميق وحاولت التماسك والتحكم بدموعها فتحركت بخطوات مرتبكة إقتربت من السفارة وتحدثت إلى الحارس بإرتباك...
= لو سمحت أنا عايزة أقابل السفير إللى هنا.
نظر إليها الحارس بتقيم من الأعلى إلى الأسفل قائلاً بسخرية...
= وأنتى عايزة السفير في إية يا شاطرة؟!!
لاحظت فرح سخريتة منها فعقدت حاجبيها بغضب قائلة لة...
= عيزاة في موضوع شخصي، أدخل قولة فرح مرات الوزير بتاعكم عايزة تقابلك.
نظر إليها الحارس بدهشة ثم أبتسم بسخرية قائلاً لها...
= ااااه دة أنتى شكلك عاملة دماغ بقى وجاية تطلعيها علينا؟!!
غضبت فرح من حديثة الساخر منها، تحدثت إلية بصوت مرتفع قائلة لة...
= مين دي إللى عاملة دماغ ياراجل انت؟؟ ما تقف معووج تتكلم عدل بدل ما أعدلك أنا.
تدخل الحارس الثاني وحاول تهدأتها فإرتفع صوت فرح أكثر قائلة لهم...
= أنا مش هتحرك من هنا غير لما أقابل السفير بتاعكم دة.
تحدث الحارس الأول بغضب...
= البت دي شكلها إرهابية وجاية تفجر السفارة.
ثم أضاف بغضب أشد...
= وحياة أمى لأوديكي في داهية.
خرج مندوب السفارة بعد إستماعة إلى تلك الأصوات  المرتفعه وأقترب من الحرس فتفاجئ بوجود فرح تتشاجر مع الحارس، تدخل بينهم وطلب من فرح أن تتجة معة إلى الداخل لتخبرة بما تريد.
إتجهت خلفة وهي تشعر بالغضب الشديد، دخل مندوب السفارة غرفة مكتبة وسمح لها بالجلوس فوقفت أمامة قائلة لة بغضب...
= أنا مش جاية أقعد أنا جاية عايزة أتكلم مع يونس.
إسترخى مندوب السفارة في جلستة قائلاً لها..
= يونس مين؟؟
تحدثت فرح بحدة...
= الوزير إللى كان عندنا.
حرك مندوب السفارة رأسة قائلاً لها بسخرية...
= وأنتى عايزة منة إية؟؟ هو كان وعدك بحاجة؟!!
ضربت بيدها فوق مكتبة قائلة لة بغضب...
= أنا مش جاية أتكلم في وعد، أنا جاية عوزاة يطلقني ولا هو فاكر أنة هيسيبني كدة زي البيت الوقف وحياتي هتقف علية وهو يعيش حياتة برة زي ماهو عايز.
تحدث مندوب السفارة بإبتسامة سمجة...
= على فكرة معالي الوزير طلقك قبل ما يسافر، يعني كل إللى أنتى عملتية دة ملوش أي لازمة لو كنتي سألتي من الأول كنت هقولك أنة طلقك قبل ما يركب الطيارة
صدمة كبيرة شلت حركاتها هل طلقها حقًا؟!! هل حذفها من حياتة بكل هذه السهولة؟!!
تحدثت بصدمة...
= طلقني!!
حرك مندوب السفارة رأسة بالإيجاب قائلاً لها ببرود...
= نورتينا وياريت تنسي الوزير خالص ومتجبيش سيرتة قدام أى حد ودة لمصلحتك.
تحركت بخطوات ثقيلة تشعر بشئ ثقيل يكتم على أنفاسها، لماذا هي حزينة الأن؟؟ لقد حدث ما أرادت  أن يحدث وجائت إلى هنا من أجلة، تحاملت على نفسها كي تعود إلى منزلها، تابعها مندوب السفارة بقلق وأتظر حتى خرجت من مكتبة فأخذ هاتفة وتحدث بة ليخبر شخصًا ما بما حدث وبما أخبرها بة الأن.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في المساء بالحارة...
ذهبت عزة إلى منزل والدتها لتطمئن عليها.
عادت فرح إلى المنزل تجفف دموعها وحاولت إخفاء عينيها عن والدتها لكن والدتها علمت بأن هناك شئ يحزن إبنتها بشدة فتحدثت إليها والدتها بقلق...
= مالك يافرح؟؟
بكت فرح بضعف وهي تقترب من والدتها قائلة لها ببكاء...
= يونس طلقني يا أمى.
شهقت عزة بصراخ ونظرت إليها والدتها بصدمة وتحدثت بعدم تصديق...
= كلام إية دة يافرح!! مين إللى قالك الكلام الفاضي دة؟؟ يونس مستحيل يعمل كدة.
صرخت فرح ببكاء قائلة لوالدتها...
= كفاية بقى يا أمي متنطقيش إسمة قدامي تاني.
تحدثت شقيقتها بحزن...
= مين إللى قالك الكلام دة يافرح؟؟ مين قال أنة طلقك؟؟
تحدثت فرح ببكاء...
= روحت السفارة بتاعة النهاردة والراجل إللى هناك هو إللى قالى.
إرتمت بحضن والدتها فعانقتها والدتها بحزن قائلة لها...
= متزعليش ياحبيبتي، ربنا يعوضك ويرزقك بإبن الحلال.
ثم همست بحزن تعاتب يونس بداخلها قائلة...
= لية كدة يا يونس؟؟ بقى هي دي الأمانة إللى أنا أمنتك عليها؟؟
إبتعدت فرح عن حضن والدتها فإتجهت إلى غرفتها تركض ببكاء، دخلت الغرفة وأغلقت الباب عليها من الداخل فإستندت على الباب وهي تكتم شهقاتها العالية تشعر بالصدمة الشديدة، لماذا هي حزينة الأن!! لماذا تشعر بكسرة قلبها وتمزق روحها!! هل حبتة حقًا في هذه الفترة القصيرة ام لكلمة الطلاق رهبتها التي تكسر القلب وتمزق الروح؟! أغمضت عينيها بحزن فينتفض جسدها من شدة البكاء إقتربت من المرآة وقفت تتأمل إنعكاس صورتها، لا تصدق أنها تبكي من أجل رجل فجففت دموعها سريعًا لن تسمح لة أن يكسرها، وقفت تتأمل عيونها بالمرآة تتحدثت إلى إنعكاس صورتها بغضب قائلة...
= أنتي بتعيطي عشان راجل؟!! مفيش راجل يستاهل دمعة واحدة تنزل عشانة فوقي يافرح، فوقي أنتي عمرك ما كنتي ضعيفة كدة وهو موعدكيش بحاجة عشان تبكي على فراقة.
أبتعدت عن المرآة تهمس إلى نفسها بقوة...
= أنا لازم أنساة مش هوقف حياتي عشانة، أمى محتجاني ولازم أكون قوية عشانها.
أقتربت من خزنة ملابسها وأخذت ثياب منزلية لها وإتجهت إلى الحمام.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بعد يومين.
بالحارة أمام ورشة صابر برقوقة..
أقترب منة صديق شقيق فرح، يحمل بيدة ورقة صغيرة ويتحدث بسعادة قائلاً...
= صباح الفل ياسيد المعلمين.
نظر إلية صابر بسخرية قائلاً بغضب...
= صباح الزفت على دماغك، أنت فين ياض بقالك يومين؟؟
تحدث الشاب بخوف...
= كنت بعمل إللى إتفقنا علية يامعلم وخليت الواد أحمد مضىٰ على وصل أمانة بـ 50 ألف جنية.
ترك صابر الشيشة من يدة قائلاً بلهفة...
= فين الورقة دي ياض؟؟
حرك الشاب يدة أمام عين صابر فرآىٰ الورقة بيد الشاب فتحدث الشاب بفخر...
= معايا أهو يامعلم بس حلاوتي الأول.
أخذ صابر الورقة من يدة فتحها وقرأ توقيع أحمد  شقيق فرح فإبتسم بسعادة تحدث إلى الشاب بتأكيد...
= حلاوتك جاهزة وفوقها 50 ألف بوسة بس أعرف إزاي خليتة يمضي عليها؟؟
تحدث الشاب بفخر...
= كان مزنوق في 500 جنية إدتهملة ومضيتة على وصل أمانة بـ 50 ألف.
تحدث صابر بدهشة...
= وهو مضىٰ كدة من غير ما ياخد بالة؟؟
تحدث الشاب ببساطة...
= كان عامل دماغ جامدة علية ومش دريان بحاجة.
أبتسم صابر هامسًا بمكر...
= والله ووقعتي تحت إيدي يافرح.
نظر إلى الصبي بتاعة وتحدث معه بأمر...
= إبسط الراجل دة ياض ياحتاتة وإدية إللى هو عايزة وأنا هروح مشوار ومش هتأخر.
تحدث حتاتة بالإيجاب...
= أمرك ياسيد المعلمين.
أبتسم الشاب قائلاً لة بسعادة...
= ربنا يخليك لينا يامعلم.
ذهب صابر إلر المنطقة التي يقطن بها والد فرح مع زوجتة الثانية وأولادة.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بفرنسا...
وقفت إيلين تتأمل يونس بشرود وهو ينتهي من أرتداء ثيابها أمام المرآة، نظر إلى إنعكاس صورتها أمامة بدهشة قائلاً لها...
= لماذا تقفي هكذا إيلين؟؟
أقتربت منة بخطوات هادئة وقفت خلفة تتأمل إنعكاس صورتهم بالمرآة وتحدثت إلية بحزن...
= إشتقت إليك كثيرًا يونس.
خفض يونس وجهة بصمت فتحركت ببطئ وقفت أمامة ورفعت وجهة بيدها، نظرت إلى عينية وتحدثت إلية بعشق...
= ألم تشتاق إلي؟؟
تأملها للحظات خيل لة عقلة أنها فرح من تقف أمامة يرىٰ فرح أمامة الأن فإبتسم بسعادة ورفع يدة يضمها إلية بإشتياق، تحدث بهمس وهي بداخل حضنة قائلاً لها باللغة العربية...
= وحشتيني فرح.
إبتعدت عنة إيلين بصدمة فهى تفهم اللغة العربية جيدًا.
نظر إليها يونس بصدمة أغلق عينية وفتحها بزهول، يرىٰ إيلين من تقف أمامة الأن، أين ذهبت فرح؟؟ علم أنة كان يتخيل وجودها معة، تأكد أنة لن يستطيع نسيانها فتحدثت إلية إيلين بغضب...
= من هذه العاهرة التي تشتاق إليها؟؟
لم يتحمل أن تصف زوجتة بالعاهرة فصفعها بقوة على وجهها قائلاً لها بصوت مرتفع...
= زوجتي ليست عاهرة إيلين.

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن