الثانى

3.4K 137 0
                                    

نظر الصحفي إلى بطاقة الهوية مرة أخرى وهو يقرأ إسم الشاب ثم أضاف بدهشة...
= بس إسمك مش غريب شوية أنة يبقى في فرنسا؟!
ثم نطق الإسم بإعجاب...
= يونس.. إسمك حلو أوي على فكرة.
أبتسم الشاب قائلاً...
= جدتي إللى إختارت إسم يونس لأن عائلتي من أصل عربي.
أبتسم الصحفي بهدوء ومد يدة لة قائلاً...
= إتشرفت بمعرفتك يا أستاذ يونس وأنا إسمي إسلام.
قام يونس بمصافحة إسلام ثم بدأ بالبحث عن هاتفة حولهم وهو يتحدث مع إسلام...
= أنا مش لاقي تليفوني!!
تحدث إسلام ببساطة...
= هتلاقية وقع منك وسط الزحمة.
حرك يونس رأسة بالإيجاب ، ثم نظر حولة بدهشة عندما دخلت بهم سيارة الأجرة إلى مكان غريب أول  مرة يرى مثل هذه الأماكن فتحدث بدهشة...
= إحنا فين؟؟
تحدث إسلام بفخر...
= إحنا هنا في منطقتي.
نظر إلية يونس بدهشة ليضيف إسلام بتأكيد...
= هاخدك عندي وأجبلك أحسن دكتورة عندنا في المنطقة تعالجلك جرحك وتبات الليلة دي عندي في شقتي وبكرة تطلع على سفارتك وترجع بلدك بالسلامة.
نظر إلية يونس بدهشة قائلاً...
= من الأفضل إنى أروح مستشفى أتعالج هناك.
تحدث إسلام بثقة وفخر...
= مستشفى مين ياعم والدكتورة فرح موجودة في المنطقة؟؟ دي واخدة معهد تمريض سنتين وأحسن دكتورة في مستشفى القصر العيني.
نظر إلية يونس بدهشة قائلاً...
= دكتورة ومتخرجة من معهد تمريض سنتين يعني إية؟!!
توقفت سيارة الأجرة بهم عندما أخبر إسلام السائق أن يتوقف بهم هنا ثم تحدث بثقة..
= إحنا عندنا هنا أي حد بيشتغل في مستشفى يبقى دكتور.
شعر يونس بالقلق وتحدث بهدوء...
= من الأفضل أروح مستشفى قريبة من هنا.
خرج اسلام بعض المال وأعطاة إلى السائق وهو يتحدث بتأكيد...
=  ياعم متخافش على ضمانتي.
ثم تأملة للحظات قائلاً...
-= بقولك إية، أنت مش هينفع تتكلم مع حد هنا خالص، لأن بصراحة شكلك أجنبي ولو إتكلمت بطريقتك دي مع أي حد هنا هيعرفوا إنك مش مصري والمنطقة هنا كلها مُخبرين ولو حد عرف إن أنت  وزير، الدنيا هتتقلب علينا وأنا ممكن أروح في داهية ومش بعيد يلبسوني قضية ويقولوا إن أنا تبع الإرهابيين إللى فجروا المؤتمر
نظر إلية يونس بدهشة ليضيف إسلام بهمس إلى نفسه قائلاً...
= وطبعًا أهل المنطقة هنا أول ما يشوفوك هينزلوا فيك أسئلة وإسمك وعنوانك وأنت منين ورايح فين؟؟
ثم نظر إلى يونس مرة أخرى بعد تفكير قائلاً...
= بقولك إية أنت تعمل نفسك أخرس ومبتسمعش.
نظر إلية يونس بدهشة ليضيف إسلام بتأكيد...
= إسمع بس مني، الناس هنا أول ما يشوفوك هينزلوا فيك أسئلة عشان يعرفوا تاريخ حياتك، فالأحسن دلوقتي تعمل نفسك أخرس ومبتسمعش وسبني أنا  مني ليهم.
حرك يونس رأسة بالإيجاب وهو لا يهتم بأي صورة يظهر أمامهم فهو يعلم أنة سوف يقضي الليل فقط في هذا المكان الغريب علية حتى يأتي الصباح ويذهب إلى سفارتة ومنها يعود إلى بلدة.
ترجل إسلام من سيارة الأجرة وهو يشير لـ يونس أن  يترجل هو الآخر
ترجل يونس من سيارة الأجرة وهو يضع قدمية فوق الأرض التُرابية وينظر حولة بدهشة من المكان حولة وكأنة هنا أصبح بعالم أخر
الشوارع الضيقة، الأصوات العالية، الأطفال وهم يلعبون كرة القدم بالشارع بدون حذاء، الرجال يجلسون خارج المقهى يتابعون مبارة كرة القدم عبر التلفاز وهم يتناولون المشروبات الدخانية ويتحدثون إلى اللاعبين بصراخ وعنف وكأنهم بداخل الإستاد  واللاعبين يستمعون إلي توجهاتهم، السيدات يقفن بالأعلى يتحدثن إلى بعضهن من داخل الشرفة وإمرأة تضع الغسيل فوق الأحبال المعلقة بالشرفة ثم قامت بسكب ماء الغسيل أمامة وهو يقف ينظر إلى كل هذا بدهشة
تراجع بجسدة سريعًا إلى الخلف قبل أن تسكب السيدة الماء فوقة فإقترب منة إسلام وتحدث بفخر وهو يقف بجانبة...
= إية رأيك في منطقتي؟؟
نظر إلية يونس بشمئزاز وحرك رأسة بعدم رد فنظر إلية إسلام بإبتسامة قائلاً...
= تعالى بقى أفرجك على شقتي، ومتقلقش أنا عايش لوحدي بعد موت أبويا وأمي الله يرحمهم، يعني هتبقى في الشقة براحتك.
ذهب يونس معة وهو يستند على كتف إسلام وينظر إلى كل شئ يحدث حولة بدهشة ويصبر نفسة أنة سيبقى هنا لليلة واحدة فقط.
وقف أحد الأشخاص أمامهم يقطع عليهم الطريق وهو يترنح في وقفتة وينظر إلى يونس بفضول ثم نظر إلى إسلام قائلاً...
= مش تعرفنا بالباشا إللى معاك يا إسلام؟؟
نظر إلية إسلام بإرتباك ثم نظر إلى يونس وتحدث بتوتر...
= دة دا واحد صاحبي وفي شوية عيال طلعوا علينا وهو بيوصلني بعربيتة لهنا وسرقوا منة العربية وبهدلونا زي ما أنت شايف كدة يامعلم صابر.
وقف صابر بلطجي المنطقة يترنح في وقفتة وهو يتأملهم بغموض، ثم نظر إلى يونس من الأعلى إلى  الأسفل قائلاً...
= صحيح باين علية إبن ناس.
ثم أضاف بفضول...
= أنتوا تعرفوا مين العيال إللى طلعوا عليكم دول؟؟
تحدث إسلام سريعًا...
- لا يامعلم منعرفهمش.
نظر إلية صابر بدهشة قائلاً...
= هو أنت إللى عمال ترد عليا لية ياض يا إسلام؟؟ ماتسيب الباشا يتكلم كدة وياخد راحتة معانا في الكلام.
نظر إلية يونس بدهشة ولم يفهم بعض كلماتى ثم تحدث إسلام بإرتباك...
= أصلة مبيتكلمش ولا بيسمع يامعلم.
تأملهم صابر بدهشة ثم تحرك إسلام من أمامة وهو يأخذ يد يونس وإتجة بة سريعًا إلى العقار الذي يسكن بة بينما وقف المعلم صابر يتابع دخولهم العقار بدهشة ثم عاد إلى ورشتة مرة أخرى
صعد إسلام الدرج وهو يسند يونس معة حتى وصلوا للدور الثاني من العقار وقام بفتح شقتة ورحب بيونس وهم يدخلون معًا
نظر يونس إلى الشقة بصدمة وإسلام يسندة حتى جلس على أريكة عالية موضوعة بوسط الشقة
وقف إسلام يأخذ أنفاسةثم تحدث بحرج وهو يأخذ ملابسة المتناثرة في كل مكان بالشقة قائلاً...
= معلش الشقة مش قد المقام، شقة عازب بقى.
نظر يونس إلى الحيطان المشققة وإلى دهان الشقة المتساقط وإلى محتويات الشقة المتهالكة قائلاً بدهشة...
= الشقة شكلها قديمة جدًا!!
تحدث إسلام وهو يلقي بملابسة فوق الفراش بداخل غرفتة...
= أصلها إيجار قديم، أبويا وأمي الله يرحمهم كانوا متجوزين فيها وأنا عايش فيها لوحدي من بعد وفاتهم.
ثم أضاف وهو يتجة إلى خارج الشقة...
= هروح أنادي الدكتورة فرح بنت خالتي تشوفلك الجرح، هي في الشقه إللى قصادي دي.
ثم خرج من شقتة وذهب إلى الشقة المقابلة لة وطرق على الباب بقوة فتابعة يونس من داخل الشقة وهو يجلس فوق الأريكة الموضوعة بمنتصف الشقة.
إرتفع صوت إسلام وهو يطرق على الباب بقوة قائلاً...
= يادكتورة فرح، ياست الدكتورة.
فتحت لة الباب فتاة في بداية العشرينات من عمرها وهي تضع الحجاب فوق رأسها ويظهر على وجهها أثر بكاء شديد وترفع أكمام عبايتها المنزلية وتمسك السكين بيد وبصلة باليد الأخرى وتحدثت معة وهي تحاول فتح عينيها بصعوبة ولا تستطيع من كثرة الدموع التي تسيل من عينيها بسبب رائحة البصل القوية.
= عايز إية يا إسلام دلوقتي مش فضيالك؟؟
تحدث إسلام وعينية بدأت في الإحمرار هو الآخر من قوة رائحة البصل.
