الجزء الثالث و العشرون

11.4K 341 23
                                    

شركة النيار
مكتب النيّـار
مشغول بالأوراق الي بيده ، و غدق كانت عند النافذة الطويلة و اللي كانت مستحلة الجدار كله ، منورة المكتب ، تتأمل الشارع و السيارات الرايحة و الجاية ، تشوف اللي جايين و تودع اللي رايحين ، التفتت من ذكرت : النيار !
النيار رفع راسه : سمي !
تقدمت تجلس على طاولته ، ابتسمت : نسيت اقولك شيء
النيار ابتسم : وشو ؟
مسكت شعرها تلعب فيه : هداد كسبت القضية !
النيار فز يوقف ، ابتسم و بانت اسنانه : صدق !
غدق اشرت براسها " اي " : وربي كسبتها !
النيار ضحك و صدح صوت ضحكته اللي مليانه فرح ، فخور جدا بأخته ، لأنه شاف قد ايش هي تعبت بدراستها و شدت حيلها ، و شاف اليوم نتايج تعبها و شقاها !
توجه النيار يجلس على الكرسي و، اخذ جواله يتصل على اخته ، ابتسم من سمعها : الو ؟
النيار : هلا ! ارحبي يا محاميتنا !
هداد ابتسمت : البقى !
النيار ابتسم : الف مبروك يا هدادي على كسبك للقضية و ان شاءالله مو الأخيرة يا عيون اخوك !
هداد ضحكت : الله يبارك فيك يا روح اختك !
غدق من بعيد بمزح : اغار ترا
النيار ضحك ، هداد استوعبت : دقيقه ذي غدق ؟
النيار : اي
هداد : غدغد وش جابك !
غدق ابتسمت تقرب : ابد والله جيت اشوف شغل زوجي
هداد : ماشاءالله ! يلا استانسي باي !
غدق ابتسمت : باي !

قصور ال ضرغم
غرفة هداد
جالسة بغرفتها و الأنوار طافية ، ينور غرفتها ضوء الشمس الي جاي من النافذة ، جالسة بوسط سريرها تتذكر كل شي صار لها اليوم ، كيف كان شعورها ، وش قالت بالقاعة و قدام القاضي ، تذكر تحفيز السّـامي لها و كيف كان يهديها و كأنه واضق من كسبها للقضية ، ما تقدر توفيه حقه لأنه ساعدها و عدل لها كل الأغلاط الي كانت بقضيتها ، ساعدها بالدليل ، اخذت جوالها ترسل له و تشكره على تحفيزها و ميف هو صدق خفف من توترها الي كان طبيعي لأي شخص بيقدم على انجاز جديد !

المدرسة
وقت الفسحة
كانوا يتمشون بين الفصول و يسولفون مع بعض ، البنات يأشرون عليهم و يسولفون عن الخطبة ، تغاني تنهدت : ذولي ما طفشوا ! خلاص عقد قرانه وش بقى ؟
وصال : ذولي يبون يشوفون خطيبة اخوك
هتاف : ابي افهم وش بيستفيدون ؟ مره مو شغلهم
تغاني ابتسمت : خليهم بالطقاق ! امشوا خل نروح الساحة
هتاف : لا تكفين حر ! خلينا نتمشى هنا

شركة النيار
انتهى اخيرا من اخر ورقة لليوم ، واللي كانت خاصة بمشروع من مشاريعه : اخيرا !
التفتت عليه غدق بإبتسامه: خلصت ؟
النيار ابتسم : اي ، يلا البسي حجابك عشان نطلع
غدق تقدمت تاخذ عبايتها و طرحتها تلبسهم ، مر من عندها النيار ، شهقت : وقف !
النيار التفت مستغرب من شهقتها : بسم الله عليك ! وش فيك
غدق تقدمت عنده و على طول اخذت يده بين كفوفه : يمه ! نياري ليه يدك حمراء كذا ؟
النيار ابتسم : كل يوم يدي كذا ، من الشغل يا غدوي من الشغل الله يسهله !
غدق حطت عيونها بعيونه : تستهبل ! النيار يدك مو لازم تكون كذا ! مره غلط شوف كيف صارت ، بعدين اذا استمريت على هالوضع مو من صالحك صدقني يدك بتألمك اكثر و بتضطر تروح للمستشفى !
النيار ابتسم من اهتمامها فيه و خوفها عليه ، صدق مشاعرها تبين بعيونها ، تقدم يبوس راسها ، ابتعد و اشر على عيونه : من عيوني اللي ودك فيه يصير غصب عن الكل !
غدق ابتسمت : نياري صدق ترا الصحة ما تتعوض ، لو اني ما احبك كان سكت
النيار باس يدها الي متمسكه بيده : اعشقك ! بروح انا اجيب كم ورقة من مكتبي الثاني واجي ، انتظريني !
غدق ابتسمت : اوكي !
فتح الباب و تركه مفتوح ، طلع من المكتب ، كان يمشي و خبطت فيه طيف متعمدة !
عند غدق كانت تشوف اللي صار و كيف طيف تعمدت ،
ناظرت غدق بـ طيف الي تمسكت بـ النيار , نطقت بدلع مقزز : استاذ نيار اسفه ما انتبهت بس كنت بعطيك ملفات مهمه !
ناظرها النيار بحده مُخيفه اجبرتها تبتعد عنه بخوف , كان طبعا كل هاذا تحت انظار غدق الي تشتعل نار وتحاول تكتم غيرتها بس ما قدرت ! تقدمت بكل ثقه والنار تبان من عيونها , توجهت لطيف تمسكها من عضدها بقوه , لدرجة صرخت طيف بآلم , همست غدق بأذن طيف: تعرفين مين انا ؟
طيف ناظرتها : فكيني !
غدق ناظرت فيها بسخرية : تو تو لسا ما شفتي شيء يا طيف !
طيف ناظرت فيها : إنت مو طبيعية ولا تربيتي وخري عني !
النيار تكلم بحده : الزمي حدودك و اعرفي مع من تتكلمين ! غدق ابتسمت من كلامه : مو قلت لك ما تعرفين من انا ؟
غدق اكملت و على وجهها ابتسامة : انا غدق بنت طلحة ال ضرغم ! حفيدة عياش و لولوة و اخت النوفل و يمن ، و حَـرم النيّـار ! الزمي حدودك معاي و احترمي نفسك و اوزني حكيك و كلامك ! ماني زميلتك و لاني وحدة تقرب لك عشان تتكلمين معي كذا ! و ودعي مكتبك اوكي حبي لأن ما ظنتي بعد كلامك و افعالك بتبقين زود !
ابتعدت عنها و نفضت يدها بتقزز ، طول عمرها ما قد مدت يدها على احد لكن بعض الناس صعب عليك تتحملهم ، اخذت شنطتها و حطتها على ذراعها
على طول طيف توجهت بقهر لمكتبها ، خسرت وظيفة ولا كسبت اي شي !
النيار قفل مكتبه ، اخذ يد غدق يمسكها و يتوجه للمصعد ، يشوف انعكاس عيونها بمراية المصعد ، و زي ما قال عيونها تفضح مشاعرها ، و مثل ما انفضح خوفها انفضحت غيرتها ، طلعوا من المصعد متوجهين للبوابة ، توجهوا للسيارة يركبون .

دامِك سكنتي القلب اسمعي العلوم إنتي سبب فرحِتي ومسك الختام .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن