أبتسم المندوب بمكر قائلاً...
= إزار دي بتاعتي أنا، المهم دلوقتي نعمل المستحيل عشان الوزير يرجع فرنسا في أسرع وقت ويرجع لوحدة وبعد ما نطمن أنة وصل فرنسا بالسلامة أنا هتصرف مع البنت دي وعيلتها.
حرك السفير رأسة بالإيجاب قائلاً...
= تمام، بس أنا لازم أتواصل مع الرئاسة الأول وأخبرهم كل ماحدث مع الوزير.
وقف المندوب وأغلق زر بدلتة قائلاً بتأكيد...
= وأنا جاهز أنفذ أوامر حضرتك في أى وقت.
حرك السفير رأسة بالإيجاب وأخذ الهاتف كي يتحدث إلى الرئاسة الفرنسية ويخبرهم بزواج الوزير من فتاة تسكن بحارة شعبية ويخبرهم أيضاً بمشاجرتة مع أحد المجرمين من أجل هذه الفتاة، ويأكد علي ضرورة عودتة إلى فرنسا.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
في الحارة...
بداخل شقة إسلام.
جلس يونس معة فتحدث إسلام بمرح...
= والله أنا إتعودت على وجودك معايا في الشقة، مش عارف لما ترجع بلدك أنا هعمل إية؟؟
أبتسم يونس بمرح وشرد قليلاً في حديث إسلام، ماذا يفعل حقًا إذا جاء وقت عودتة إلى بلدة؟؟ هل يترك فرح أم يأخذها معة؟؟
نظر إلية إسلام قائلاً بفضول...
= إية روحت فيين؟؟
حرك يونس رأسة قائلاً بإبتسامة هادئة...
= بفكر هعمل إية مع فرح قبل ما أسافر.
تحدث إسلام بفضول...
= أنا بصراحة كان نفسي أسألك السؤال دة، عندي فضول أعرف هتعمل إية مع فرح؟؟ يعني هتكمل في الجواز منها ولا هتعمل إية؟؟
زفر يونس بحيرة قائلاً...
= كل أفكارى متلخبطة حالياً إسلام ومش عارف أنا هعمل إية.
حرك إسلام رأسة بتفهم، إستمعوا إلى صوت جرس باب الشقة فوقف إسلام وإتجة إلى الباب وفتحة
وقفت خالتة تتحدث معة بإبتسامة قائلة...
= إزيك ياواد يا إسلام، مش باين لية أنت ويونس من الصبح وسايبني قاعدة لوحدي أكلم نفسي؟؟
تحدث إسلام بإبتسامة...
= إحنا لسة صاحين من شوية ياخالتي وكنا بنشرب قهوة، تعالي أدخلي يونس صاحي أهو.
ثم أضاف بفضول...
= أومال فرح فيين؟؟
دخلت خالتة وهي تبتسم لـ يونس وترد على سؤال إسلام...
= فرح راحت شغلها من بدري.
ثم أضافت بإبتسامة وهي تنظر ليونس...
= صباح الخير ياجوز بنتي.
أبتسم يونس قائلاً...
= صباح الخير.
ثم أضاف بفضول...
= هي فرح بترجع أمتى من شغلها؟؟
جلست والدة فرح بجوارة قائلة...
= هي راحت تعمل أجازة وجاية على طول مش هتتأخر النهاردة متقلقش.
لحظات قليلة وأستمعوا إلى أصوات مرتفعة بالأسفل
أقترب إسلام من الشرفة المطلة على الشارع فتفاجئ بالكثير من سيارات الشرطة، ترجل من السيارات الكثير من رجال الشرطة يحملون أسلحتهم ويقفون صفًا أمام العقار الذي يسكن بة إسلام، أقتربت سيارتين من العقار، ترجل من السيارة الأولى السفير الفرنسي ومعة مندوب السفارة وترجل من السيارة الأخرى مدير أمن القاهرة ومعة مندوب من الرئاسة المصرية.
أرتعد قلب إسلام برعب عندما رأهم يتجهون إلى العقار فإلتفت سريعًا إلى يونس قائلاً...
= الحكومه تحت في الشارع والسفير الفرنسي طالع هنا ومعاة مدير الأمن.
نظرت اليهم والدة فرح بقلق قائلة...
= حكومة ومدير الأمن لية؟!! عملتوا إية ياولاد؟؟
ربت يونس على يدها محاولاً تهدئتها قائلاً...
= متقلقيش مفيش حاجة.
أستمعوا إلى صوت جرس الباب، توتر إسلام أكثر وهو يقف مكانة، وقف يونس وأقترب من باب الشقة فتح لهم الباب ورحب بهم، دعاهم للدخول إلى شقة إسلام، وقف السفير بصدمة يتطلع إلى الشقة القديمة بمحتواياتها المتهالكة وعاد ببصرة إلى يونس ثم إلى مندوب السفارة، حرك مندوب السفارة رأسة بتأكيد أن هذا المكان الذي يعيش بة الوزير كما وصف لة.
دخل السفير وهو ينظر إلى الشقة بشمئزاز ودخل خلفه مدير الأمن ومندوب الرئاسة المصرية، ركض إسلام إلى مائدة الطعام الصغيرة وأخذ المقاعد ووضعها ليجلس عليها السفير ومدير الأمن ومندوبي الرئاسة والسفارة.
جلسوا فوق المقاعد أمام الأريكة التي تجلس عليها والدة فرح، نظرت إليهم والدة فرح بدهشة وأقتربت من يونس همست إلية بصوت منخفض...
= هما مين دول!! بتوع البلدية؟؟
حرك يونس رأسة بعدم فهم، أقترب إسلام وتحدث بإرتباك مرحبًا بالضيوف...
= أهلا وسهلا تحبوا تشربوا إية؟؟
نظر السفير حولة بإشمئزاز ثم تحدث إلى يونس باللغة الفرنسية...
= لا أصدق إنك تعيش بمثل هذا المكان.
تحدث يونس باللغة الفرنسية...
= لا تحكم على شكل المكان، هذا المكان كان لي الأمان والحماية.
نظر السفير إلى والدة فرح الجالسة بجوار يونس تتابع حديثهم بإعجاب شديد، تحدث السفير مرة أخرى باللغة الفرنسية...
= تواصلت مع الرئاسة الفرنسية وتم تجهيز طائرة خاصة تحت حراسة مشددة من الحكومة المصرية.
نظر إلية يونس بدهشة قائلاً...
= ماذا تقصد؟؟
تحدث السفير...
= حياتك أصبحت في خطر، وعليك العودة إلى فرنسا اليوم وتم تجهيز كل شئ وجئنا لإصطحابك.
نظر يونس إلى والدة فرح فوجدها تبتسم لة يعلم أنها لا تعلم ماذا يحدث ولا تفهم مايقولوة باللغة الفرنسية، شرد قليلاً يفكر ماذا يفعل الأن...
تحدث مدير الأمن باللغة العربية...
= كل شئ جاهز يامعالي الوزير متقلقش، هتخرج من الحارة وتوصل للطيارة بأمان وتحت حراسة مشددة.
نظرت والدة فرح حولها تبحث عن الوزير وإقتربت من يونس وهمست إلية مرة أخرى قائلة لة...
= هو مين معالي الوزير إللى الراجل دة بيكلمة؟؟
نظر إليها يونس بحزن، لا يعلم لماذا يشعر بقبضة بقلبة لا يريد الذهاب من هنا، وكأن هذا المكان الذي ولد بة وعاش بة طفولتة وأجمل سنين حياتة لماذا تعلق بهذا المكان إلى هذا الحد؟؟ لماذا لا يستطيع تركهم؟؟ لماذا لا يريد العودة إلى حياتة السابقة؟؟
وقف السفير ومعة مدير الأمن ومندوبي السفارة والرئاسة، تحدث مدير الأمن بإحترام...
= إتفضل حضرتك السيارة جاهزة تحت.
نظر إلية يونس ومازال عقلة يعمل، يفكر في كل شئ، يقارن بين حياتة في فرنسا وحياتة هنا، يعلم أن حياتة بفرنسا الأفضل في كل شئ، لكن هناك شئ يفتقدة بفرنسا ووجدة هنا، وقف وهو ينظر إلى والدة فرح وتحدث إليها بإبتسامة حزينة...
= كنت بتمنى أعيش معاكم أكتر من كدة.
نظرت إلية بعدم فهم، أقترب يونس من إسلام وتحدث إلية بحزن...
= إسلام، أنت أفضل صديق أنا قابلتة في حياتي.
لمعت الدموع بعين إسلام وتحدث بحزن...
= مش عارف هعيش لوحدي إزاي بعد كدة؟؟ أنا كنت خلاص إتعودت عليك.
أبتسم لة يونس بحزن، نظر إلى السفير ومن معة ثم أقترب من والدة فرح مرة أخرى وتحدث إليها بتأكيد...
= أنا مضطر أسافر، لكن دايما هكون قريب منكم.
لم تفهم والدة فرح حديث يونس مع السفير الفرنسي، لكنها شعرت أنة حزين، لا يريد تركهم ولا يستطيع البقاء معهم فحركت رأسها لة بالإيجاب قائلة...
= أنا عارفة إن أنت مش هتغيب عننا كتير، بس قبل ما تمشي أنا عايزة أوصيك على فرح.
تأملها بصدمة، يفكر في فرح زوجتة ماذا يفعل الأن؟!! كيف يعود إلى بلدة ويترك فتاة تحمل إسمة هنا.
أرتفع صوت أحد الضباط عبر اللاسلكي يخبر مدير الأمن أن يسرعوا في الخروج بعد أن تجمع حولهم بالأسفل الكثير من الصحفيين وأهالى المنطقة والمناطق المجاورة.
تحدث مدير الأمن إلى يونس وأخبرة أن عليهم الذهاب فورًا.
بالأسفل...
وقف صابر برقوقة بجوار عماد زوج عزة وتحدث بفضول...
= هي إية الحكاية؟؟ كل الحكومة دي طلعوا شقة الواد إسلام!! شكل الواد صاحبة إللى أتجوز فرح طلع هربان من حاجة كبيرة.
تحدث عماد بدهشة...
= مش عارف بس شكل الموضوع كبير.
خرج يونس من العقار مع مدير الأمن والسفير الفرنسي، ركض إتجاههم الصحفيين لكن رجال الشرطة تصدوا لهم حتى صعد يونس والسفير إلى السيارة وصعد مدير الأمن ومندوب الرئاسة إلى السيارة الأخرى، وقف مندوب السفارة كي يتحدث إلى الصحفيين ويخبرهم بما إتفق علية مع السفير الفرنسي.
عادت فرح من المشفى في طريقها إلى المنزل فرأت سيارتين يتحركون من أمام العقار الذي تسكن بة ويقف أسفل العقار الكثير من رجال الشرطة، شعرت بالقلق على والدتها فركضت سريعًا إتجاة المنزل، أستمعت لحديث مندوب السفارة وهو يتحدث إلى الصحفيين قائلاً لهم...
= أحب أطمنكم على معالي الوزير الفرنسي، الحمد لله الوزير بخير وفي طريقة لفرنسا الأن، الوزير كان موجود هنا لفترة مؤقتة بالإتفاق مع الحكومة المصرية للإيقاع بهؤلاء الإرهابيين وقام بمساعدتة مجموعة من أهالي المنطقة ولهم كل التقدير والإحترام.
وقفت فرح تستمع إلى حديثة لا تفهم ماذا يقول ولا تعلم من يقصد!! تابعة سيرها إلى داخل العقار ركضت سريعًا متجهة إلى شقة والدتها لكنها تفاجأت أن باب شقة إسلام مفتوح ووالدتها تجلس حزينة بداخل شقة إسلام ويجلس إسلام خافضًا وجهة بحزن هو الأخر.
أقتربت منهم فرح بخطوات هادئة قائلة لهم بدهشة...
= هو إية إللى بيحصل تحت دة؟؟ ومين الناس دول؟!! ووزير مين وإرهابيين مين؟؟ أنا مش فاهمة حاجة.
نظر إليها إسلام بحزن، نظرت فرح حولها تبحث بعينيها عن يونس قائلة بقلق...
= هو يونس فين؟؟
نظرت إليها والدتها بحزن، تحدث إسلام بصوت منخفض...
= خلاص يافرح، يونس رجع لبلدة وحياتة.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.