فصل جديد أتمنى أن ينال إعجابكم........ قبلاتي لكم أحبتي
............................................................................
جلست بجانبه في المقعد الأمامي بينما ذهني يعصف بأفكار شتى، ما الذي أفعله بانصياعي إليه؟ إلى أين أحسب نفسي ذاهبة معه؟ إنني أقترف شيئا خاطئا... لماذا عليه هو من بين كل الناس ومن بين كل الأيام أن يراني بهذا المظهر؟!
ألقيت نظرة إلى نفسي وكم ازدريت ما رأيت، طبعا عدا عن كوني مبتلة من رأسي وحتى أخمص قدمي، حتى أنني أفسدت له المقعد بملابسي المبتلة! بل أيضا بدوت كالمتشردين بطرف عباءتي المبتلة المقززة المغطاة بالقيء والتراب، وبنطال بيجامتي المتسخ الذي حاولت جهدي تغطيته حتى لا يلفت نظره. فليصلحك الله يا أمي أما كان بإمكانك تأجيل عتابك حتى أستحم؟ على الأقل ما كنت لأبدو بهذا المظهر الفظيع أمامه، لا زلت لا أصدق كيف أنني أتصلت به عوضا عن هند!
قاد السيارة بكل هدوء وبطء، بينما تتسل نظراتي الخاطفة تجاهه وأنا أحاول السيطرة على ضربات قلبي القوية بسبب الموقف المهيب الذي أحياه الآن...
وصل أخيرا حيا هادئا، وقام بصف سيارته أمام أحد المباني، ثم حول بصره إلي وقال:
"انتظري عند المدخل ثم ادخلي المصعد واضغطي على الرقم 3 وستجدينني في انتظارك"
كنت مشوشة في تلك اللحظة فلم أجد ردا غير تساؤل أبقيته لنفسي وهو لماذا أتأخر عنه؟ هل يخشى أن يراه أحد برفقتي ويخجل من ذلك بسبب مظهري المريع؟
ترجلنا من السيارة ووقفت عند المدخل الرئيسي لأحتمي من مياه الأمطار بينما أراقبه وهو يلج المصعد، ضعت وسط بحيرة أسئلتي الخانقة وأنا في خضم البحث عن إجابات مقنعة لما أوصلني إلى هنا، ولماذا هو بالذات؟ لو كنت بطلة في مسلسل ما، لكان هذا المشهد مبتذلا ومتوقعا وسينتهي الأمر بوقوع البطلين بالحب وحصولهما على ليلة حميمية، وهذا ما لا يجب علي السماح به! حاشا لله! هذه ليست تمثيلية هذا واقع مرير أحياه، وهو ليس ممتعا كما يشعر به المشاهد من خلف الشاشة، ولا يولد قشعريرة متحمسة. صدقا فالموقف الذي وقعت فيه محرج بل ومخيف لفتاة عفيفة مثلي لأبعد الحدود.
اتجهت صوب المصعد مرتجفة حائرة أحاول الرسو على فكرة بينما الأفكار تتصارع في رأسي بين إقدام على الفعل وبين هرب وبين أن أدفن نفسي وحيائي تحت المبنى!
ضغطت على الزر 3 كما طلب مني ثم أفاق أخيرا شعوري بالوعي لمصيبتي هنا، أين تظنين أنك ذاهبة؟ أفيقي من الوهم الذي تغرقين فيه! هل حقا ستدخلين شقة رجل أعزب؟ والذي يا فالحة يصدف أنه مديرك في العمل؟ يجب أن أعود أدراجي فوجودي هنا خطأ.
فتح باب المصعد وأنا أصارع أفكاري في الضغط على زر الطابق الأرضي، هممت بالعودة لكنني فوجئت به واقفا أمام الباب وهو بانتظاري، أومأ لي برأسه أن أخطو صوبه، لكن وكأن إسمنتا صُبّ على قدمي شلني عن الحركة، فكاد باب المصعد يغلق لولا أن وضع رجله ودفع الباب بيده ليبقيه مفتوحا ثم مد يده نحوي وتعلق بذراعي وسحبني خارجا.
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...