بمصر بداخل السفارة الفرنسية...
وقف إسلام يطالب بمقابلة السفير شخصيا ووقفت فرح بجوارة تبكي دون توقف.
وافق السفير على مقابلتهما فدخلت فرح إلى غرفة مكتبة والدموع تنهمر على خديها وتحدثت إلية بلهفة...
= أنا زوجة يونس الوزير تبعكم وعرفت أنة عمل حادثة وعايزة أطمن علية لو سمحت.
نظر إليها السفير وأقترب منها إسلام محاولا تهدأتها فتحدثت فرح إلى السفير برجاء وهي تبكي...
= أرجوك طمني علية.
هز السفير رأسة بأسف قائلاً...
= للأسف مقدرش أطمن حضرتك لأن حالتة غير مستقرة ومفيش أخبار مؤكدة عن تحسن حالتة الصحية.
أرتفعت شهقاتها بالبكاء قائلة...
= خلاص أنا عايزة أسافر عندة وأبقى جانبة هناك.
نظر السفير إلى إسلام ثم هز رأسة برفض قائلاً لها...
= سفرك في الوقت الحالي هيكون خطر على حياتك لأن دي محاولة إغتيال من قبل مجموعة من الإرهابيين.
أرتفع صوت فرح قائلة له ببكاء...
= أنا ميهمنيش الكلام دة أنا عايزة أبقى جانب جوزى هو أكيد محتاجني جانبة دلوقتى.
نظر إسلام إلى إبنة خالتة بحزن وتحدث إلى السفير بإحترام...
= يعني حضرتك شايف إنها تقدر تسافر فرنسا أمتى وإزاى؟؟
تحدث السفير بهدوء...
= علي الأقل لما حالة الوزير تستقر.
وقفت فرح وتحدثت بصراخ...
= أنا هسافر النهاردة عند جوزى
تنهد السفير وتحدث إليها بهدوء...
= لو سمحتي إهدى إحنا بنعمل دة لمصلحتك.
صرخت بإنهيار...
= أنا عارفة مصلحتي كويس ولو مسافرتش النهاردة هطلع في الإعلام وأقول إنكم مانعنى أشوف جوزى.
نظر إليها إسلام بصدمة قائلاً...
= طب إهدى يافرح ميصحش كدة.
تحدثت فرح بإصرار...
= أنا لازم أكون جانب جوزي وأشوفة بعيني وأطمن علية يا إسلام ولو دة محصلش فعلا أنا مش هسكت وهطلع في الإعلام وأقول إنهم بيمنعوني أكون جانب جوزى.
نظر إسلام إلى السفير بتوتر، وقف السفير وأخذ هاتفة وإستأذن منهم كي يتحدث إلى أحد من أجهزة الدولة ويخبرة برغبة زوجة الوزير في العودة إلى فرنسا لتكون بجانب زوجها.
وقفت فرح تهز قدميها بعصبية والدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة، إنتهى السفير من إجراء المكالمة وأخبرها بالموافقة على السفر وطلب منها أن تتجة إلى المطار في المساء وأنة سيكون بإنتظارها في المطار ومعة أوراقها الخاصة بالسفر.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في المساء...
ذهبت فرح بصحبة إسلام إلى المطار ووجدت السفير في إنتظارها كما أخبرها وأصطحبها إلىالطائرة، أراد إسلام السفر معها لكنها أصرت علية بأن يبقى بجانب والدتها وشقيقتها.
أقلعت الطائرة المتجهة إلى فرنسا وفرح بداخلها، جلست بالطائرة تنسال دموعها دون توقف تتذكر تلك اللحظة التي كانت تجلس بها بداخل الطائرة بثوب الزفاف الأبيض ويونس يجلس بجوارها، تتذكر ملامحة التي تشتاق إليها كثيرا ضحكتة وصوتة المميز عينيه الساحرة وعنادها معة وتحديها لة، تتذكر لحظة إتمام زواجهما ولحظة طلبها الطلاق ورفضة الشديد، تتذكر كل شئ حدث بينهما والدموع تنهمر على خديها بغزارة، ساعات طويلة وهي بداخل الطائرة شاردة في حياتها معة منذ رؤيتها لة أول مرة بشقة إسلام إبن خالتها ومعالجتها لجرحة وإنقاذة لشرفها وحمايتها من ذاك البلطجي صابر، تتذكر يوم أن عاد إليها وأخذها بثوب الزفاف وإعلانة لخبر زواجهما للعالم بأكملة، تسأل الله بقلبها أن ينقذة ويحفظة من أجلها ومن أجل طفلة الذي تحملة بداخل رحمها.
بعد عدة ساعات من البكاء والشرود في حياتها معة وصلت الطائرة إلى الاراضي الفرنسية، ترجلت من الطائرة ولم تتوقف عينيها عن ذرف الدموع لحظة واحدة فوجدت سيارة خاصة في إستقبالها، أستقبلها السائق وأخذها متجها إلى المشفى.
بعد وقت توقفت السيارة أمام المشفى فنظرت من داخل السيارة تتحقق أين توقفت وفتحت باب السيارة سريعا وركضت إلى داخل المشفى سريعا وقفت أمام إحدى الممرضات تتحدث إليها باللغة العربية...
= لو سمحتي يونس فين؟؟ الوزير إللى إنصاب في حادثة؟؟
نظرت إليها الممرضة بعدم فهم وعجزت فرح عن الحديث باللغة الفرنسيو فنظرت حولها وهي تبكي وتتسائل بإنهيار أين هو؟؟ ظهر والد يونس من بعيد وأقترب منها وهي تبكي بإنهيار وتسألهم عن زوجها، توقف أمامها وتحدث باللغة العربية الفصحى الثقيلة علية في النطق...
= زوجك بغرفة العناية المشددة غائب عن الوعي.
تحدثت إلية بلهفة...
= لو سمحت عايزة أشوفة.
أشار لها بيدة بأن تذهب معة فذهبت بجانبة وهي تبكي، أخذها إلى غرفة العناية فركضت إتجاة النافذة الزجاجية التي تفصل بينهم وبينة ووقفت بصدمة تنظر إلى الأجهزة الطبية الكثيرة المتصلة بجسدة، أرتفع صوت شهقاتها بالبكاء وهي تنطق إسمة وتطرق علي الزجاج بقوة تطالبة بأن يرد عليها ويعود إليها،
إستغرب والد يونس من ردة فعلها بمقارنة بردة فعل إيلين التي إنسحبت وذهبت بهدوء بعد أن رأتة بتلك الحالة، إيلين لم تذرف دمعة واحدة من أجلة وهي من كانت توهم الجميع بأنها تعشقة ولا تريد غيرة لكن فرح زوجتة تلك الفتاة التي أصرت بأن تترك بلدها وتعود إلية لتكن بجوارة إنهيارها وبكائها يؤكد أنها كانت صادقة بحبها لة.
دخلت فرح في حالة من الونهيار وهي تطرق علي النافذة الزجاجية وتطالبة بأن يعود إليها فأقترب منها والدة محاولا تهدأتها ولكنها لم تتحمل أن تراة أمامها مثل الجثة الهامدة هكذا فسقط جسدها على الأرض فاقدة للوعي، صدح صوت والد يونس بالمشفى يطلب الطبيب من أجلها فركض إلية مجموعة من الممرضات وقاموا بمساعدتة في حملها ووضعها بغرفة حتى يأتي الطبيب اليها.
بعد أقل من ساعة...
خرج الطبيب من غرفة فرح بعد الفحص فإقترب منة والد يونس يتحدث إلية باللغة الفرنسية...
= ماذا حدث للفتاة؟؟
تحدث الطبيب بهدوء...
= الفتاة حامل في بداية شهرها الثاني وعليها الراحة قليلا لأنها تعاني من الضعف والإجهاد النفسي والجسدى.
أبتسم والد يونس بسعادة مرددا حديث الطبيب...
= حامل!!
هز الطبيب رأسة بتأكيد فشكرة والد يونس ودخل غرفة فرح كي يتحدث إليها.
كانت فرح نائمة فوق الفراش لكن عينيها مفتوحة تنظر إلى الأعلى والدموع تذرف من عينيها بصمت تكتم شهقات البكاء وهي تضع يديها فوق بطنها بحماية فإقترب منها والد يونس وتحدث إليها باللغة العربية الفصحى...
= أنا والد يونس، كنتي تعلمين بخبر حملك؟؟
هزت رأسها بالإيجاب والدموع تنسال من عينيها فتحدث إليها مرة أخرى...
= هذا الطفل لإبني؟؟
نظرت إلية بصدمة قائلة...
= يعني إية؟!!
تحدث بتوضيح...
= أقصد أن الطفل بداخل رحمك هو إبن يونس؟؟
تحدثت بحدة...
= أة طبعا دة إبنى وإبن يونس، أنت بتشكك في أخلاقي ولا إية؟؟ إبنك جوزي وأول وأخر راجل يلمسنى.
هز رأسه بالإيجاب قائلاً...
= أعلم أنكِ فتاة متدينة ولا تسمحين لرجل أخر بالإقتراب منكِ، أعذريني إبنتي أردت فقط الإطمئنان.
تحدثت إلية بقوة...
= إطمن حضرتك أنا عارفة ديني كويس وجوزى أول راجل لمسني وأخر راجل لمسنى وكلة بشرع ربنا وبالحلال.
هز رأسة بالإيجاب قائلاً...
= عليكِ الحفاظ علي هذا الجنين، أعلم أن إبنى يحبك كثيرا وسيكون سعيد بمعرفة أنة سيكون أب لطفل منكِ.
تحدثت فرح ببكاء...
= هو هيفوق أمتى؟؟
تحدث بحزن...
= لا أحد يعلم غير الله.
أغلقت عينيها هامسة بداخلها...
= ياااارب.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بعد يومين في مصر...
وقفت عزة بمحل الملابس تتحدث إلى فتاة تعمل معها وجلست والدتها علي المكتب بحزن، إنتهت عزة من الحديث مع الفتاة وأقتربت من والدتها تتحدث إليها بهدوء...
= لسة قلقانة علي فرح يا أمى؟؟
تحدثت والدتها بحزن...
= خايفة عليها أوى ومكونتش أقدر أمنعها إنها تروح لجوزها.
تحدثت عزة بهدوء...
= مش إسلام طمنا عليها وقالك إن السفير بتاع فرنسا دة بيقول إنها كويسة وقاعدة في المستشفي مع جوزها.
هزت والدتها رأسها بحزن.
دخل الصبي الذي يعمل لدى صابر المحل...
= مساء الجمال ياست عزة، إزيك ياخالتى أم عزة.
نظرت إلية عزة بغضب قائلة...
= عايز إية دة محل لبس حريمى؟؟
أقترب منها قائلاً بسماجة...
= في رسالة جاي أوصلها ياست الكل وماشي على طول.
تحدثت إلية عزة بملل...
= خير؟؟
تحدث الصبي...
= أصل أنا كنت إمبارح عند المعلم صابر في السجن بزوره.. ربنا يفك سجنة يارب والمعلم بعتلكم السلام وخصوصا الست فرح ربنا يصلح حالها.
تحدثت إلية عزة بغيظ...
= متشكرين ياخويا مش عايزين سلام لا منك ولا المعلم بتاعك وقولة يبعد عننا ويخلية في حالة.
تحدث الصبي...
= ياست الكل المعلم ندمان علي كل إللى عملة معاكم وخصوصا إللى عملة مع الست فرح وبيقولك أنة كان قصدة شريف وحتى إسألى عماد جوزك ماهو كان عارف كل حاجة وحتى يوم ما المعلم إتهجم علي الست فرح في الشقة هي لوحدها كان متفق مع عماد جوزك وعماد خد منة فلوس عشان يطلع يصالحك وياخدك أنتى والعيال والست أم عزة ويعزمكم برا عشان المعلم صابر يطلع لفرح ويستفرد بيها وهي لوحدها.
شهقت عزة بصدمة ووقفت والدتها تتحدث إلية بغضب...
= بقى كان عايز يغدر بينتي ويفضحها.
تحدث الصبي قبل أن يذهب...
= قولي الكلام دة لجوز بنتك ياحاجة هوو إللى خد فلوس من المعلم عشان يبعدكم ويفضيلة الشقة والمعلم يستفرد ببنتك.
تحدثت والدة فرح بغضب...
= بقى كان عايز يضيع بنتي وتقولي ندمان؟!! روح ربنا ينتقم منة ومن كل إللى كانوا عايزين يأذوا بنتي.
ذهب الصبي من المحل بعد أن تمت مهمتة فوقفت عزة تنظر أمامها بصدمة قائلة...
= معقول عماد توصل بية الوساخة أنة يعمل في أختى كدة!! يفضحنا ويضيع أختى قصاد الفلوس!!
بكت والدتها قائلة...
= منهم لله.. ربنا ينتقم منهم وأشوف فيهم يوم زى ما كانوا عايزين يضيعوا شرف بنتي ويحرقوا قلبي عليها.
تحدثت عزة بغضب...
= أنا مش هسكت المرة دى يا أمى، لو طلع كلام الواد دة حقيقي أنا مش هفضل على ذمة الكلـب دة لحظة واحدة.
نظرت إليها والدتها بصدمة وإدفعت عزة إلى الخارج ذاهبة إلى منزلها كي تواجة زوجها بما قالة صبى صابر فبكت والدتها قائلة...
= منهم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في شقة عزة بمنزل حماتها...
إندفعت عزة إلى داخل الشقة وإتجهت مباشرة إلى غرفة النوم، دفعت الباب بقوة وزوجها نائم ففزع عماد وإنتفض من فوق الفراش فإتربت منة وعينيها تشع شرار...
= أنت صحيح كنت متفق مع صابر وواخد منة فلوس عشان تاخدني أنا وأمى والعيال تخرجنا وتفضي الشقة عشان يستفرد بأختى؟؟
نظر إليها وهو يحاول فتح عينية بصعوبة فإقتربت منة تصرخ بغضب...
= رد عليا أنت عملت كدة؟؟
تحدث إليها بغضب...
= إية يابت أنتى صوتك عالي كدة لية؟؟ وبعدين لو أنا مكونتش عملت كدة كانت اختك هتتجوز الباشا الوزير وتبقوا في الأمله إللى أنتوا فيها دلوقتي دي؟؟
تحدثت عزة بصدمة...
= يعني أنت عملت كدة فعلا؟!
وقف من فوق الفراش قائلاً ببرود...
= أيوة عملت كدة والمفروض أنتى وأمك وأختك تشكروني لأن العز إللى أنتوا فية دة كلة أنا السبب فية، لو مكونتش عملت كدة مكانش الوزير دخل أنقذ أختك من صابر وهو إللى إدبس في الجواز من أختك.
وقفت تنظر إلية بصدمة قائلة...
= أنا إزاى كنت عامية ومش شايفة وساخـتك دي؟!!
تحدث ببرود...
= أصل مراية الحب عامية زي مابيقولوا.
صرخت بة بقوة...
= حب إية وزفت إية أنا مبقتش طايقة أشوفك، طلقني دلوقتي حالا ياعماد أنا مش هفضل على ذمتك لحظة واحدة.
جذبها من شعرها قائلاً لها بتحذير...
= لا ياروح أمك الطلاق دة كان ممكن وأنتوا كحيانين لكن مش لما الفلوس تجري في إيديكم تيجي تقوليلي طلاق.
تحدثت إلية بقوة...
= مش هتشوف مني تاني ولا جنية ياعماد، خسارة فيك كل جنية خدتة مني وكل لقمة كلتها من فلوس أختى وأمى.
ضربها بقسوة قائلاً لها...
= الكلام دة عند أمك هناك.. طلاق مش هطلق وأنتى هتعيشي زي ما أنا عايز وغصب عنك، وكل الفلوس إللى مجمده قلبك أنتى وأمك دي من حقى وأنا هاخدها.
حاولت عزة حماية وجهها وجسدها من قسوة ضربة لها فدفعتة بعيدا عنها وركضت إلى خارج الشقة وقفت حماتها علي الدرج تسألها ماذا حدث فنزعت عزة الحجاب من فوق رأس حماتها ووضعته فوق رأسها تخفي شعرها أسفلة وركضت مسرعة إلى الشارع وأشارت إلى توك توك وصعدت بة وأنطلق بها.
ركض عماد خلفها يريد الإلحاق بها فتحدثت إلية والدتة على الدرج...
= إيه إللى حصل؟؟ ضربتها لية ياموكوس؟؟
تحدث عماد بغضب...
= بت قليلة الأدب يا أمى والفلوس جمدت قلبها وبقت تشوف نفسها عليا.
تحدثت إلية والدتة...
= طب تعالى إحكيلي إية إللى حصل وأنا أروح أراضيها بكلمتين وأرجعها تانى.
دخل عماد مع والدتة وهو مطمئن بأن عزة لن تستطيع أن تفعل لة شئ كونها وحيدة هي ووالدتها وليس لديها أحد كي يأخذ لها حقها.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.