العاشر

2.6K 131 0
                                    

= لا يمكنك الزواج من هذه الفتاة سيدي، هناك شئ لا تعلمه عنها ويجب أن أخبرك بة الأن.
نظر إلية يونس بدهشة فنظر مندوب السفارة حولة بتردد ثم تحدث بتوتر...
= هذه الفتاة مسلمة ولا يمكنك الزواج منها.
أبتسم يونس قائلاً بثقة...
= لماذا لا يمكنني الزواج منها؟؟
نظر إلية مندوب السفارة بصدمة قائلاً...
= إختلاف أديان.
أبتسم يونس ساخرًا من حديثة قائلاً...
= ومن أخبرك أن هناك إختلاف أديان؟؟
حرك مندوب السفارة رأسة بثقة قائلاً...
= حضرتك فرنسي وفرنسا مثل معظم القارة الأوروبية، تشكل المسيحية الديانة الأكبر بها.
أبتسم يونس قائلاً بثقة وتأكيد...
َ= لا أصدق أنك مندوب السفارة الفرنسية ولا تعلم أن فرنسا تعتبر من أكبر الدول الأوروبية التي تضم عددًا كبيرًا من المسلمين، بعضهم من أصل فرنسي وأخرون لا يحملون الجنسية الفرنسية، ومعظمهم من أصول عربية
ثم أضاف بفخر...
= أنا فرنسي مسلم من أصل عربي.
حرك مندوب السفارة رأسة بالإيجاب، نظر لمنزل فرح بتقيم ثم تحدث بعدم إقتناع...
= لكن الزواج من هذه الفتاة لا يناسبك سيدي.
تحدث يونس بصرامة...
= لا أحتاج إلى نصائحك.
خفض مندوب السفارة رأسة بإحترام وإستسلام لرغبتة.
تحدث إمام المسجد مع أحد شباب المنطقة وطلب منه أن يركض إلى منزلة ويأتي بدفتر عقود الزواج.
اقترب اسلام من يونس ووقف بجوار مندوب السفارة وتحدث الى يونس بصوت منخفض...
= أنا بعتذر عن كل إللي حصل وموضوع الجواز دة متشلش همة أنا هخرجك منة دلوقتي.
تحدث مندوب السفارة بتأكيد...
= ياريت تحل الموضوع دة فعلاً لأن مش هينفع الوزير يتجوز قريبتك دي.
ثم أضاف بصرامة...
= المهزلة دي لازم تنتهي حالاً.
شعر إسلام بالخجل من حديث مندوب السفارة، يعلم جيدًا أن فرح لا تناسب يونس، لكنة لا يعلم ماذا يفعل الأن فخفض وجهة أرضًا يفكر كيف يوقف هذا الزواج.
تابع يونس ما قالة مندوب السفارة لـ إسلام بصمت وشعر بالغضب الشديد عندما رآىٰ إسلام يخفض وجهة بحزن، تذكر ما فعلة إسلام من أجلة وإنقاذة لـ حياتة ومساعدة فرح لة في معالجة جرحة، تذكر طيبة قلب والدة فرح، هذه السيدة التي كافحت وعانت كثيرًا في حياتها ولا تستحق أن تخفض وجهها الأن أمام الجميع، علية الأن رفع رأس هذه الأسرة عاليًا ومساعدتهم كما ساعدوة من قبل، علية منع زواج فرح من ذاك البرقوقة.
تحدث إلى مندوب السفارة بصرامة باللغة الفرنسية كي لا يفهم احد ماذا يقول لة...
= لا أريد أي تدخل منك غير مباركة هذا الزواج والعودة من حيث أتيت.
خفض مندوب السفارة رأسة بإحترام قائلاً...
= زواجك من هذه الفتاة سوف يعرضك للخطر سيدي، المأذون الشرعي بالطبع سوف يطلب بطاقة الهوية الخاص بك كي يتمم عقد الزواج ومنها سوف يعلم أنك فرنسي وتعمل وزير الثقافة بـ فرنسا.
نظر إلية يونس بتفكير، وقف جميع أهالى المنطقة يتابعون حديث يونس ومندوب السفارة باللغة الفرنسية ولا يفهم أحد ماذا يقولون فنظر يونس إلى إسلام قائلاً باللغة العربية المصرية الثقيلة علية في النطق...
= إسلام ممكن نتكلم جانبًا؟؟
حرك اسلام رأسة بالإيجاب وأقترب منة فتحدث إلية يونس بصوت منخفض...
= هناك مشكلة، عقد الزواج يحتاج إلى بطاقة الهوية وتعلم أن بطاقتي بها كل المعلومات عني ونحن لا نريد أن يعلم أحد من أنا.
تحدث إسلام بثقة...
= إديني بس دقيقتين وأنا هحل الموضوع دة مع شيخ الجامع.
ثم تركة وذهب إلى الشيخ فرحات إمام المسجد ليتحدث معة.
فوقف يونس ينظر أمامة بتفكير لا يعلم هل ما يفعلة الأن خطأ أم صواب لكن كل ما يعلمة أنة يريد مساعدة هذه الأسرة ولا يستطيع التخلي عنهم مهما حدث.
نظر إلية مندوب السفارة وتحدث مرة أخرى بتوتر...
= حضرتك متأكد من القرار دة؟؟
حرك يونس رأسة بالإيجاب بدون تردد.
فجأة صدح صوت هاتف مندوب السفارة فأجاب سريعًا علي هذه المكالمة الهامة وإرتعد جسدة بعد معرفتة بمن يريد أن يتحدث إلى الوزير الفرنسي فنظر إلى يونس قائلاً بإرتباك شديد...
= في مكالمة مهمة لحضرتك من الرئاسة الفرنسية.
حرك يونس رأسة بالإيجاب وأخذ منه الهاتف وأبتعد عن الجميع ووقف جانبًا، يتحدث بالهاتف باللغة الفرنسيه بصوت منخفض.
على الجانب الاخر وقف عماد زوج عزة وبجوارة صابر برقوقة، يكاد أن ينفجر من شدة الغضب، لا يصدق أنة تسبب في زواج فرح من ذاك الشاب الغريب يفكر في أي طريقة يوقف بها هذا الزواج.
عند إسلام والشيخ فرحات إمام المسجد...
تحدث إسلام مع الشيخ فرحات بصوت منخفض...
= إسمعني كويس ياشيخ فرحات عشان في حاجة خطيرة تخص أمن الدولة.
نظر إلية الشيخ فرحات بقلق قائلاً...
= أمن دولة إية يابني!! وإحنا مالنا ومال أمن الدولة؟؟
تحدث إسلام بصوت منخفض...
= الكلام إللى هقولهولك دة مش لازم يطلع لأي حد مهما كان مين مفهوم؟؟
حرك الشيخ فرحات رأسة بالإيجاب وهو يستمع إلى اسلام بإهتمام فتحدث اسلام وهو يشير إتجاة يونس الذى يقف جانبًا يتحدث بالهاتف...
= أنت عارف مين إللي أنت هتكتب كتابة على فرح بنت خالتي دلوقتي دة؟؟
حرك الشيخ فرحات رأسة بعدم معرفة، ليضيف إسلام بطريقة درامية...
= دة يبقى وزيــر في فرنسا.
جحظت عين الشيخ فرحات بصدمة، نظر إتجاة يونس وعاد ببصرة الى إسلام قائلاً...
ً= وزيــــر مرة واحدة!!
ثم أضاف بتأكيد بعد أن عاد ببصرة إلى يونس ينظر إلية مرة أخرى.
= بس تصدق يا إسلام شكلة نضيف بصحيح، بس إزاي وزيــر في فرنسا وهو بيتكلم عربي زينا؟؟ ولية مش قايل أنة وزير وإزاي أصلاً وزير ويعرفك أنت يا إسلام؟د!
عقد إسلام حاجبية قائلاً بثقة...
= هو أنا قليل في البلد ولا إية ياشيخ فرحات د أنا كل أصحابى وزراء ومناصب كبيرة.
نظر إليهدة الشيخ فرحات بعدم إقتناع قائلاً...
= بقىٰ أنت أصحابك كلهم وزراء ومناصب كبيرة!! وأنا بقول حال البلد بقى في النازل لية؟!!
تحدث إسلام بغيظ...
= إية ياشيخ فرحات ما تصلي علي النبي كدة.
رد الشيخ فرحات بإبتسامة...
= علية أفضل الصلاة والسلام.
نظر إسلام إتجاة صابر وعماد وتحدث للشيخ بصوت منخفض...
= المهم دلوقتي ياشيخ فرحات إن الباشا موجود هنا في مهمة رسمية وأنا متأكد إن الكلام إللى برقوقة دة قالة كلة كدب وإفترى لأن فرح بنت خالتي متربية ويونس باشا عمرة ما يعمل كدة دة إبن ناس ومتربي ووزيــر.
تحدث الشيخ فرحات بالإيجاب...
= عندك حق يا إسلام هو باين علية فعلاً أنة إبن ناس وأنا عارف والمنطقة كلها عارفة أخلاق فرح بس إحنا عايزين نلم الموضوع عشان محدش يجيب سيرتها بكلمة دي أعراض وكمان نخلصها من صابر وتعرضة ليها كل يوم والتاني.
حرك إسلام رأسة بالإيجاب قائلاً...
= ويونس باشا هيتجوز فرح ياشيخ قدام كل الناس عشان يحافظ على سمعتها بس أهم حاجة أنت وأنت  بتاخد البيانات بتاعتة من بطاقتة متخليش حد ياخد بالة أنة مش مصري، وموضوع أنة وزير دة سر بينا.
