آسفة على التأخير، أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم، أعتقد بقي لي فصلان وأنهيها تمنوا لي التوفيق.... قبلاتي للجميع
.....................................................................................................................
قلبي يدندن سعادة وعيناي فضحتا حماسا مشتعلا، كم أرغب في الصراخ لكي أردد مرارا وتكرارا أنني عروس شهر نيسان.
نعم لقد تقرر الزفاف في الرابع من نيسان، أي بعد أقل من شهرين، وتمكن سديم، من خلال معارفه، من حجز ليلة الحفل في إحدى الصالات بعد رفضي المتكرر لإقامته في فندق، وذلك لأحصل على البساطة التي كنت أسعى لها في حفل خطبتي، لا تحكموا علي بالسذاجة لكنني أهوى الأجواء الحميمية البسيطة.
ولأجل موعد الزفاف القريب فقد توجب علي العمل منذ الآن على إيجاد فستان الزفاف المناسب وتجهيز كامل مستلزماتي كعروس من ملابس وإكسسوارات، كما تجري عليه العادة في بلدنا. ووجود بيت مجهز سلفا وفر علينا عناء التأثيث، وخصوصا أن شقة سديم لا تشكو من عيب أو نقص فيها.
خرجت صبيحة يوم السبت مع لين وهند وماريا لكي نبتاع ما نستطيع من متاع، كنت غارقة في سعادتي، ومع ذلك فقد جاهدت بكل ما أوتيت من قوة لإخفاء مشاعري أمام هند ولين، الأولى كونها تضمد جراح كبريائها بسبب دان، والثانية حتى لا أحيي فيها ذكرى عبق خطيبها الراحل.
ترجلت لين من السيارة لتسحب بعض الأموال من البنك لتشتري بعض المستلزمات لها، مستغلة خروجها معي، ورافقتها هند لتبتاع لنا القهوة من أحد الأكشاك القريبة، وبقيت برفقة ماريا وحدنا في السيارة.
هتفت وعيناها تتصيدان انفعالاتي من خلال المرآة الأمامية:
"هل ضايقك أحد بشيء؟ تبدين منزعجة، هل الأمر يخص السيد سديم؟ لا تقولي لي أنك لا ترغبين بالزواج منه الآن!"
فرشت ابتسامة لم تكد تصل عيني من زيفها، والتفت إليها مع ضحكة خافتة لأحاول إقناعها بأنني بخير ولا شيء يشغل بالي، لكنها أصرت على أنني لست بارعة في إخفاء مشاعري عنها لذا وجدت نفسي محاصرة وقد بحت لها بما أشعر به من تأنيب للضمير لأن كل شيء يسير على قدم وساق في حياتي حاليا، بينما كل منهما تخفي في قلبها مأساة جريحة.
ربتت على كتفي وبابتسامة حانية أجابتني:
"لا تقسي على نفسك يا آيلا، بالتأكيد ستشعران بالغم إن علمتا أنك تفكرين هكذا، لكل منا دربه في الحياة وإن كانت سعادتنا متعلقة بسعادة من حولنا فلن نهنأ في عيشنا، هما تريدان أن ترياك سعيدة فلا تبخلي عليهما بذلك بدل أن تكدري صفوهما وتشعرا بتأنيب الضمير لأجلك، لو كنت مكانهما وعلمت أنك تفكرين بهذه الطريقة لشعرت بالأسى والحزن وربما أحاول الابتعاد عنك حتى لا تبقي مهمومة بي"
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...