= في واحد صحبي عندة جرح في رجلة وكنا عايزين نعالجة.
فتحت عينيها بصعوبة قائلة...
= بس أنا مش فاضية دلوقتي يا إسلام أنا لسة راجعة من المستشفى وبحضر الأكل زي ما أنت  شايف وعايزة أخلص بسرعة أمي مكلتش لقمة من الصبح.
تحدث إسلام برجاء...
= معلش يافرح دة صاحبي والدنيا ليل هروح بية فين دلوقتي؟؟
زفرت بضيق ثم تحدثت بقلة حيلة...
= حاضر يا إسلام هدخل أعلق على العدس وأجي أشوف جرح صاحبك دة
تحدث إسلام بجوع...
= الله هنتعشى عدس النهاردة!!
تحدثت فرح بغيظ...
= يارب صبرني.
ثم إتجهت إلى داخل الشقة ودخل إسلام خلفها يتحدث إلى خالتة الجالسة فوق الأريكة الموضوعة بمنتصف شقتهم تشاهد أحد المسلسلات التركية بتركيز شديد...
= عجبك إللى بنتك بتعملة فيا دة ياخالتي؟؟
تحدثت خالتة وهي تشاهد التلفاز بتركيز...
= أعذرها أصل الزفت إللى إسمة صابر دة بيغلس عليها في الرايحة والجاية وكانت لسة مسحة بكرامتة الحارة من شوية.
تحدث إسلام بقلة حيلة...
= والله ياخالتي إحنا كلنا زهقنا من صابر الزفت دة بس هنعمل إية دة البلطجي بتاع الحارة وإحنا مش ناقصين مشاكل.
خرجت فرح وهي تنزل أكمام عبايتها على يدها وتغطيها بالكامل وتحدثت معة قائلة بغضب وقوة...
= بلطجي على نفسة، طب والله لو ما أحترم نفسة معايا لأكون ماسحة أنا بكرامتة الأرض في الرايحة والجاية.
ثم أخذت كيس صغير بة بعض أدوات التعقيم واللاصق الطبي وبعض المراهم مضاد الحيوي، وتحدثت إلى والدتها...
= قومي يما معايا ندخل شقة إسلام أشوف جرح صاحبة دة.
تحدثت والدتها وهي تشاهد التلفاز بتركيز...
= ماتروحي لوحدك يافرح، هو إسلام يعني غريب!! دة إبن خالتك.
تحدثت فرح بغيظ...
= هدخل شقة لوحدي مع أتنين رجالة وتقوليلي إبن  خالتك!!
وقفت والدتها تستند على يد إسلام وهي تتحدث معها...
= طب تعالي هدخل معاكي بس خلصي بسرعة عايزة أشوف الحلقة قبل ماتخلص عشان المسلسل الهندي هيجي بعد دة.
تحدثت فرح بغيظ وهي تذهب خلف والدتها وإسلام...
= والله مش عارفة أخرتها معاكي ومع المسلسلات الهندية والتركية دي إية!!
دخلت والدة فرح مع إسلام شقتة وتفاجأت بشاب جميل الملامح مثل أبطال المسلسلات التي تتابعها فإبتسمت وهي تتحدث بسعادة...
= بسم الله ماشاء الله!! إية الواد القمر دة ياواد يا إسلام!! دة شبة الممثلين إللى أنا بتفرج عليهم.
ثم تحدثت إلى فرح...
= صح يافرح شبة البطل إللى كان في المسلسل إمبارح أبو عنين ملونة دة؟؟
نظر إليهم يونس بدهشة ثم همس بداخلة...
= إية المجانين دول!!
نظرت إلية فرح بدهشة وتقابلت عينيها بعينية الساحرة ثم خفضت وجهها سريعًا بحرج وتحدثت بعدم إهتمام...
= أنهي مسلسل فيهم؟؟
جلست والدتها بجوار يونس وتحدثت وهي تتأملة عن قرب بسعادة...
= يابت المسلسل إللى البطل فية كان أمور أوي، البطل إللى كان عاجبك دة.
أحمر وجة فرح بشدة وتحدثت مع والدتها بغيظ...
= إية يا أمي إللى إنتي بتقولية دة؟؟ فضحتينا قدام الراجل.
تأملت والدتها يونس بإعجاب شديد وسعادة وكأنها تجلس بجوار أحد أبطال مسلسلاتها المفضلة حقًا ثم تحدثت بدهشة...
= سبحان الله، هو والله شبهوا بالظبط.
زفرت فرح بغيظ من والدتها ومن تعلقها الشديد بأبطال المسلسلات ثم وضعت الكيس من يدها وإقتربت من يونس حتى ترى جرحة وتعالجة وهي تتحدث إلية...
= معلش أصل أمي متعلقة شوية بأبطال المسلسلات.
ثم أضافت وهي تنحني بجسدها ترى جرحة...
= إية دة!! الجرح دة بمطوة!!

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن