الحادى عشر

2.6K 134 0
                                    

نظرت إلية بقسوة قائلة...
= أيوة هقتلة.
ثم دفعتة هو وإسلام من أمامها وخرجت من الغرفة بخطوات سريعة غاضبة، إتجهت إلى المطبخ وأخذت  السكين وعادت مرة أخرى مندفعة بجنون إتجاة صابر تريد قتلة فجذبها يونس من ذراعها قبل أن تصل لة وقربها إلية فظرت لة بعينيها اللامعة بالدموع، تأمل عينيها بعمق هامسًا لها...
= رايحه فين؟؟
هربت دمعة من عينيها أمام عينية لأول مرة تشعر بهذا الضعف، أرادت أن تخفي وجهها بداخل حضنة كي تبكي وهي تحتمي بة، أرادت أن تفرغ كل ما بداخلها من حزن وإحساس بالظلم بداخل حضنة
شعر بها وكأن عينيها اللامعة تتحدث إلية، تطالبة بالثأر لها وأخذ حقها من ذاك الحقير الواقف بكل برود يتأملها بوقاحة بدون خجل، لم يحاسبة أحد حتى الأن على ما أراد فعلة بها، إلتفت الجميع إلى أمر زواجها ولم يجرؤ أحد على أن يحاسبة على جريمتة في حقها ومحاولتة الإعتداء عليها والتشهير بها.
حاولت جذب ذراعها من يد يونس بعنف قائلة لة بغضب...
= أنت ملكش دعوة بيا خالص أنت فاهم.
ضغط على ذراعها بقوة وقربها إلية أكثر، تخذ السكين من يدها بحرص شديد قائلاً لها باللغة المصرية...
= لا مش فاهم، ممكن حضرتك تفهميني.
خفق قلبها بشدة عند إقترابة منها ودفعتة بيدها في صدرة بقوة وغضب كي يبتعد عنها.
وقف الجميع يتابعهم بدهشة فإقتربت منها والدتها، وتتحدث إليها ببكاء...
= أنتى لية بتعملي كدة يابنتي؟؟ أنتى عايزة تموتيني من الحسرة عليكى؟؟
نظرت فرح انا بحزن وأقتربت منها تتحدث بضعف وبكاء...
= يا أمي أنا مظلومة ومش قادرة ماخدش حقي.
صوتها الباكي أدمىٰ قلبة، نظر إلى صابر بقسوة، عاد ببصرة إلى فرح قائلاً بوعد...
= حقك هيرجعلك يافرح صدقيني.
نظرت إلية بحزن وتلاقت عينهما لحظات قليلة من الصمت وفجأة تحولت نظرتها من الحزن إلى القوة قائلة لة...
= عايَّزني أصدقك بعد إية وأنت أول واحد خدعنا؟؟ هو مش أنت أخرس ومبتسمعش برضوا؟!!
خفض رأسة يلعن هذه الخدعة التي شارك بها دون إرادتة فنظرت إلى إبن خالتها وأضافت بسخرية...
= بس الغلط مش عليك، الغلط على إللي دخلك بيتنا وسابك تمثل علينا وتخدعنا.
نظر لها إسلام بخجل وخفض وجهة أرضًا.
فنظرت إلى جميع أهالي المنطقة المتواجدين بداخل شقتهم وتحدثت معهم بغضب...
= وأنتوا كمان، أنا عارفة إن كلكم عارفين ومتأكدين إن صابر كداب وعارفين إن هو إللي حاول يعتدي عليا بس متقدروش تعترفوا بدة لأنكم لو أعترفتوا بدة يبقى المفروض ومن حقي عليكم تجيبولي حقي منة.
ثم أضافت بسخرية...
= بس طبعًا محدش فيكم هيقدر يقف قدام صابر يبقى الأسهل تيجوا عليا أنا وتغمضوا عنيكم وتسدوا ودانكم وتصدقوا صابر وكدبة وعشان ترضوا ضميركم تقولوا تتجوز ونستر عليها.
ثم نظرت إلى يونس بتحدي قائلة لة...
= وحضرتك طبعًا عايز تعمل نفسك الراجل الشهم الجدع إللى هيضحي ويتجوز البنت الغلبانة المكسورة.
نظر إليها يونس بصدمة لتضيف بقوة وهي تنظر إليهم جميعًا...
= بس أنا بقى عايزاكم كُلكم تعرفوا إن أنا مش غلبانة ولا ضعيفة ولا عيني مكسورة، أنا الحمد لله طول عمري شريفة ومحافظة على نفسي ومش واحد حقير زيّ برقوقة دة هو إللي هيشوة شرفي، ولا واحد شهم زي الأستاذ إللى عايز يضحي ويتجوزني دة هو إللى هيستر عليا ويحافظ على شرفي.
نظر إليها الجميع بصدمة، لا يصدقون جرأتها وقوتها في الدفاع عن نفسها فخفضوا وجوههم بخجل بعد مواجهتها لهم بضعفهم وخوفهم من صابر.
نظرت إتجاة والدتها وعندما رأتها تجلس جانبًا تبكي بحزن على ماحدث مع ابنتها، شردت لعدة لحظات تفكر في والدتها، تعلم جيدًا سبب حزنها وتعلم ما تفكر بة الأن فعادت ببصرها إلى يونس ولم يتوقف عقلها عن التفكير بوالدتها، تعلم جيدًا أن حزن والدتها سوف يتبدل إلى السعادة إذا وافقت على الزواج من يونس، تعلم جيدًا أن هذا الزواج لن يدوم كثيرًا، وتعلم ايضًا أن موافقتها تعد قرار خاطئ من المؤكد أنها سوف تندم علية لاحقًا لكنها تعلم أيضًا أن بهذا الزواج سوف تغلق هذه الصفحة نهائيًا ولن يفكر بها أحدًا مرة أخرى وسوف يبعد عنها صابر وغيرة، فكرت بمكر أن توافق على هذا الزواج أمام الجميع كي يعلم الجميع أنها أصبحت متزوجة الأن وبعد ذهاب الجميع يطلقها يونس سرًا دون علم أحد فتحدثت بعد تفكير دام للحظات...
= أنا موافقة أرضيكم كلكم، أنا موافقه أتجوزة.
تعالت الأصوات بتهليل بعد إعلانها موافقتها على الزواج أمامهم، عقد يونس مابين حاجبية بدهشة من موافقتها المفاجأة بعد كل ما قالتة لة
رفعت والدة فرح رأسها تنظر إلى إبنتها بإبتسامة بعد أن أعلنت موافقتها أمام الجميع.
وأقترب إسلام من فرح يتحدث معها بتأكيد...
= أنتى موافقة فعلاً يافرح؟؟
تحدثت وهي تنظر إلى يونس بتحدي...
= أيوة يا إسلام موافقة.
آندهش يونس من قوتها ونظرات التحدي لة التي تملئ عينيها فنظر إلى إسلام، تحدث إلى الشيخ وطلب منة أن يعقد القران.
فتحدث الشيخ فرحات إلى عماد وصابر برقوقة وطلب منهم البطاقات الشخصية كي يكونوا شهود علي عقد الزواج فنظرت فرح إلى وتحدثت معة برفض...
= بعد إذنك ياسيدنا الشيخ برقوقة دة مينفعش يكون شاهد على عقد جوازي لأنة لا راجل ولا عندة زمة ولا ضمير.
إرتفعت الأصوات بالتهليل فهب صابر برقوقة من مكانة بعنف ينظر إليها بغضب، يقترب منها يريد التعدي عليها بالضرب فجذبها يونس خلف ظهرة بحماية ووقف هو أمامة يتصدى لة قائلاً باللغة المصرية...
= لو فكرت بس تقرب منها أنا مش هتردد لحظة واحدة فى إني أقتلك.
أرتعد جسد صابر بخوف بعد حديث يونس القوي وتذكر ضربة المبرح لة فوضع يدية على وجهة يتحسس لكماتة القوية وتراجع إلى الخلف بهدوء.
شعر يونس بتشبث يد فرح بقميصة من الظهر وهي تحتمي بة فإلتفت ينظر اليها ويطمنها بعينية، لكنة لا يعلم أن نظرات عينية تربكها كثيرًا.
توترت فرح كثيرًا من نظراتة لها وحاولت الإبتعاد عنة بهدوء.
أقترب منها إسلام وهو يتحدث إلى عزة وطلب منها أخذ فرح مرة أخرى إلى الغرفة حتي ينتهون من عقد القران فدخلت فرح الغرفة مع شقيقتها، لا تصدق أنها  ستصبح زوجتة بعد قليل.
بالخارج...
جلس يونس بجوار الشيخ فرحات وجلس على الجانب الأخر إسلام ووضع يونس يدية بيد إسلام، تمم الشيخ فرحات زواج فرح من يونس بعد أن  إستمع إلى موافقتها بنفسة وعندما طلب توقيع الشهود رفض يونس أن يكون صابر شاهد علي زواجة وطلب من مندوب السفارة أن يكون هو الشاهد الثاني بعد عماد زوج عزة شقيقة فرح.
بعد دقائق قليلة إنتهى الشيخ فرحات من عقد القران بالكامل وبارك للعريس وإرتفعت أصوات الزغاريد.

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن