{نائل}
اليوم حافل بالمهام.. فأولاً عليّ إيصال ماسة إلى المشفى.. وبعدها الذهاب إلى الجامعة من أجل العمل على بحث التخرج والحصول على نصائح ونقد من الأستاذ.. ثم أعود إلى المشفى وقد تكون اجراءات تخريج رائد من المشفى قد انتهت ويمكنني إيصاله واخته إلى البيت.. ثم أنطلق إلى العمل وأبقى هناك حتى الساعة سادسة.. الأكيد هو أنني لن أصنع العشاء بنفسي اليوم وسأكتفي بشراء وجبات جاهزة من أحد المطاعم.. حين انتهيتُ من المهمتين الأوليتَين قال مارك أثناء مسيرنا في ساحة الجامعة برفقة كريسي وآريا:
ـ لم نلتقي منذ فترة طويلة بسبب انشغالنا بالبحث والعمل، ما رأيكم بالخروج هذا المساء والقيام بشيء مسلٍّ؟
اعتذرتُ قائلاً:
ـ لا تشملني في المخطط، لدي انشغالات.
قال بنظرة جانبية خائبة:
ـ عذرك المعتاد..
تدخلت كريسي وقالت:
ـ إنه منشغل بالفعل، وأنا كذلك، يمكننا التعويض في يوم تخرجنا، لم يبقَ الكثير.
ارتسمت ابتسامة سخيفة على وجه مارك حين قال:
ـ بالتأكيد ستدافعين عن حبيبك.
قالت آريا بضجر:
ـ يكفي يا مارك، تتصرف كالصبيان.
ضحكت كريسي واحتضنت ذراعي لتقول لي:
ـ هيا، لنذهب إلى المشفى.
رفعتُ حاجبَي مستغرباً:
ـ ستأتين معي؟
قالت ببراءة:
ـ نعم، لم أتمكن من رؤية صديقك في المرة السابقة، ثم أننا سنذهب إلى الشركة سوياً بعدها، لا تنوي التغيّب أليس كذلك؟
هززتُ برأسي نفياً:
ـ كلا، لن أتغيب، لكن لا بدّ أنكِ جائعة، ألن تتناولين الغداء ريثما أوصله إلى المنزل؟
قالت بابتسامة وهي تقودني معها إلى موقف السيارات:
ـ سنتناول الطعام سوياً في الشركة، هيا، إني أتوق لرؤية صديق الطفولة.
ضاقت أنفاسي وشعرتُ بحملٍ يثقل صدري.. كيف سأخفي علاقتنا هذه المرة؟ هل سيُفتضح أمري وتفسد صورتي أمامهما؟..
{رائد}
كانت ماسة تضع حاجياتي في حقيبة الظهر حين دخلت الممرضة لتقوم بمهمتها الأخيرة معي.. أخرجت الكانيولا من يدي ووضعت لاصق جروح وهي تقول:
ـ قد تشعر ببعض الألم بعد ساعة، كتبتُ لك مسكن آلام تأخذه متى ما أصبح الألم لا يُطاق، لكن ليس أكثر من ثلاث مرات في اليوم.