صباح اليوم التالي...
أستيقظت فرح على صوت طرق خفيف على باب الغرفة أعتقدت أنة يونس فوقفت من فوق الفراش بثوب الزفاف وأقتربت من باب الغرفة تفتحة بغضب
فتفاجأت بسيدة فرنسية تقف أمامها وتتحدث إليها باللغة الفرنسية ومن الواضح أنها تخبرها بشئ هام نظرت اليها فرح بعدم فهم وحركت كتفيها قائلة لها...
= مش فاهمة أنتى بتقولي إية طب إتكلمي عربي أو قولي حتي كام كلمة إنجليزي وأنا أجمع.
تحدثت السيدة مرة أخرى باللغة الفرنسية فزفرت فرح بضيق قائلة لها...
= إتكلمي بقى من هنا للصبح أنا مش فاهمة أنتى عايزة إية.
ذهبت السيدة من أمامها بعد أن قالت ما تريد فأغلقت فرح الباب وهي تزفر بغضب ولا تعلم كيف ستعيش معهم هنا، وقفت تنظر حولها تحاول إستكشاف الغرفة فلفت إنتباهها باب صغير بداخل الغرفة فإقتربت منة وتفاجأت أنة الحمام الملحق بالغرفة زفرت بغضب هامسة...
= طب أنا هعمل إية دلوقتي وهفضل بالفستان دة كدة إزاى؟!!
إستمعت مرة أخرى إلى طرق علي باب الغرفة فإقتربت منة وفتحتة بملل فتفاجأت بنفس السيدة لكنها هذه المرة تحمل حقائب صغيرة بيدها وأعطتها لفرح وهي تتحدث مرة أخرى بالفرنسية فردت عليها بتعب قائلة...
= والله أنا لو فاهمة أنتى عايزة إية هعملك إللى أنتى عيزاة بس أنا حقيقي مش فاهمة.
تركتها السيدة وذهبت مرة أخري فدخلت هى وأغلقت الباب بعنف، وضعت الحقائب فوق الفراش وفتحتهم واحدة تلو الأخرى وتفاجأت بملابس جديدة لكنها لا تصلح بأن ترتديها فتاة محجبة فهمست بغضب...
= ياترى بقى الباشا جايبهم عشاني أنا ولا عشان الهانم حبيبتة السابقة؟؟ ممكن تكون الست إللى بتتكلم غريب دي غلطت وجابتهملي أنا بدل التانية.
فكرت قليلا لكنها قررت أخيرا أن تأخذ شئً منهم لترتدية بدلا عن ثوب الزفاف الذي ترتدية من الأمس أخذت أحدهم بيدها وإتجهت إلى الحمام وهي ترفع ثوب الزفاف عن الأرض بيدها الأخرى وبعد وقت خرجت وهي ترتدي شورت من الچينز يظهر ساقيها الرشيقه وترتدي فوقة توب أبيض بحملات رفيعة يظهر كتفيها، إقتربت من المرآة ووقفت تنظر إلى إنعكاس صورتها بإنبهار لا تصدق أنها هي من تقف أمام المرآة، نزعت المنشفة عن شعرها المبتل بالماء ونظرت إلى انعكاس صورتها بشعرها المنسدل وجسدها الرشيق وأبتسمت بإعجاب لنفسها، خرجها من تأملها صوت طرق علي الباب مرة أخري فزفرت بغضب وهمست لنفسها بضيق...
= طبعا الست إللى بتتكلم كلام مش مفهوم دي جاية تقولي حاجة تانية، دة علي أساس إنى فهمت كلامها الأول أساسا عشان أفهم دلوقتي.
أقتربت من الباب وفتحتة بعنف ولكن تجمدت مكانها عندما رأت أن يونس هو من يقف أمامها، تأملها من الأسفل إلى الأعلى بنظرات تحمل الإعجاب والإنبهار والعشق فخجلت هى وحاولت إخفاء نفسها خلف الباب، تأمل يونس شعرها المبتل وقطرات الماء تتساقط منة بتناغم وكأنها تعبر عن سعادتها بملمس هذا الشعر الأسود الطويل.
توترت فرح من نظراتة إليها وتحدثت بإرتباك...
= نعم في إية؟؟
رد عليها وعينية شاردة في جمالها الطبيعي الذي أسر قلبة وعينية...
= جيت أطمن عليكي.
تحدثت بعنف...
= والله كتر خيرك ممكن بعد إذنك بقى تخليني أرجع بلدي عشان أنا مش هعرف أعيش هنا.
رد عليها ببرود...
= لية مش هتعرفي تعيشي هنا؟؟
تحدثت بإنفعال...
= أنا مش مرتاحة هنا ومش فاهمة أة حاجة، لما أنت بتتكلم مع حد مبفهمش أنتوا بتقولوا إية والست إللى كل شويه تيجي تقول أي كلام وتمشي دي أنا مش فاهمة منها حاجة أنا حاسة إنى مخنوقة هنا.
أبتسم بهدوء...
= أولا لما أنا أتكلم مع حد والكلام يكون بيخصك أنا هفهمك إحنا بنقول إية وثانيا الست إللى جاتلك دي مكانتش بتقول أى كلام ولا حاجة، أول مرة جات سألتك لو إحتاجتي حاجة بلغيها وتاني مرة جبتلك حاجات وقالتلك الحاجات دي عشانك.
نظرت إلية بملل قائلة...
ـ= طب وأنا هعمل إية دلوقتي وأنا مش فاهمة حاجة؟؟
رد يونس ببساطة...
= إتعلمي اللغة الفرنسية عشان تقدري تفهمي كل إللي حواليكي زي ما أنا إتعلمت اللغة المصريه كويس عشان أقدر أفهمك.
تحدثت إلية بحدة...
= بس أنا مش عايزة أتعلم حاجة لأنى مش هقعد هنا أصلا.
أخذ هاتفة وتحدث إليها بصرامة...
= والدتك قلقانه عليكي، إسلام لسة مكلمني وقالي إنها عايزة تكلمك وتطمن عليكي، ياريت تطمنيها إن أنتى بخير وسعيدة هنا لأنها لو حست غير كدة أعتقد إن دة شئ هيحزنها وممكن تتعب من القلق عليكي وأنتى بعيد عنها.
نظرت إلية فرح بغضب فأعطاها الهاتف وهو يتأملها ببرود فأخذتة ووضعتة فوق أذنها وهي تنظر إلية بتحدي فإستمعت إلى صوت والدتها الحزين تتحدث إليها بلهفة...
= فرح حبيبتي عاملة إية ياقلب أمك طمنيني عليكي؟؟
إنسالت دموع فرح وردت علي والدتها...
= الحمدلله يا أمي أنا كويسة المهم أنتى وعزة عاملين إية طمنيني عليكم؟؟
ردت والدتها...
= إحنا كويسين ياحبيبتي المهم إنك تكون مبسوطة يافرح، طمنيني يونس عامل معاكي إية؟؟
نظرت إلى يونس والدموع تنسال من عينيها وقالت بصوت جاهدت كثيرا كى يبدو طبيعيا...
= الحمد لله يونس كويس وبيحبني.
إستمعت إلى تنهيدة إرتياح خرجت من والدتها قائلة بسعادة...
= الحمد لله ياحبيبتي ربنا يحفظكم ويهدي سركم، أنا هقفل بقى وإبقي طمنيني عليكي يافرح.
ردت فرح بحزن...
= حاضر يا أمي وخلي بالك من نفسك أنتى وعزة.
إنتهت المكالمة وأعطت الهاتف ليونس وتحدثت إلية ببكاء...
= على فكرة أنا بكرهك أوى.
أنصدم من عبارتها التي قالتها بكل حزن وأغلقت الباب بوجهة ووقف مصدوما وهو يستمع إلى صوت بكائها بالداخل فإقتربت منه إيلين وإستغربت وقوفة أمام الباب وهو مغلق وقالت لة...
= ماذا بك حبيبي لماذا تقف أمام الباب المغلق؟!!
تحدث يونس دون أن ينظر اليها...
= لا شئ إيلين عليا الذهاب إلى العمل.
تركها وذهب فوقفت تتابعة بإستغراب ثم نظرت إلى باب غرفة فرح بتفكير، أقتربت من باب الغرفة وطرقت علي الباب بهدوء فإعتقدت فرح أن يونس هو من يطرق الباب فصرخت بصوت مرتفع من الداخل تطلب منة أن يتركها وشأنها ففزعت إيلين من صوت صريخها المرتفع وذهبت من أمام الغرفة دون أن تعلم ماذا قالت فرح بهذا الصراخ.
بداخل غرفة فرح...
كتمت فمها بالوسادة وهي تبكي وتشعر بالإختناق هنا، تندم علي موافقتها على المَجيء معة إلى هذا البلد وتشعر بأن يونس لن يعيدها إلى وطنها مرة أخرى، كانت تريد أنتخبر والدتها بما إكتشفتة هنا لكنها لا تريد أن تكون سبب في إحزانها فقررت أن تتحمل نتيجة خطئها بمفردها وعليها إيجاد طريقة تذهب بها من هنا وتعود إلى وطنها.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بمصر...
في منزل والدة فرح بعد أن إنتهت من المكالمه مع فرح تحدثت إلى إسلام بهدوء...
= فرح شكل صوتها حزين، أنا عارفة إنها نفسها ترجع هنا تاني وشكلها قلقانة علينا.
تحدثت عزة بمرح...
= بقى في حد يبقى في بلد الجمال ويفكر يرجع هنا؟!!
تحدث إسلام بمزاح...
= فرح طول عمرها فقرية.
ضحكت والدة فرح وتحدثت إلى إسلام بفضول...
= قولي يا إسلام هتعملوا إية مع عمك أبو عزة؟؟ لازم تخرجوة من السجن مينفعش جوز فرح يسجن أبوها.
تحدث إسلام بهدوء...
= الموضوع طلع كبير أوى ياخالتي وعمي أبو عزة إتورط معاهم لما خد فلوس من صابر علي إنها مهر فرح وكان هيجوزهالة غصب عنها.
تحدثت عزة بحزن...
= بس برضوا هو مهما كان أبويا يا إسلام وأبو فرح وإحنا منرضاش أنة يتسجن ويتبهدل وهو في السن دة.
تحدث إسلام بهدوء...
= أنا فاهم ياعزة ومتقلقيش يونس قبل ما يسافر إتكلم مع السفير بتاعهم وطلب منة يخرج أبوكم من الحبس وصابر ومندوب السفارة هما إللى هيتسجنوا.
تحدثت والدة فرح بحزن...
= ربنا ينتقم منهم زي ما كانوا عايزين يإذوا بنتي.
همست عزة من قلبها...
= يارب.
تحدث إسلام إلى خالتة وعزة بهدوء...
= علي فكرة ياخالتي يونس بعتلك فلوس وفي شقة إشتراها بإسم فرح في مكان كويس وطلب مني ننقل فيها أنا وأنتى ونعيش فيها.
تحدثت خالتة بإعتراض...
= أنا مش عايزة حاجة يا إسلام ومرتاحة في بيتي هنا.
رد إسلام...
= خلاص كلمية هو وبنتك وقوليلهم الكلام دة أنا مليش دعوة.
تحدثت عزة بحماس...
= يا أمى يونس بيحبك وهو أكيد عارف إن فرح هي إللى كانت بتصرف علي البيت هنا وبعدين حد يكرة أنة يسيب المنطقة والشقة القديمة دي ويعيش في شقة جديدة؟!!
تحدث إسلام إلى عزة...
= وأنتى كمان ياعزة يونس باعت لكي فلوس معايا وطلب مني أساعدك تفتحي مشروع على قدك هنا بس متعرفيش جوزك المعـفن دة وفهمية إن المشروع بتاع فرح وأنتى إللى مسئولة عنة بس.
تحدثت والدة فرح بحزن...
= لية كل دة يا إسلام؟؟ كدة كتير أوى يابني هو كدة هيفكر إننا طمعانين فية.
تحدث إسلام بإعتراض...
= يونس بيحبكم بجد ياخالتي ومن يوم ما إتجوز فرح وهو حاسس بالمسؤولية تجاهكم.
دعت والدة فرح ليونس بكل الخير وأبتسمت عزة وهي تفكر أنها ستصبح صاحبة مشروع ولن تسمح لعماد زوجها أن يتحكم بها بعد الأن.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
عودة إلى فرنسا...
في المساء عاد يونس من عملة وعلم أن فرح لم تخرج من غرفتها منذ الصباح فصعد إلى غرفتها وطرق علي الباب بهدوء وبعد لحظات فتحت لة ووقفت أمامة بضعف فنظر إليها بقلق وقال بلهفة...
= فرح أنتى كويسة؟؟
نظرت إلية بضعف وأغلقت عينيها وفقدت الوعي فحملها سريعا قبل أن يسقط جسدها على الأرض وأخذها إلى الفراش وهو يشعر بالقلق الشديد عليها فجلس بجوارها وحاول إفاقتها وبعد دقائق قليلة فتحت عينيها بضعف فتحدث إليها بلوم...
= أنتى مكلتيش بقالك قد إية يافرح؟؟
تحدثت بتعب...
= مش عايزة أكل أنا عايزة أرجع مصر.
زفر بغضب وتحدث إليها بجمود...
= يعني لو قولتلك إنى هرجعك مصر هتاكلي؟؟
هزت رأسها بالإيجاب فتحدث إليها بهدوء...
= حاضر يافرح هترجعي مصر بس ممكن تنتظري الفترة دي لأن في مشاكل كتير حصلت في شغلي وحياتي الخاصة ومحتاج وقت أصلح كل دة.
تحدثت بتعب...
= وأنا إية علاقتي بمشاكل شغلك وحياتك؟؟ أنا هرجع بلدي ومفيش حد هيحس بيا زي ما أنا جيت هنا ومفيش حد حس بيا.
ضحك بسخرية قائلاً...
= مين قالك إن مفيش حد حس بيكي لما جيتي؟؟
أخذ هاتفة وفتحة علي خبر يتصدر جميع المواقع بفرنسا وأسفل الخبر صورة لة وبجوارة فرح بثوب الزفاف وعنوان الخبر مكتوب باللغة الفرنسية فنظرت إلى الكلمات أعلى الصورة وتحدثت إلية بفضول...
= هم كاتبين إية؟؟
تحدث بهدوء...
= كاتبين لحظة وصول وزير الثقافة وزوجتة المصرية إلى فرنسا.
خجلت فرح وتحدثت بتوتر...
= يعني إية الكلام دة؟!!
رد يونس بتأكيد...
= يعني الفتره الجاية لازم تظهري معايا في كل المناسبات ومينفعش تختفي أبدا.
تحدثت بإعتراض...
= بس أنا مش عايزة أكون معاك.
رد ببرود...
= وأنا مش هغصبك بس زي ما أنا أنقذتك في مصر مرتين أنا عايزك تقفي جانبي هنا ولفترة مؤقتة وأول ما الظروف تتحسن هرجعك مصر في هدوء.
فكرت قليلا بصمت ثم تحدثت بالإيجاب...
= ماشي بس ياريت الفترة دي مطولش.
نظر إليها بعمق قائلاً لها...
= إطمني.
خجلت من نظراتة إليها فوقف وتحدث بهدوء...
= هقولهم يبعتولك الأكل هنا.
أبتعد عنها خطوتين ثم تحدث بهدوء...
= تحبي تاكلي إية؟؟
ردت بوجة عابس...
= أي حاجة مش حرام.
كتم ضحكتة وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفة فجلست تنظر أمامها بحزن شديد نعم هي تحبة لكن كرمتها تمنعها من الإعتراف بعد أن إكتشفت أن هناك إمرأة أخرى بحياتة ولا يمكنة الإستغناء عنها حتي بعد زواجة منها.
خرج يونس من غرفة فرح وإتجة إلى الأسفل حيث المطبخ وطلب من الخدم إعداد طعام خفيف لها، وصلت إيلين المنزل وتفاجأت بيونس وهو يخرج من المطبخ فإقتربت منة تتحدث إلية بدلال...
= ماذا تفعل حبيبي؟؟ ألم تتناول طعامك حتى الأن؟؟
تحدث إليها بجمود...
= لا أريد تناول الطعام إيلين.
أقتربت منة وعانقتة بإشتياق قائلة...
= لدي خبر رائع سيسعدك كثيرا حبيبي.
نظر إليها بإستغراب فتحدثت بدلال وهي تعانقة...
= أنا حامل حبيبى.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.