وأخيرا عدت...
أطلت عليكم بالتحديث سامحوني كان أسبوعا عصيبا...
قراءة ممتعة أحبتي....
...............................................................
شفتان متشققتان... عينان منتفختان... بشرة شاحبة كالشبح، لو لم أكن أتنفس الآن لظننتني أنظر إلى لوحة ميتة، وقد نسي الفنان فرشاة ألوانه في قطار الخط السريع ليصبغها بالحياة من جديد.
هذا هو حالي في صباح يوم جديد. كنت أنظر إلى نفسي من خلال انعكاس صورتي في المرآة، لم أحمل في داخلي أي طاقة لأرش على وجهي أي مساحيق لإخفاء الموت من مظهري، المفترض بي أن أكون سعيدة بخطبتي للرجل الذي أردت! أليس لسان حال أي فتاة ترتبط بفارس أحلامها هو السعادة؟ إذن لماذا أشعر أن بهجتي منطفئة؟!
هل يعقل أنني فسرت كل شيء بشكل خاطئ؟ هل هذا الزواج مشروع باطل؟ أهي إشارات لكي أتراجع؟ لا أشعر بالحماسة ولا بأي ذرة من مثقال سعادة، إنني كاليتيم الذي ذبح شبح انتصاره في معركة كان فيها الخاسر الأكبر.
وقفت على أسوار المدرسة منذ الصباح قبل أن يقوم الحارس بفتح أبوابها، وحينما أقبل نحو البوابة الحديدية ليجهز المدرسة لاستقبال الموظفين تفاجأ بوقوفي هناك خلف الأبواب.
اجتزت الممر كأنني أسير على صراط طوله ألف ميل، وقفت في المطبخ أمام الموقد أبتلع غصة تلو الأخرى. لماذا أرغب في البكاء في المكان الخاطئ؟ أما كان بوسعي أن أفرغ كل غمي في البيت قبل أن أقبل هنا؟
فاجأتني ماريا من خلفي، فمن غير المعتاد منها أن تأتي إلى الدوام مبكرة هكذا، كانت تطبع ابتسامتها المشرقة متناسية موقفي القاسي بحقها في الأمس، كم هذه البنت طيبة وذات قلب صافٍ.
لكنها ما إن لمحت شحوبي حتى زالت ابتسامتها، أسرعت إلي لتسألني عن الخطب، فأجهشت في البكاء، ثم فارت القهوة من الغلاية لتنسكب على الموقد وتلطخه بالكامل، فرفعتها عن النار فورا بغضب ورميتها في حوض غسيل الأواني.
أسرعت ماريا صوبي لتبعدني عن الموقد، أطفأته على الفور، ثم أخذت تهدئني وهي تحاول مسحه بحرص، لئلا تحرق يدها، باستخدام خرقة نظيفة استخرجتها من إحدى الكبائن.
ثم أقبلت علي لتحاول أن تفهم مني ما حصل معي، فسألتني:
"هل تشاجرت معه؟ لا تقولي لي أنه غيّر رأيه عن الارتباط بك صباح اليوم! أو أن لين أسمعتك كلاما ثقيلا بسبب خطبتك؟!"
من شدة ما أثقل علي من غم لم يخطر في بالي أن أسألها كيف علمت بخطبتي! بل لم أملك من الحول ما يجعلني أتدبر أي موقف أعايشه الآن.
رجتني أن أهدأ وأتوقف عن البكاء، فرميت رأسي بين ذراعيّ على طاولة المطبخ، فقامت متجهة صوب الباب، وسمعتها تتحدث مع أحدهم من خلال هاتفها، لم أحتج إلى تفكير عميق لأعرف أنها تتحدث مع هند.
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...