- "هل أنت متأكدة أنك لا تمانعين اختيارهما لقطع الحلي؟ هل كان سكوتك لأنك راضية عن ذوقهما؟"
- "هممم!"
- "هلا توقفت عن محاولة إغاظتي بهذا الخاتم؟! أعطيني شيئا من انتباهك لبعض الوقت!"
التفتّ إليها بانزعاج، كنت أجلس على حافة نافذتي أملأ بصري بجمال خاتمي وسحره وأنا أرفع يدي صوب السقف ليخطف من إنارة المصابيح ويزداد لمعان حجارته المرصعة. ثم أجبتها بنبرة ثابتة:
"نعم أعجبني كل شيء! لا مانع لدي من ارتداء أي قطعة اختارتاها! وفي كل الأحوال لست من النوع الذي يهوى ارتداء الحلي، فأغلب الظن أنني سأجمع هذه القطع لأتاجر بها مستقبلا! أرجوك دعيني الآن أختلي مع خاتمي فهو يحدثني بقصة لا تحتمل المقاطعة!"
كظمت أمي غيظها وهي تعض شفتها بانزعاج ثم خرجت وتركتني وحدي مع خاتمي الجميل الذي تجسد فيه حروف عشقي لسديم... لن يكون خاتما عاديا، لا، بل سيكون حلقة الوصل التي سأعبر فيها جسر عواطفي نحو البر الآمن، جزيرة بأكملها مفروشة من عبق هيامي به، ونسمات صوته الدافئ، وشمس عينيه التي تبرق في فضاء لا عتمة فيه.
كان قد تقرر أن يقوم سديم صباح الغد باصطحابنا إلى المحكمة من أجل عقد القران، واختار أن يكون الشهود على القران أخاه وزوج أختي، أما بالنسبة لحفل الخطوبة فسيتم عقدها في نهاية الأسبوع القادم في ديوان تابع لعائلته، واستقر الأمر على هذا المخطط بسبب رغبتي في إقامة حفل صغير، فلم أرد ضجة أو حضور عدد كبير من الناس، كل ما حلمت به هو البعد عن التكلف.
طبعا سخط أبي على قراري فهو أراد قاعة احتفالات كبيرة، أما سديم فاحترم رأيي، ووعدنا أن يصحبنا إلى الديوان غدا، بعد إجراءات المحكمة، من أجل أن يعاينه والداي، لكن مهما أبديا من سخط فلن أحيد عن قراري، أريد أن يسير شيء من هذا الزواج كما أريد أنا، وعنواني دائما في الحياة هو البساطة! أهو شيء يصعب عليهم تقديمه لي؟
كان لزاما علي أن أنام مبكرة حتى لا أتأخر صباح الغد، لكن مع التفكير والقلق المتنامي بين عروقي كان تحقيق ذلك أمرا صعبا....
***
ترجل الجميع من السيارة وكنت آخرهم نزولا، كان الاحمرار يغطي وجهي بالكامل، فقد وقعت في موقف محرج أمام الجميع.
بسبب صعوبات النوم التي أعاني منها هذه الفترة فقد غفوت في السيارة دون أن أشعر، وحينما وصلنا إلى وجهتنا أراد أبي إيقاظي لكن يبدو أنني أعطيت رد فعل مبالغ فيه، أجفلت فشهقت عاليا لتطاردني عيون الجميع بدهشة.
إني معتادة على يوسف وأبي ولا مشكلة لدي إن تصرفت بغرابة أمامهما، لكن أن يبدر مني سلوك أحمق أمام سديم وأخيه فهذا ما لا يرضى به حيائي.
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...