{يونس ـ 21 عام}
تفحصانا أمجد ورائد بنظرات خائبة.. أمجد متخصر.. ورائد عاقداً ذراعيه على صدره.. عاودتُ اخفاض نظري.. نطق رائد أخيراً:
ـ عاجبكم الإنذار والوجه المشوّه؟
اعترضتُ قائلاً:
ـ مو مشوّه، هنه كم كدمة وجرح بسيط.
استنكر أمجد:
ـ وهذا شي بسيط؟
قالت ماسة بفخر:
ـ لعد لو تشوف وجه الولد شتكول؟
رمقاها بنظرات محذرة.. فأخفضت رأسها وراحت قدميها تداعبان بعضهما.. تنهد رائد وقال:
ـ اذا من أول اسبوع هيج لعد شنتوقع من باقي السنة؟ خلال شهر نلكاكم مفصولين.
عادت ماسة لتقول بفخر:
ـ ولا يهمك، بعد محد يتجرأ يتمادى ويانه.
ـ وحضرتج فرحانة؟
ـ يعني معقولة ولد يتمادى وياي وتريدني أسكت؟
ـ اكو اجراءات تكدرين تتخذيها، مو تسوين عركة شكبرها بنص الجامعة.
ـ حقي ولازم اخذه بيدي.
نظر أمجد إلى رائد بإرهاق.. وكأنه يقول ساعد الله قلبك على هذه البلوى.. أما أنا فلا أرى تصرف ماسة خاطئ.. إنها تضع حدّاً لكل من يتجاوز الحدود معها وهذا هو المطلوب.. لكن لتفعل ذلك بوجودي لأضمن سلامتها..
*****
حال عودتنا إلى المنزل لحقني أمجد إلى غرفتي وأغلق الباب خلفه.. نظرتُ إليه بحذر:- ما خلصت الرزالة؟
قال بانزعاج:
- لا ما خلصت. لشوكت تبقى هيج انته؟ بالله ماسة دومها متهورة ووكحة، بس انته مو هيج، ليش تورط روحك وياها؟
- معقولة تريدني أسكت لواحد متجاوز على بنت عمي؟
- ما كلت اسكت، بس مو مال تضربه وتدخلون بمشكلة شكبرها.
هززتُ بكتفَي وتمتمت:
- بعد هذا الصار.
زفر بضيق وجلس على سريري ليقول بجدية:
- ما أريد گلبك ينكسر بعدين..
نظرتُ إليه بعدم فهم.. فقال بخفوت:
- ادري دفاعك الدائم عنها وتصرفاتك نابعه من شنو.. بس ما اعتقد ماسة تشوفك بنفس الطريقة يونس.. عالاغلب تعزك مثل أخوها رائد.. فلا تتعلق بآمال وتعرض نفسك لمواقف حرجة بسببها..
أشحتُ بعينَيّ عنه وتمتمت:
- ما معلق آمال.. بس ما يمنع إني أكون دائماً سند الها و اوكف وياها بالحلوة والمرة..