الثامن عشر

2.3K 120 0
                                    

أقتربت منهم فرح بخطوات هادئة قائلة لهم بدهشة...
= هو إية إللى بيحصل تحت دة؟؟ ومين الناس دول؟!! ووزير مين وإرهابيين مين؟؟ أنا مش فاهمة حاجة.
نظر إليها إسلام بحزن، نظرت فرح حولها تبحث بعينيها عن يونس قائلة بقلق...
= هو يونس فين؟؟
نظرت إليها والدتها بحزن، تحدث إسلام بصوت منخفض...
= خلاص يافرح، يونس رجع لبلدة وحياتة.
وقفت تتأمل إسلام بصدمة خفق قلبها بشدة، هربت دمعة من عينيها جففتها سريعًا كي لا يراها أحد وحاولت إخفاء ما تشعر بة الأن وإظهار قوتها وعدم مبالاتها كما تعودت أن تظهر أمام الجميع وتحدثت ببرود، تحاول السيطرة علي إرتعاد شفاتيها والتحكم بمشاعرها الخائنة التي تظهر في تعبيرات وجهها...
= يعني إية رجع لبلدة وحياتة؟!! ولية الدنيا مقلوبة تحت كدة حكومة وصحفيين؟!!
خفض إسلام وجهة بخجل فتحدثت فرح مرة أخرى بفضول...
= أنت مخبي عليا إية تاني يا إسلام؟؟
نظر إليها إسلام بخجل، تحدث بصوت منخفض...
= أنا أسف يافرح، أنا فعلا خبيت عليكم حقيقة يونس.
خفق قلبها بشدة تتابع حديث إسلام بخوف من القادم تشعر أن حديثة سوف يأتي إليها بصدمة أخرى وتحدثت بترقب...
= حقيقة إية؟!!
صدح صوت من خلفها قائلاً ببرود...
= حقيقة إن لعبتكم مش هتكمل زي ما أنتوا كنتوا مرتبين.
إلتفتت فرح إلى صاحب الصوت تنظر إلية بصدمة قائلة بعدم فهم...
= أنت مين؟؟ ولعبتنا إية إللى مش هتكمل؟؟
أقترب منها مندوب السفارة بخطوات متمهلة، ينظر إليها بمكر، قائلاً بتأكيد...
= اللعبة إللى لعبتوها على الوزير عشان يتجوز واحدة زيك، متفكريش إن اللعبة دي دخلت عليا هي صحيح دخلت على الوزير وإتتعاطف معاكي وأتجوزك زي ما رتبتوا بس مستحيل كانت تدخل عليا أنا، دة إحنا مصريين زي بعض وأكتر ناس بتفهم بعض.
حركت رأسها بعدم فهم، لا تفهم ماذا يقصد ومن الوزير الذي يتحدث عنة؟؟ تحدثت بزهول قائلة...
= وزير مين أنا حقيقي مش فاهمة حاجة؟؟
تحدث إسلام بحزن...
= يقصد يونس يافرح، يونس يبقى وزير الثقافة الفرنسي.
إلتفتت فرح إلى إسلام بصدمة فأضاف إسلام بخجل...
= أنا أسف يافرح، أنا عارف إنى غلطت لما خبيت عليكم إن يونس وزير ومن فرنسا، بس صدقيني والله أنا مكونتش أعرف إن كل دة هيحصل، أنا قولت أنة هيقعد عندي يوم ولا يومين بالكتير وهيرجع بلدة تاني.
تدخل مندوب السفارة في الحديث قائلاً ببرود...
=عموماً أنا حليت الغلط إللى حصل هنا وأعلنت دلوقتي قدام الصحافة إن أنتوا كنتوا العيلة المصرية أهل الشهامة والكرم إللى وقفوا مع الوزير وساعدونا في حمايتة ووضحت كمان لأهل المنطقة إن إللى حصل يوم زواج الوزير من فرح كان كلة تمثيل بالتعاون طبعًا مع أحد المواطنين الشرفاء الأسطى صابر.
شعرت بدوار قوي، غيمة سوداء تقترب منها لا تتحمل كل هذه الصدمات في آنً واحد.
أقترب إسلام من مندوب السفارة قائلاً بغضب...
= مفيش أى حاجة من إللى أنت قولتها دي حصلت وجواز يونس من فرح مكانش تمثيل، دة جواز شرعي وبعقد موثق على يد مأذون شرعى.
تحدث مندوب السفارة ببرود...
= شكلك عايز تكبر الموضوع وتدخل نفسك في مشاكل أنت مش قدها.
بدأ الدوار يزداد على فرح تحاول فتح عينيها بصعوبة لا تستطيع مقاومة هذا الدوار أكثر من ذالك.
تابعتهم والدة فرح بصمت، تعلم جيدًا أن يونس لن يتركهم هكذا، هي تثق بة وتعلم أنة سوف يعود إليهم  مجددا، كانت ترىٰ حيرتة قبل أن يذهب ويتركهم تشعر أن هناك سبب قوي جعلة يوافق على الذهاب.

أرتفع صوت إسلام معترضًا على حديث مندوب السفارة وإتهاماتة الموجهة إليهم، لم تستطيع فرح التماسك أكثر فإستسلمت لتلك الغيمة السوداء، سقط جسدها أرضًا فاقدة الوعي، صرخت والدتها بإسمها بهلع، ركض إليها إسلام برعب وقلق عليها بينما وقف مندوب السفارة يتطلع إليهم ببرود، حاول إسلام  مساعدة فرح كي تعود إلى وعيها، تحدث مندوب السفارة وهو ينظر إليهم بمكر..ظ
= أنا همشي دلوقتي ولمصلحتكم تنسوا كل إللى حصل وتنسوا إن أنتوا شوفتوا الوزير أساسا زي ماهو هينساكم، وتقدروا تكملوا حياتكم تاني طبيعي ولا كأن حاجة حصلت.
رفع إسلام وجهة ينظر إلية بغضب فإبتسم لة المندوب ببرود ثم ذهب وتركهم، بكت والدتها وهي تساعدها كي تستعيد وعيها، وقف إسلام وحمل فرح ودخل بها إلى غرفة يونس، وضعها فوق الفراش بهدوء، دخلت والدة فرح معهم وهي تبكي بخوف على إبنتها، تحدث إسلام إلى خالتة يحاول تهدأتها...
= متقلقيش ياخالتي هي هتفوق دلوقتي.
أخذ عطر يونس الموضوع بجانب الفراش، وضع منة الكثير على يدة وقرب يدة من أنفها.
« تركض فرح بداخل حلمها بثوبها الأبيض ويركض خلفها الكثير من الأشخاص يرتدون أقنعة سوداء، رأت يونس يقف بعيدًا وهناك قيود كثيرة تكبل يدية وقدمية يحاول فك تلك القيود كي يقترب منها هو الأخر، أقترب منها أحد الأشخاص وجذبها إلية بقوة فصرخت بإسم يونس كي يأتي إليها ويأخذها بعيدًا عنهم »
فتحت عينيها وهي تنادي علية بصوتها المرتفع فتحدثت إليها والدتها بحزن وهي تبكي على حال إبنتها...
= إهدي يافرح، متخافيش ياحبيبتي أنا جانبك.
نظرت فرح حولها فوجدت والدتها تجلس بجوارها وإسلام يقف أمامها ينظر إليها بقلق، بحثت بعينيها عن يونس لم تجدة لكنها تشعر بة وكأنو معها، ضمت جسدها بخوف فوضعت والدتها الغطاء فوقها بحماية تربت على ظهرها بهدوء...
دخلت عزة شقة إسلام تنادي عليهم بصوتها المرتفع بعد أن أخبروها أهل المنطقة بماحدث مع عائلتها.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بداخل مطار القاهرة...
وقف السفير الفرنسي يتحدث إلى يونس باللغة الفرنسية أمام الطائرة الخاصة...
= أخبرنا عائلتك بخبر عودتك إلى فرنسا اليوم ستجد في إستقبالك عائلتك وكبار الشخصيات السياسية والكثير من الصحافة والإعلام.
شرد يونس في شئٍ ما وحرك رأسة بالإيجاب قائلاً...
= عند وصولي إلى فرنسا سوف أرسل إليك أموال لشراء منزل بمنطقة أمنة لتسكن بة زوجتي وأسرتها  وتعين حراسة خاصة لحمايتهم.
نظر إلية السفير بدهشة قائلاً...
= أنت تعترف بالزواج من هذه الفتاة؟!!
تحدث يونس بتأكيد...
= هذه الفتاة زوجتي بعقد شرعي.
تحدث السفير بهدوء...
= وهناك فتاة أخرى تنتظرك بفرنسا وأعتقد أنها أيضًا زوجتك.

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن