الفصل الرابع والعشرون

204 39 105
                                    



{ماسة}

كنتُ مستيقظة.. وأسمع أحاديثهما الخافتة.. لكني أرفض رفع أجفاني.. لا أريد العودة إلى الواقع.. أجاهد للبقاء في عالم اللاوعي.. دون جدوى.. رائد.. رائد يصارع الموت.. ولا أحد من أهلنا يعرف.. لن يسامحوني لو حصل له شيء.. بامتعاضٍ فتحتُ عينَي.. فسقطت أولاً على نائل.. لكني حرّكتهما سريعاً إلى يونس الذي يجلس بقربي.. فظهرت اللهفة على وجهه وقال بخفوت:

ـ خوفتينه عليج..

بإرهاقٍ قلت:

ـ لازم.. تحجي وي أهلنه..

بهتت تعابيره وقال بمرارة:

ـ نخلف وعدنه لرائد؟

ـ يا وعد يونس.. اخويه دا يروح من ايدينه.. 

ابتلع ريقه بألمٍ واضح وتمتم:

ـ صيري زينة ونحاجيهم.

ـ لا.. اني ما اكدر اكون وياك.. ما اتحمل هيج مهمة..

دلّك جبينه باستسلام وقال:

ـ ماشي، صيري زينة أول وبعدين أحاجيهم.

ـ اني زينة.. كوم هسه..

ـ هسه؟؟

قلتُ بغصة:

ـ ما تشوف وضع رائد شلونه؟.. الوقت مو بصالحنه يونس..

زفر ونهض مُكرهاً.. غادر الغرفة.. فنهض نائل من كرسيه واتخذ مقعد يونس ليصبح أقرب.. أشحتُ بوجهي ببرود وقلت:

ـ أريد أبقى وحدي.

ـ ما اعتقد هذا الترديه..

رمقته بنظرة جانبية منزعجة.. فقال:

ـ اعرفج ما تحبين تكونين وحدج.. خصوصاً بهيج وضع..

حوّلت نظري إلى السقف وقلت:

ـ أفضل الوحدة على وجودك هنا..

مرّت ثوانٍ من الصمت قبل أن يقول بخفوت:

ـ راح اروح.. بس لازم أوضح بعض الأمور أول..

ـ ما اريد أسمع أعذار وتبريرات..

ـ يحقلي ادافع عن نفسي حتى لو غلطان..

زفرتُ بضيقٍ وأغمضتُ عينَي.. إشارة بالرفض لسماع أي شيء.. لكنه انطلق بحديثه بهدوء:

ـ من طلبتي اجيبكم لبريطانيا حاولت الكه طريقة قانونية.. ظليت يومين أدور لحد ما حسيت باليأس.. بس اجه الفرج من كريسي عرفت بالموضوع واقترحت ان ابوها يسويلكم دعوة عمل.. بما ان عنده شركة كبيرة وبيها وظائف تناسب رائد وحتى تناسبج.. فرحبت بالفكرة.. بس جان عدها شرط..

التقط نفساً وتابع:

ـ رادتني أصير حبيبها.. كدام الناس كبداية.. ونترك العلاقة تتطور براحتها وي مرور الوقت..

اتكئ على كتفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن