أحبتي سامحوني لم أستطع إنهاء الرواية بفصل بسبب كثرة الأحداث لذا جزأتها إلى فصلين
لكن الخبر السار أنني عملت على تجهيز الفصلين معا لذا سأقوم بتحميلهما معا الآن
قراءة سعيدة
..................................................................
أفقت على صداع عنيف، نهضت أدعك جفني وجانبي رأسي، حينها تنبهت إلى صوت جلبة في المكان من حولي، فالتفتّ بسرعة نحو اليمين لألمح أخيرا شبحه واقفا بجانب السرير، تتسلل أشعة الشمس من النافذة وهي تضيء هالته المحيطة به فأضفت عليه مزيدا من الجاذبية.
كان قد فرش حقيبة كبيرة على السرير إلى جانبي، بينما يوضب فيها بعضا من الملابس، ثم خاطبني صوته لتعود حواسي إلى العمل بعد هذا السبات:
"جيد أنك استيقظت، كنت قد بدأت أقلق عليك، هل نمت جيدا؟"
لحظات مرت علي لأدرك أين أنا وما أفعله هنا بالضبط. وأخيرا تمكنت أحداث الأمس من قرع أبواب الذكريات، حتى بدأت تلك الغمامة من التيه بالانقشاع، لأفهم أخيرا أين أنا وما آلت إليه أمسية البارحة، تحجرت عيناي إثر تلك الذكرى وكان أول ما نطقت به:
"كيف هي ألما؟"
ابتسم ليمسح عني شيئا من القلق، ثم جلس على السرير وأجابني:
"إنها بخير، لا تقلقي عليها... في الواقع يا آيلا، إني أشعر بالخزي من نفسي على ما فعلته بك.. سامحيني، كل شيء كان خارجا عن سيطرتي.."
مددت يدي لأمسح على كفه باطمئنان، فلا داعي من تكرار سيناريوهات منتهية، أليست هذه إحدى قواعده في الحياة؟
رفع كفي صوب شفتيه وطبع قبلة خفيفة حنونة صادقة، ثم استقام واقفا من جديد وقال:
"هيا عاجلي، اغسلي عنك تعب الأمس واقضي فرضك وارتدي شالتك وعباءتك حتى لا نتأخر أكثر"
- "نتأخر؟"
- "نعم، لا أريد أن يهبط الظلام قبل وصولنا"
- "عم تتكلم؟"
***
"ستسافران؟!!"
كانت دهشة والدي لا تقل عن دهشتي أنا من قرار سديم المفاجئ، ثم عقب أبي بغضب:
"لكنك وعدت أن تلغي رحلة السفر عند الزواج!"
ليجيبه بكل بساطة:
"لن أسافر إلى قارة أخرى، ولا حتى إلى خارج حدود البلد! سنذهب إلى البحر ونعود! لن نمكث أكثر من ثلاثة أيام على كل حال"
حاولت أمي تهدئة ثورة أبي لكنه لم يتزحزح عن حزب المعارضة المعروف لديه، فقال سديم محتدا:
"نحن لم نأت لاستئذانك، سبق وأن قمت بحجز غرفة في فندق، مجيئنا هنا بغية توديعكم ولكي تتمنوا لنا رحلة طيبة، هل ترغب في أن نحضر لك بعض التذكارات معنا؟"
أنت تقرأ
بدأت برسالة
Romanceوصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواس...