بعد ساعتين وفرح مازالت تجلس فوق الفراش تفكر ماذا تفعل أقتحم يونس الغرفة دافعًا الباب بقدمية بقوة فإنتفضت من مكانها تنظر إلية بصدمة.
أقترب منها يونس وهو في حيرة من أمره، ماذا يفعل معها الأن؟؟ هل يعانقها وَيضمها إلى قلبة كي يطمئن قلبة عليها ويتأكد أنها بخير، أم يصفعها صفعة مدوية على ما فعلتة بة؟؟ كان على وشك الجنون وهو يبحث عنها ولا يعلم ماذا حدث لها، كان قلبة على وشك التوقف من شدة الخوف عليها كلما فكر أنها سقطت بالبحر وهي لا تجيد السباحة.
وقفت فرح تتابع صمتة وهو يقف أمامها يتأملها بنظرات غاضبة فإقترب منها بخطوات هادئة إرتجف لها جسدها قليلاً لكنها حاولت إظهار قوتها المزيفة أمامة.
تحدث إليها بنبرة حادة...
= لية عملتي كدة؟؟
نظرت إلية بعمق فرآى تحول عينيها للون أحمر كاتم، لمعت عينيها سريعا بالدموع وماهي إلا لحظات قليلا وإنهمرت الدموع علي خديها وكأنها تتسابق في النزول.
وقف يتأملها بصدمة وأقترب منها أكثر واضعا يدة فوق ذراعيها يسألها بقلق ماذا حدث، ولماذا فعلت بة ما فعلتة فدفعت يدية بعيدا عنها وتحدثت إليه بصراخ...
= إبعد إيدك عني وأوعى تفكر تلمسني تاني.
نظر اليها بصدمة وشعر بأن هناك سبب قوي جعلها تفعل ما فعلتة فزفر بإرهاق وتحدث إليها بنفاذ صبر...
= ليه عملتي كدة؟؟ لية هربتي مع الشاب إللى كان في البار؟؟
زفرت بغضب وتحدثت إليه بصراخ...
= ملكش دعوة أنا حرة أعمل إللى أنا عايزاة.
نفذ صبرة فجذبها من ذراعها بقوة قائلاً لها بصوتً قاسي...
= أنتى مراتي يعني أنتى مش حرة وأنا لازم أعرف دلوقتي أنتى لية عملتي كدة.
جذبت ذراعها من يدة قائلة له بتحدي وعناد...
= لا أنا حرة.. وأنا هربت منك بمزاجي، عارف هربت منك ليه؟ عشان ندمت إنى وافقت أسلم نفسي لواحد أناني زيك، واحد إتخلى عن الإنسانة إللى حبتة ووقفت جانبة، الإنسانة إللى إبنة في بطنها.
نظر إليها بصدمة فماذا تقصد بحديثها!! هل علمت بحمل إيلين؟؟ إبتلع ريقة وتحدث بتوتر...
= قصدك مين؟؟
فتحت عينيها بفزع قائلة بنبرة ساخرة...
= هم كتير ولا إية؟؟
بدأ يفهم الأن سبب هروبها منة لكن ما يشغل فكرة الأن من أخبرها بحمل إيلين وهي لا تفهم اللغة الفرنسية؟؟ زفر بغضب وتحدث إليها بفضول...
= عرفتي إزاي إن إيلين حامل؟؟
إنسالت الدموع من عينيها قائلة بصراخ...
= هو دة إللى يهمك عرفت إزاي؟!!
حاول السيطرة على غضبة عليه التحدث إليها بهدوء كي يفهم منها ماذا حدث ومن أخبرها بحمل إيلين؟؟ زفر بإرهاق وتحدث إليها بهدوء مزيف...
= إهدى عشان نقدر نتكلم وبعدين الموضوع مش محتاج كل دة أنا قولتلك من الأول إنها حبيبتي السابقة فوشئ طبيعي إنها تكون حامل ولما تخلف أنا هعترف بالطفل وهكون مسؤل عنة، أنتى بقى فين مشكلتك دلوقتي؟؟
نظرت اليه بصدمة قائلة...
= هو المفروض إنى أعرف إن جوزي بيخوني وأسكت!! أعرف إن في واحدة حامل منة وهيبقى أب قريب والأم واحدة تانية غيري وأقول عادي!!
تحدث اليها ببرود...
= بس دي مش خيانة دة طفل جاي الدنيا وملوش أى ذنب في أى خطأ أنا عملتة ومن حقة إنى أعترف بية.
إنهمرت الدموع على خديها قائلة له ببكاء...
= طب وأنا؟؟
زفر بإرهاق قائلاً...
= أنتى مراتي وهي أم طفلى.
لم تستطع الإستماع إلى حديثة البارد أكثر فتحدثت إلية بصوت باكي حزين...
= لو عايز تعمل حاجة صح يبقى تكملها صح للأخر.
عقد ما بين حاجبية بفضول، إلتقطت أنفاسها بصعوبة ثم تحدثت بنبرة تبدوا قوية لكنها تحمل الكثير من الحزن والقهر...
= طلقني وإتجوزها.. هو دة الصح عشان خاطر إبنك إللى جاى.
نظر إليها بصدمة قائلاً...
= أطلقك!!!
حاولت كثيرا إيقاف تلك الدموع المنهمرة على خديها لا تريدة أن يراها بهذا الضعف فتنفست بعمق ثم تحدثت بهدوء...
= أيوة طلقني لأن من حقي أختار أكمل معاك او لأ وأنا أخترت لأ.
جذبها من ذراعها قائلاً لها بتحذير...
= أنا مستحيل أطلقك يافرح.. أنتى هتفضلي مراتي لحد ما أموت.
لم تستطع الصمود أمامة أكثر، أنهارت في البكاء لا تتحمل أن ترى لة طفل من إمرأة أخرى يشاركة نفس الملامح وكل شئ، لا تستطع أن ترى أمامها نسخة مصغرة منة لكنة من إمرأة أخرى، كلما رأت طفلة أمام عينيها ستتذكر خيانتة لها.
حاولت إظهار قوتها المزيفة أمامة وتحدثت إليه بصوت يبدوا مثل الجليد خاليا من الروح لا يجد بة أى مشاعر...
= لو مطلقتنيش أنا هقتل نفسى.
أقترب منها بخطوات واثقة تأمل عينيها الباكية بقوة وتعمق النظر إلى داخل عينيها التي يعشقهما وتحدث إليها بقوة...
= لو فكرتي في الطلاق أنا إللى هقتلك بنفسي يافرح.
أرتعد جسدها وتراجعت بخطواتها إلى الخلف تنظر إلية بهلع قائلة بصدمة...
= كمان عايز تقتلني؟!!
نظر إليها بثبات قائلاً بقوة...
= أنتى إللى عايزة تقتليني ببعدك عنى.
أقترب منها كي يتابع حديثة معها فتراجعت مرة أخرى تبتعد عنة بخوف، توقف عن الإقتراب منها وهو يتأمل نظرات عينيها الخائفة بحزن وتنفس بعمق ثم تحدث بصوت بارد مثل الجليد...
= حاولي تنسي يافرح وتقبلي كل حاجة بتحصل هنا لأن دة هنا شئ طبيعي وعادي وأنا معملتش حاجة غلط.
صرخت به بقوة...
= بس عملت حاجة حراااااام، إللى أنت بتقول علية عادي هنا دة يبقى حرام عند ربنا.
خفض وجهة أرضا وعجز عن الرد عليها، أرتفع صوت شهقاتها بالبكاء وجلست فوق الفراش تبكي بإنهيار لا تصدق ماتمر بة الأن، تحدثت إلية بصوت باكي حزين...
= أرجوك طلقني ورجعني بلدي أنا مش هقدر أعيش معاكم هنا أنا لو عشت في البلد دي أكتر من كدة همووت.
رفع عينية ينظر إليها بحزن دموعها تقطع نياط قلبة لا يريد أن يراها وهي تنهار أمامة فإقترب منها بخطوات هادئة جثَا على ركبتية أمامها وتحدث إليها بصدق...
= أنا بحبك يافرح صدقيني أنا حاولت كتير أغير من نفسي عشانك أنتى، لية عايزة تحاسبيني علي الماضي؟؟ صدقيني أنا بعد ما عرفتك ملمستش بنت غيرك ومينفعش معترفش بطفلي من إيلين.
رفعت عينيها الباكية تنظر إلية والدموع تتساقط من عينيها دون توقف، تحدثت إلية برجاء...
= لو بتحبني بجد رجعني بلدي أنا مش عايزة أعيش هنا أرجوووك.
تأملها عدة لحظات بصمت وكأنة يشبع عينية من رؤيتها ولا يتحمل رؤية دموعها أكثر فهز رأسة بالإيجاب قائلاً...
= حاضر يافرح أنا هرجعك بلدك تانى.
نظرت إلية بحزن وتعلق بصرهما للحظات حتى وقف علي قدمية وأبتعد عنها عدة خطوات ثم توقف قائلاً لها...
= بس قبل أى حاجة لازم أعرف الأول أنتى عرفتي إزاى بحمل إيلين؟؟ ولية هربتي مع الشاب إللى بيشتغل في البار؟؟ أنا سألت إدارة الفندق قبل ما أطلع هنا وعرفت أنة كان في غرفة تانية وحجزلك الغرفة دي.
تحدثت فرح بصوت باكي حزين...
= الشاب إللى بتتكلم علية دة يبقى مصري وحبيبتك إتفقت معاة على أنة يقتلني عشان تحافظ على حياتها معاك وحياة إبنها
جحظت أعين يونس بصدمة وهز رأسة بعدم تصديق لا يصدق أن إيلين تفكر في قتل زوجتة وتحدث إليها بصدمة...
= فين الشاب دة دلوقتى؟؟
تحدثت إليه بتحدى...
= سافر على مصر خلاص هو طبعا كان متأكد إن حضرتك مستحيل هتصدق إنها عملت كدة وهي هددتة لو قال لأى حد هتإذية عشان كدة كان لازم يسافر.
صمت قليلاً يفكر وهو يتأملها بوجة قاتم لا يظهر أي شئ وتحدث إليها فجأة بعد صمت بصوتً باردًا مثل الجليد...
= إجهزى وأنا هكلم المطار وهترجعي مصر الليلة.
لم ينتظر أن يستمع إلى ردها، تركها وذهب مسرعا فوقفت تنظر أمامها بصدمة وإرتمت فوق الفراش وهي تبكي، قلبها يتحطم بين ضلوعها لا تريد أن تتركة ولكنها لا تستطع أن تعيش معة بعد الأن، تأمل أن يلْتَهَى قلبها سريعا بعد عودتها إلى وطنها وتحذفة من ذاكرتها بكل ما مرت بة منذ أن رأتة أول مرة بشقة إبن خالتها بمصر.
عند يونس...
جلس بداخل سيارتة أمام الفندق الصغير الذي تقيم به فرح وتحدث بالهاتف إلى أحد المسؤولين بالطيران وطلب حجز طائرة خاصة أو مقعد بإحدى الطائرات المتجهة إلى مصر الليلة فأخبرة المسؤول أن هناك طائرة ذاهبة إلى مصر الليلة.
أغلق الهاتف ونظر أمامة بغضب، يعلم أن فرح صادقة في كل ما قالتة ويصدق أن إيلين حاولت قتلها والتخلص منها، لذا فكر فى أن يتركها تعود إلى مصر، كي يستطيع إنهاء علاقتة بإيلين ومعاقبتها على ما أرادت فعلة بزوجتة لكنة لا يستطيع مواجهتها أو عقابها الأن وهي تحمل بطفلة عليه الإنتظار حتى تنجب الطفل وعلية معاقبتها على جريمتها ومحاولة قتل زوجتة بعدها.
تذكر فرح وزفر بحزن لن يستطيع أن يودعها أو يراها وهي تبتعد عنة، أتصل على مدير مكتبة وطلب منة مرافقة زوجتة إلى المطار حتى صعودها إلى الطائرة.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
صباح اليوم التالي...
وصلت الطائرة الآتية من فرنسا إلى أرض مصر
ترجَّلت من الطائرة وهي تخفي عينيها خلف نظارة سوداء كي لا يرى أحدا عينيها المنتفخة بعد بكائها المستمر منذ ليلة أمس.
وقف إسلام في إستقبالها يبحث عنها حولة إستغربت وجودة بداخل المطار وأقتربت منة بخطوات مسرعة، لم يتعرف عليها إسلام فوقفت امامه تتحدث إلية بهدوء...
= إسلام انت عرفت إزاى إنى راجعة مصر النهاردة؟؟
أستغرب إسلام ونظر إليها بعمق فنزعت النظارة بعيدا عن عينيها فإبتسم بسعادة قائلاً لها...
= فرح!! يابنت الإية أنا معرفتكيش خااالص أنتى إتغيرتي إزاي كدة؟؟
ردت بحزن وهي ترتدي النظارة مرة أخرى تخفي عينيها...
= أنا متغيرتش من برا بس يا إسلام، أنا إتغيرت وأنكسرت من جوة.
نظر لها إسلام بحزن وأخذ حقيبتها وتحدث إليها بهدوء...
= معلش يافرح كل شئ هيتحل متقلقيش.
ذهبت فرح معة تتحدث بقلق...
= أمى عرفت إنى راجعه مصر النهاردة؟؟
تحدث إسلام بهدوء...
= لا لسه معرفتش، يونس كلمني وقالي وطلب مني أجى أستقبلك وأكون جانبك.
خفق قلبها بعد إستماعها لإسمة، حاولت أن تتماسك وتحدثت إلية بفضول...
= قالك أنا رجعت مصر لية؟؟
تحدث إسلام بهدوء...
= قالي إنك مش مرتاحة هناك وإن أمك وأختك وحشوكي أوى وأنة مقدرش يرجع معاكي بسبب شغلة.
إستغربت فرح أنى لم يخبر إسلام أن سبب عودتها هو طلبها الطلاق منة، هذا يعني أنة لن يطلقها!!
أخذها إسلام إلى سيارة كانت تنتظرهم بالخارج فجلست بداخلها السيارة تفكر بحيرة في عدم إخبارة لإسلام عن سبب عودتها الحقيقي، ماذا تفعل هي الأن؟؟ هل ستخبرهم هي أم تنتظر حتى يرسل لها أوراق الطلاق؟؟
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بفرنسا...
جلس يونس بمنزلة يتناول المشروب وهو ينظر أمامة بحزن ويشتاق إليها كثيرا فإقتربت منة إيلين وهي تبتسم بسعادة بعد أن علمت بخبر عودت زوجتة إلى موطنها.
جلست بجوارة وتحدثت بدلال...
= حبيبي لقد أشتقت إليك كثيراً، علمت أن زوجتك عادت إلى وطنها.
أرادت معانقتة فدفع يديها بعيدا عنه قائلاً بغضب...
= من أخبر زوجتي أنك حامل بطفلى؟؟
جف حلق إيلين من شدة الصدمة وتحدثت بتلعثم وهي تحاول إخفاء توترها...
= من أخبرها؟؟ أنت تعلم جيدا أننى لا أتحدث معها ولا أجيد التحدث باللغة العربية.
بللت ريقها وأضافت...
= لا أفهم ما الخطأ في معرفتها بالأمر؟؟
تحدث إليها يونس بغضب...
= زوجتي ثقافتها مختلفة عنا إيلين وما حدث بيننا ونتج عنة وجود طفلي برحمك تعدة محرما.
رفعت حاجبيها بغيظ قائلة...
= وجود طفلك برحمي ناتج عن حبنا يونس نحن لم نخطئ.
زفر بإرهاق فتحدثت إلية مرة أخرى...
= الخطأ الوحيد الذي إقترفتة يونس هو زواجك من إمرأة أخرى.
أغلق عينية بملل وهو يسترخي فوق مقعدة فإقتربت منه وهي تنظر إلية بلهفة وأقتربت من شفاتية تتحدث بوله...
= انا فقط حبيبتك يونس ولن تجد إمرأة تحبك كما أحببتك أنا.
لمست شفتية وقبل أن تتعمق في تقبيلة دفعها مسرعا بعيدا عنة وإعتدل في جلستة يتحدث إليها بغضب...
= إبتعدر إيلين لا أريدك بعد الأن، لقد وعدت زوجتي أننى لن ألمس إمرأة أخرى.
نظرت إلية إيلين بصدمة لقد أهان أنوثتها وجرح كبريائها!! وقفت تلملم نفسها وهي تنظر إلية بزهول وقف وأعطى ظهرة لها قائلا بجمود...
= ستتركين منزلي اليوم إيلين، يمكنك أن تعودي إلى منزلك أو أقوم بشراء منزل جديد من أجل أن تعيشي بة أنتى وطفلي القادم.
نظرت إلية بصدمة فتركها وذهب دون أن يستمع إلى ردها بينما تابعت ذهابة وإبتعادة عنها بزهول لا تصدق أنة سيتركها حقا، هل إنتهى حبة ها بهذه السهولة أم لم يكن حب منذ البداية؟؟ أخذت هاتفها وأتصلت علي شخصا ما تعرفة جيدا وهو من كان يشجعها على الإقتراب من يونس أكثر تحدثت إلية بصدمة...
= يونس تركني وطلب مني مغادرة المنزل.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.