عادت فرح إلى المنزل تشعر بالتعب الشديد فحياتها أصبحت حديث للتسلية بين زميلاتها، تحَّمل يونس مسؤولية كل ماحدث معها، لماذا جاء إلى هنا؟؟ لماذا دخل حياتها وجعل منها حديث للتسلية؟؟ تشعر بالغضب الشديد وتريد الإنتقام منة بأى شكل.
طرقت علي باب شقتهم بتعب ففتح لها اسلام وهو يخفض وجهة بحزن، نظرت إلية فرح بدهشة وشعرت بالقلق على والدتها فحدثت بخوف...
= في إية يا إسلام!! أمى جرالها حاجة؟؟
نظر إليها إسلام بحزن، أستمعت إلى أصوات غريبة بالداخل فخطتة ودخلت الشقة تبحث عن والدتها بهلع فتفاجأت برجل في سن الستين من عمرة يجلس أمام والدتها؛ إقتربت من والدتها بلهفة، قبلت أعلى رأسها براحة قائلة لها...
= الحمدلله إن أنتى كويسة يا أمى.
ربتت والدتها على يديها قائلة لها بحزن...
= متخافيش ياحبيبتي أنا كويسة.
نظرت فرح خلفها إلى الرجل الجالس يتابعهم بصمت وتحدثت إلى والدتها بفضول...
= مين دة يا أمى؟؟
تحدث الرجل بهدوء...
= معقول مش عارفة أبوكي يا فرح!!
فتح لها ذراعية لتقترب منة وتعانقة لكنها وقفت بجوار والدتها تنظر إلية بخوف، حركت رأسها بالرفض وتحدثت بصوت منخفض...
= أنا مش عرفاك.
نظر إليها بدهشة، أقترب منهم إسلام ونظر إلى خالتة بحزن فتحدث والدها بهدوء...
= مش عايزة تيجي تسلمي على أبوكي يافرح؟؟
تشبثت بثياب والدتها مثل الطفلة الصغيرة تشعر بالخوف من والدها، جلس اسلام أمامة وتحدث معة بغضب مكتوم...
= نكمل كلامنا قدام فرح عشان تعرف السبب إللى حضرتك جيت عشانة النهاردة.
خفض والدها رأسة بخجل فتحدثت والدة فرح بغضب...
= يعني أنت جاي بعد السنين دي كلها وعايز تبيع بنتي عشان تنقذ إبنك إللى انت سبتنا ونسيت بناتك عشانة؟!!
نظرت فرح إلى والدتها بعدم فهم فتحدث والدها بهدوء محاولا إستعطاف فرح...
= متنسيش إن إبنى دة يبقى أخو بناتك، يعني هو الضهر والسند ليهم بعد ما أموت.
تحدثت فرح بغضب قائلة لة...
= دة علي أساس إن حضرتك كنت ضهر وسند لينا وأنت عايش عشان إبنك يكون سند وضهر لينا بعد ما تموت؟؟
تفاجئ والدها من ردها القوي علية تحدث مع والدتها بغضب...
= مكنتش أعرف إن أنتى ربيتي بناتك يعصوا أبوهم يا نعمات.
خفضت والدة فرح وجهها بحزن فتحدثت فرح بغضب ردًا على حديث والدها...
= وأنت كنت تعرف إية عن بناتك أصلا عشان تعرف هي ربتهم إزاى؟؟ عمرك فكرت بناتك دول بيصرفوا منين؟؟ عمرك فكرت بناتك دول عايشين إزاى؟؟ أكل ولبس وتعليم عمرك فكرت فينا عشان تيجي تحاسبها دلوقتي هي ربتنا إزاى؟؟
لم يتحمل والد فرح مواجهة أبنتة لة بما فعلة معهم، فوقف يتحدث بصوت مرتفع...
= شكلك معرفتيش تربي يانعمات وجة الدور عليا عشان أربي انا بناتي بنفسي.