حرك الشيخ فرحات رأسة بالإيجاب قائلاً...
= كل دي حاجات بسيطة يا إسلام المهم دلوقتي، هو مسلم ولا ديانتة إية؟؟
نظر إسلام إلية بصدمة فلا يعلم حقًا ما هي ديانتة!!
همس اسلام بصدمة...
= ينهار أســـود هو ممكن يطلع مش مسلم؟!!
هب واقفًا من مكانة بصدمة وإتجة لمكان يونس ووقف أمامة ينظر إلية بصدمة.
أنهىٰ يونس حديثة بالهاتف وأغلقة وأقترب من مندوب السفارة وأعطاة الهاتف ثم نظر لإسلام بدهشة قائلاً باللغة المصرية...
= نعم يا إسلام!! لية بتبص عليا كدة؟!!
توتر إسلام كثيرًا ثم تحدث بإرتباك...
= هو انتــــــااا
ثم توقف عن الحديث لا يعلم ماذا يقول لة، أخذ  نفس عميق ثم تحدث بصوت منخفض...
= هو أنت ديانتك إية؟؟
أبتسم يونس قائلاً...
= مسلم.
أبتسم إسلام بسعادة وقام بمعانقة يونس بحماس ثم إلتفت بوجهة ينظر إلى الشيخ فرحات قائلاً لة بسعادة...
= أكتب ياشيخ فرحات، أكتب.
أبتسم الشيخ فرحات ودخل شاب يحمل دفتر عقود الزواج وأعطاة لة فتحدث مع إسلام...
= هات البطاقات الشخصية يا إسلام وأدخل أنت وجوز عزة هاتوا من العروسة الموافقة.
نظر إسلام ليونس فأعطاة يونس بطاقة الهوية الخاصة بة الذى أعطاها للشيخ وزفر مندوب السفارة بصوت منخفض بعدم رضا عن مايحدث.
وقفت والدة فرح من مكانها وتحدثت إلى إسلام...
= إستنىٰ يا إسلام أنا جاية معاكم أشوف رأي فرح.
ثم إتجهت لغرفة إبنتها تتأكد من أنها إرتدت ثياب أخرى ووضعت حجابها فوق رأسها ثم سمحت لـإسلام وعماد زوج عزة بأن يدخلوا لأخذ موافقتها.
وقف صابر جانبًا ينظر لما يحدث وهو على وشك الجنون، لا يصدق أنة سوف يزوج حبيبتة لشخص أخر ويصبح شاهدًا على زواجهما أيضًا، وقف مقيد الأيدي لا يستطيع الرفض أو الإعتراض، كي لا يعلم أهالي المنطقة أنة هو من أراد التعدي على فرح.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بداخل غرفة فرح...
وقفت فرح من مكانها بصدمة بعد أن أخبرتها والدتها بأنها سوف تتزوج الأن من يونس.
تحدثت فرح برفض...
= أنا مستحيل أتجوز بالطريقة دي.
تحدثت والدتها بحزن...
= يا فرح لازم تتجوزية بالطريقة دي عشان الفضايح يابنتي.
أرتفع صوت فرح عاليًا وهي تصرخ قائلة...
= أنا معملتش فضايح، أنا الحمد لله سليمة ومحافظة على شرفي زي ما ربنا خلقني وإللي يقول غير كدة هحط صوابعي العشرة في عينة.
أقترب منها إسلام محاولاً تهدأتها قائلاً...
= يافرح إحنا دلوقتي لازم نلم الموضوع عشـ...
قاطعتة فرح بصراخ قائلة...
=موضوع إية إللي تلموة يا إسلام؟؟ الدنيا كلها عارفة أخلاقى وصابر برقوقة الكلـب دة أنا مش هسيبة وهعرفة إزاي يفكر يتهجم عليا وأنا لوحدي وهدفعة التمن حياتة.
تحدث عماد زوج شقيقتها بسخرية...
= هتعمليلة إية يعني هتقتلية؟؟
نظرت إلية بقسوة قائلة...
= أيوة هقتلة.
ثم دفعتة هو وإسلام من أمامها وخرجت من الغرفة بخطوات سريعة غاضبة، إتجهت إلى المطبخ وأخذت  السكين وعادت مرة أخرى مندفعة بجنون إتجاة صابر تريد قتلة فجذبها يونس من ذراعها قبل أن تصل لة وقربها إلية فظرت لة بعينيها اللامعة بالدموع، تأمل عينيها بعمق هامسًا لها...
= رايحه فين؟؟
هربت دمعة من عينيها أمام عينية لأول مرة تشعر بهذا الضعف، أرادت أن تخفي وجهها بداخل حضنة كي تبكي وهي تحتمي بة، أرادت أن تفرغ كل ما بداخلها من حزن وإحساس بالظلم بداخل حضنة.

مراوغة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن