الجزء السابع و العشرون

9K 305 26
                                    

تقدمت تدق الباب ، فتحت لها هتاف الي كان وجهها مليان دموع ، على طول تقدمت تحضنها تتركها تبكي على كتفها : كل شي بيكون بخير تطمني
دخلت معها و شافت دنيا تبكي على كتف اغادير و تقاء تطبطب عليها ، تشوف البنات بزاوية ساكتين مو مثل عادتهم يسولفون و يضحكون ، تقدمت للجدة لولوة و الي كانت تبكي و مسبحتها بيدها : لا تبكين البكاء ما رح يفيد ، ادعوا لها تقوم بالسلامة !
اخذت شنطتها تطلع من شافت الجو يحزن و هي ما تقوى على هذي الأجواء ، كملت مشيها بالممرات لين شافت النوفل جالس على احدى كراسي المستشفى الي كانت قدام العناية المركزة و بالأخص قدام الزجاج الي بينه و بين اخته !
تقدمت توقف قدامه ، رفع عيونه من شاف فيه احد واقف على راسه ، ابتسم بإبتسامة باهته و تنهد بضيقة : عِشق
تقدمت تجلس بجانبه : هلا ؟
النوفل : ليش قاعد يصير كل هذا ؟
عشق ابتسمت : هذا ابتلاء من رب العالمين و الله اذا حب له عبد ابتلاه ، اصبروا و بتشوفون نتيجة صبركم حتى لو طال ! كل شي له قيمة و اي شي تسوونه له ردة فعل ، تتوقع ان صبرك هذا بيروح بالهوى ؟ لا طبعا ! اكيد ربي بيجازيكم على صبركم و بيفرحكم !
ابتسم ببهوت من كلامها الي هوّن عليه شوي و فتّحت عيونه على اشياء كان غافل عنها ، ابتسمت تشوفه يرجع يفكر و تدري انه يفكر بكلامها ، التفت تشوف الزُجاج و تتقدم تشوف الي وراه ، تشوف غدق مغيبة عن الوعي و مغمضة عيونها بسكون تام و كأنها تحتاج له !
ابتسمت بثقة كبيرة تعرف ان غدق اقوى و بتقدر تفارق الغيبوبة و ترجع لهم !

بـعد اسبوعين
قصور آل ضرغم  ، الساعة ٨ العشـاء
كل العائلة موجودة بالبيت ، نزل من الدرج مسرع و بيده اليسار مفتاح سيارته ، التفت من سمع صوت جدته : انتبه بالطريق !
تنهد : ابشري
طلع يترك كل شي وراه ، يترك شغله و شركاته و اعماله متوجه لأغلى شخص بحياته و اغلى حتى من روحه !
يحلف انها لو تبي عيونه اعطاها و يفديها بحياته ، حرك من قصور آل ضرغم متوجه للمستشفى الي يضم اغلى اشخاصه !

المستشفى
دخل بهيبته المعتادة اكيد، لابس تيشيرت اسود يبين كل عضلاته  ، يده اليمين مكسوره و معلقه على رقبته ، مشى للعناية الي تضم معشوقته و نور عيونه ، ابتسم يشوفها على حالها بدون اي حركة ، التفت من شاف الدكتورة: اهلا دكتورة ؟
الدكتورة ابتسمت : زوجها صح ؟
النيّار : الله الله
الدكتورة تقدمت تفتح باب الغرفة : اجلس عندها و سولف هي تسمعك و يمكن تستجيب لما تسمع صوتك
تقدم يدخل الغرفة و انصدم من برودتها العالية ! لبس اللبس المخصص له و تقدم يجلس بجانب غدق على الكرسي ، مسك يدها و انهار على طول ، يشوف الخاتم الي متوسد اصبعها البنصر ، ما توقع انه بينهار او حتى دمعة بتذرف من عيونه !
يحس ببرودتها اللي هي ما تحبها ، تكلم و الدموع تذرف من محاجره و القطرات على خده طايحه : غدق ، قالت لي الدكتورة انك تسمعيني عشان كذا بتكلم و بقول كل شي ، انتي غدق بنت طلحة آل ضرغم ، اخت النوفل و يمن و حَرم النيّار بن حكيم آل ضرغم ! زواجنا المفروض يكون بعد ثلاث اسابيع ، لكن شاء ربي و قدر انك تبعدين و تدخلين بغيبوبة الله العالم متى بترجعين منها ، غدق اول مره بصرح بمشاعري و بقولها بدون اي لف و دوران ، غدق انا احبك و اهيم بعيونك و عاشق لأطباعك و مغرم فيك و بكل شي لك فيه علاقة !
رفع راسه من سمع صوت دقة الدكتورة على الزُجاج تعلن ان وقت الزيارة انتهى !
: استودعتك الله يا اغلى من املك استودعتك الله يا اجمل انسانة !
طلع يمسح دموعه و ينزع اللبس المخصص !

دامِك سكنتي القلب اسمعي العلوم إنتي سبب فرحِتي ومسك الختام .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن