فصل جديد لعيونكم رجاء لا تنسوني من التصويت والتعليق ... أترككم مع الرواية قبلاتي للجميع
..........................................................................................................
تخطيت عتبة الباب نحو الداخل لأتفاجأ بالسيد سديم أمامي مباشرة، وعلى محياه نظرة لا تبشر بخير، كان عابسا وفي عينيه تأنيب مرير.
استحييت وألقيت ببصري صوب الأرض، اقترب من حيث أقف حتى ترك مسافة خطوة صغيرة بيننا وقال معاتبا:
"ما الأمر يا آيلا؟ تصلين إلى المدرسة متأخرة! وهذه ليست بالمرة الأولى ولا حتى الثانية! هل لديك تبرير لتأخيرك؟"
قاومت رغبة عارمة في قضم أظافري، حاولت محو تعابير الاضطراب عن وجهي لكنني لم أستطع. رفعت بصري نحو عينيه الغاضبتين بحذر، فيهما عذل كبير، كأنه يقول لي لستِ من هذه النوعية، إذا جاملتك بكلمتين فلا يعني ذلك أن تتمردي على قوانين المدرسة!
استجمعت أنفاسي وأجبته آملة عفوه:
"الأمر وما فيه أنني مريضة... وأعاني من نزلة برد حادة.. فيحول بيني وبين النوم.. أنا آسفة أعدك ألا يتكرر الأمر"
وضع يديه في جيب بنطاله ومال برأسه نحوي، وقال:
"أهذا كل شيء؟ هل يوجد شيء تريدين قوله؟ في عينيك كلام آخر، ليس مرضا"
ماذا سأقول له؟ لدي مشاكل أسرية؟ سيربط ذلك مع ضوء القمر ويعرف هويتي، وقد يعاقبني ظنا منه أنني أتسلى به! عضضت على خدي من الداخل وهززت رأسي نفيا.
حدق بي لبعض الوقت ثم ابتعد عن طريقي قائلا بنبرة جافة قليلا:
"سلامتك... حاولي ألا تتأخري في المرات القادمة"
كانت الحصة الأولى قد انتصفت وتم تبديل برامج الحصص لتغدو حصة اللغة الانجليزية الأولى لطلبتي، وبهذا أكون متفرغة في هذه الحصة، طُبِّق التبديل بين حصصي بدءا من اليومين الأخيرين للدوام من الأسبوع الماضي وأربعة أيام من هذا الأسبوع على التوالي، كان هذا مزعجا بالنسبة لي فأنا أكره أن يكون فراغي في الحصة الأولى لما علي من أمور لأتابعها ومهام لتصحيحها، ولأنني مشتتة أشعر كأن نتاجاتي لا تتحقق بالمقدار الذي أريد.
ما الذي يتعين علي فعله؟ إنني أقوم بتوصيل أخواي الصغيرين إلى ومن مدرستهما يوميا. في السابق كانت مهمة التوصيل الصباحية تقع على عاتق أبي والمغادرة من واجبات فادي، أما الآن فأنا المكلفة بكل شيء، عدا عن تحضير أمورهما من أجل المدرسة، وصنع الشطائر لهما صباحا، وتسريح شعر جنى الكثيف والطويل. فهذه الأمور تستغرق وقتا في إنجازها أطول مما يتخيل للسامع.
حاولت أن أنظر إلى أي زاوية إيجابية فيما أمر به فحمدت الله لوجود حصة أخرى أتفرغ بها لمتابعة مهامي، حصة التربية الرياضية.
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...