نظرت إلية فرح بهلع وتشبثت بثياب والدتها بخوف تحدث إليها والدها بصوت مرتفع غاضب...
= من النهاردة لازم تنسوا كل إللى فات ومن اللحظة دي كلمتي أنا بس إللى هتمشي عليكم.
نظرت إلية فرح بخوف فإقترب منها جذبها من ذراعها وأبتعد بها عن والدتها وتحدث إليها بصوت مرتفع...
= وأنتى يابت يا أم لسان طويل أنتى، أنتى عايزة راجل يحكمك ويعلمك الأدب.
وقف إسلام وأقترب من زوج خالتة يتحدث إلية بغضب مكتوم...
= ميصحش الكلام إللي أنت بتقولة دة ياجوز خالتي ومتنساش إن خالتي تشكر إنها ربت بناتها لوحدها والحمد لله ربتهم أحسن تربية.
تحدث والد فرح بصوت مرتفع...
= خليك في حالك ومتدخلش في إللى ملكش فية دي بنتي وأنا حر فيها وأربيها بطريقتي.
ثم أضاف بسخرية...
= ولا أنت عينك منها؟؟
تحدث أسلام بغضب...
= فرح أختى وطول عمرنا متربين مع بعض.
تحدث والد فرح بسخرية...
= يبقى المفروض تفرح لـ اختك لما تلاقي إللى يسترها ويستتها في بيتها.
ثم نظر إلى فرح، تحدث إليها بتأكيد قائلاً...
= وفرح مش هتلاقي أحسن من الأسطي صابر، الراجل طلبها مني وأنا وافقت.
شهقت بصدمة وغمضت والدتها عينيها بحزن فتحدث إسلام بزهول...
= صابر مين إللى فرح تتجوزة وفرح متجوزه أصلا؟؟
نظر إلية والد فرح بصدمة وتحدث بزهول...
= فرح متجوزة يعني إية؟؟ إزاي وأمتى وأنا معرفش؟!!
تحدثت والدة فرح بحزن وهي تبكي...
= وأنت من أمتى تعرف عننا حاجة؟؟
ثم أضافت بحسرة...
= وعلى كل حال فرح خلاص إطلقت.
نظر إسلام إلى خالتة بصدمة لا يصدق أن يونس طلق فرح بينما ضرب والدها كفوف يدية ببعضهما قائلاً بصدمة...
= والمعلم صابر كبير المنطقة بتاعكم عارف إن فرح كانت متجوزة؟؟
تحدثت والدة فرح بحزن...
= ما المعلم زفت دة هو السبب في الجوازة دي.
وقف والدها ينظر أمامة بصدمة لا يصدق أنة لا يعلم شئ عن بناتة إلى هذه الدرجة ثم تحدث...
= خلاص أنا هتكلم مع المعلم صابر وهحدد معاة ميعاد كتب الكتاب.
تحدثت فرح بإنهيار...
= أنا مستحيل أتجوز برقوقة الزفت دة.
صفعها والدها بعنف فصرخة والدتها بإسمها وإقترب اسلام من زوج خالتة يتحدث إلية بغضب...
= مينفعش كدة ياجوز خالتي فرح مش صغيرة عشان تضربها قدامنا وبعدين صابر دة مش الراجل إللى تجوزه بنتك أصلا.
ثم نظر إلى فرح وهي تضم وجهها وتبكي بإنهيار وتحدث إليها بفضول...
= يونس طلقك أمتى وإزاي يافرح؟؟
صرخة فرح ببكاء قائلة لة بإنهيار...
= يونس دة السبب في كل إللي حصلي، أنا مش عايزة أسمع إسمة تاني، كلكم أنانين ومبتفكروش غير في نفسكم وبس.
ثم نظرت إلى والدها وأضافت بحزن...
= أنا مش عارفة أقولك إية بس كل إللي أقدر أقولهولك إن أنا عمري ما هسامحك على كل إللى عملتة معانا أنا وأمي وأختي ومستحيل إنى أسامحك على إللى أنت عايز تعملة معايا دلوقتي وجواز من برقوقة مش هتجوز ولو بقى أخر راجل في الدنيا مستحيل أشيل إسمة.
وقف والدها يتأملها بتفكير لا يفكر الأن إلا في إبنة الوحيد علية فعل أي شئ لحماية إبنة مهما كان الثمن فتحدث إليها بغضب...
= أنا هنزل أتفق مع الأسطى صابر على كل حاجة وهحط إيدى في أيدة وهكتب كتابة عليكي يافرح ولو عايزة بقى تسجني أبوكي وتقولي إنى جوزتك غصب عنك إسجني أبوكي يافرح.
نظرت إلية فرح بصدمة تحرك والدها إتجاة الباب خرج وأغلق الباب خلفة بعنف فإنتفض جسدها مع إغلاق باب الشقة، بكت والدة فرح قائلة بحزن...
= حسبي الله ونعم الوكيل ياريتك ما كنت أفتكرتنا وكنت سبتنا في حالنا زي ما كنا عايشين.
جلست فرح على الأرض تبكي بقلة حيلة بينما وقف اسلام يتابع انهيار إبنة خالتة بحزن وشعر بالغضب الشديد من يونس فكيف لة أن يفعل هذا بفرح؟؟ فكر في طريقة للتواصل معة علية الذهاب إلى السفارة الفرنسية في صباح الغد.
أقترب من فرح وتحدث إليها بحزن...
= متزعليش يافرح وإن شاء الله هنلاقي حل.
تحدثت فرح ببكاء...
= حل إية بس يا إسلام؟؟ أبويا هيجوزني لـ صابر غصب عني.
بكت قليلاً ثم جففت دموعها ووقفت من علي الأرض تتحدث بقوة...
= بس أنا مستحيل أتجوزة ولو عملوا كدة هقول إن الجوازه دي باطلة وهسجنهم هما الإتنين.
نظرت إليها والدتها بحزن..
= هتسجني ابوكي يا فرح؟!!
نظرت إليها فرح وتحدثت بصراخ...
= الراجل دة معملش أى حاجة في حياتة تقول أنة أبويا.
تحدثت والدتها بحزن...
= بس دة أبوكي يافرح ومينفعش تقفي قصادة وتحاربية وكمان عايزة تسجنية؟؟ دة ربنا يغضب عليكي يابنتي.
نظرت فرح إلى والدتها بزهول وأضافت والدتها بقلة حيلة...
= إرضي بنصيبك يافرح، يمكن صابر يكون هو الراجل إللى مكتوب لكي تتجوزية ومحدش بيهرب من المكتوب يابنتي.
حركت فرح رأسها بالرفض لا تقتنع بحديث والدتها لا تريد أن تصبح نسخة ثانية منها وتحدثت إلى والدتها بتهور...
= أنا مش هتجوز صابر يا أمي، ومستحيل أبقى نسخة تانيه منك.
نظرت اليها والدتها بحزن، وإنسالت دموعها أمام عينيها بصمت فتحدثت والدتها بقلة حيلة...
= إعملي إللى أنتى عايزاة يافرح عشان متبقيش زيي.
لم تتحمل فرح أن ترى دموع والدتها فإقتربت منها وجففت دموعها بيدها وإرتمت بحضن والدتها قائلة لها ببكاء...
= متزعليش يا أمى أنا أسفة، أنا هعمل إللى أنتوا عايزينة وهتجوز صابر بس متعيطيش والنبي، مش عايزة أبقى أنا سبب دموعك وسبب كل حاجة وحشة بتحصلك.
ربتت والدتها على ظهرها بحزن، يتقطع قلبها على إبنتها لكنها لا تستطيع أن تفعل أي شئ غير الإستسلام لأفعال زوجها كما تعودت أن تفعل.
وقف اسلام يتابع كل ما يحدث بغضب وخرج من شقة خالتة وأغلق الباب عليهم وإتجة إلى شقتة وهو يفكر ماذا يفعل كي يساعد إبنة خالتة؟؟
◇◇◇◇
◇◇◇◇
بالاسفل بالحارة...
جلس والد فرح مع صابر وأخبرة بإستعداهم لعقد القران.
تحدث والد فرح بفضول...
= أنت كنت عارف إن فرح متجوزة ياسطى صابر؟؟
تحدث صابر بثقة...
= دة كان جواز على الورق بس ياحمايا.
حرك والدها رأسة قائلاً بفضول...
= ومين بقى الراجل إللى أتجوزها وطلقها وجوازهم لسة على الورق؟؟
تحدث صابر بإرتباك...
= واد كدة كان صاحب إسلام إبن خالتها كتب كتابة عليها وبعدين سافر وطلقها.
حرك والدها رأسة بالإيجاب قائلاً لة...
= يعني البت كدة ملهاش عدة.
تحدث صابر بالإيجاب...
= عليك نور ياحمايا ومهر العروسة جاهز معايا.
أبتسم والدها بطمع قائلاً لة...
= يبقى نقرا الفاتحة.
تحدث صابر بلهفة...
= طب مش نحدد ميعاد الفرح الأول؟ ؟
تحدث والدها...
= الوقت إللى تحددة إحنا جاهزين فية ياسطى ومش هنختلف.
تحدث صابر بلهفة...
= يبقى الخميس الجاي كتب الكتاب والفرح وبعون الله هعملها فرح تتكلم عنة الحارة كلها.
أبتسم والدها قائلاً لة...
= شكلك مستعجل أوي ياعريس!! دة الخميس الجاي دة بعد تلات أيام، معقول هتلحق تجهز الفرح بسرعة كدة؟؟
تحدث صابر بلهفة...
= وقبل كدة كمان ياحمايا، أنت متعرفش أنا إستنيت قد إية عشان دة يحصل.
أبتسم والدها قائلاً لة...
= يبقى على بركة الله، نقرا الفاتحة والفرح وكتب الكتاب بعد تلات أيام.
أبتسم صابر بسعادة ووضع يدة بيد والدها.
◇◇◇◇
◇◇◇◇
صباح اليوم التالي...
ذهب إسلام إلى السفارة الفرنسية لكي يطلب منهم التواصل مع يونس ليفهم منة ماحدث وكيف ومتى طلق فرح بدون أن يخبرة؟؟
قبل أن يقترب إسلام من السفارة، رأىٰ صابر برقوقة يدخل السفارة بحماس ويسمح لة أمن السفارة بالدخول بكل سهولة فوقف بصدمة لا يصدق ما رآة الأن!! ماذا يفعل صابر بداخل السفارة الفرنسية؟!! تراجع إلى الخلف مرة أخرى، وقف بمكان مخفي ينتظر خروج صابر كي يفهم ماذا يحدث وبعد نصف ساعة خرج صابر مع مندوب السفارة، وقف الإثنين أمام السفارة يتحدثان معا، قبَّل صابر ورقة صغيره أخذها من المندوب ورفع يدة بإحترام بجانب رأسة يحيية قبل المغادرة.
أتجة المندوب السفارة إلى سيارتو وذهب بها فوقف صابر يتطلع إلى الورقة بيدة وقبَّلها مرة أخرى بسعادة ثم ذهب هو الأخر.
وقف إسلام ينظر أمامة بصدمة لا يصدق ما رآه وهمس إلى نفسة بزهول...
= إية إللى بين صابر والراجل دة؟؟
ثم تحرك بخطوات سريعة متجهًا إلى السفارة وتحدث إلى أمن السفارة قائلاً لهم...
= لو سمحتم أنا لازم أقابل السفير حالاً، قولولة الصحفي إللى كان عايش عندة الوزير الفرنسي.
أنت تقرأ
مراوغة عشق
Romanceدعنى أخبرك حبيبى أننى أنثى خلقت من حبات الكبرياء وأعلم جيدا أنك رجل لا يكررة الزمن، ولكننى أنثى لا تقدر بثمن.