الفصل السابع

252 31 65
                                    


{ماسة}

مرّ يومان عصيبان وأنا أنتظر خبر من نائل.. وفي الوقت ذاته أتظاهر بأنني لا أعرف عن وضع رائد الصحي.. لم أرد مفاتحته بالموضوع قبل حصولي على أمل لحالته وأرفع من معنوياته التي بدت محبطة للغاية.. لكن أنا ذاتي كنتُ بانتظار من يرفع معنوياتي.. من يطبطب عليّ ويقول بأن رائد سيكون بخير..

جاء اتصال نائل صباح اليوم الثالث.. كنتُ في المحاضرة.. لكنني خرجتُ منها دون اكتراث وأجبتُ على اتصاله.. قال بصوته العميق الذي لم اعتد عليه بعد:

ـ انحل الموضوع.

تسارع نبضي وأنا أسأله بلهفة:

ـ شلون؟

ـ حالياً دا نحضر دعوة عمل الكم، المفروض خلال اسبوع تكمل المعاملة، بس احتاج صور لمستمسكاتكم ومعلومات اضافية، راح ادزلج قائمة بكل المطلوب ودزيلياه على شكل صور بأسرع وقت، ماشي؟

قلتُ بعجلة:

- تمام، فد ساعة ويوصلنك.

أنهيتُ الاتصال وعدتُ إلى القاعة.. حملتُ حقيبتي وسترتي وهمستُ لفرح بأنه عليّ المغادرة.. ثم انطلقتُ إلى البيت..



*****



واجهتُ رائد في الموضوع مساء تلك الليلة.. في البداية بدا عليه الغضب من يونس الذي لم يحفظ السر.. لكني أكدتُّ له بأن المسكين لم تكن لديه فرصة أمام استجواباتي وإلحاحي.. ثم قلتُ بحذر:

- حتى نائل صار يعرف بالموضوع..

اتسعت عيناه بصدمة:

- حجيتوله؟! ليش؟!

- لأن اضطريت أطلب المساعدة منه..

عقد جبينه بعدم فهم.. فتنهدت وقلت:

- راح تتعالج ببريطانيا، نائل بلش بالاجراءات وقريبا نسافر اني وياك.

نظر إليّ ببلاهة وكأنه لم يستوعب شيء ممّا قلته.. فوضحتُ أكثر:

ـ طبنه ما يتأمن بيه رائد.. ما اكدر أخليك تتعالج هنا..

مرّت ثوانٍ حتى تحرّر من صدمته.. فكان أول ما نطق به:

ـ حاجيتي نائل؟

قلتُ بجفاء:

ـ هسه هذا المهم؟

ـ شلون تنازلتي؟ المثلج لو يحطون السيف على رگبتها ما تتنازل.

رفعتُ رأسي بغرور وقلت:

ـ حتى تعرف شكد تهمني، ضحيت بكرامتي لخاطرك.

لاح طيف ابتسامة متعبة على وجهه.. وبدل أن تسعدني زادت قلبي ألماً.. حتى ابتسامته لم تعد كما عهدتها.. بغصّةٍ اقتربتُ منه وحوّطتُ عنقه بذراعَي.. فربتَ برفقٍ على ظهري وهمس:

اتكئ على كتفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن