(4)

553 10 0
                                    

الفصل الرابع ...

نظرت له بصدمه لتضع يدها علي ثغرها من الصدمه كاتمه شهقاتها التي كادت تتفلت منها...

_ انا والرجاله وعمي وعياله قمنا بالدفنه... بس مش هقدر اعمل عزا وانتي شايفه حاله حسناء...
قالها جابر بشفقه علي حاله شقيقته التي لم تصمد امام هذا الخبر المزعج...

اجلسها علي المقعد ليجلس بجانبها...

_ انتي هتروحي علي البيت تفطري العيال علي تسعه كدا وبعدين تبقي تيجي تاني...
قالها جابر وهو يربت علي كتفها محاولاً دعمها قليلاً...

_ اوعي تغلطي قدام حسناء يا زينب..
حذرها جابر بأصبع سبابته بحزن حتي لا تتسبب في تعرض حاله شقيقته للاسوء..

نهض دالفاً للداخل ليجد حسناء جالسه شارده بأتجاه الباب الذي دلف منه ولكنها لم تعير احد انتباهاً.. كانت هادئه زابله وجهها شاحب كالاموات بذلك الانبوب المغذي الذي ينتهي بحقنه منغرزه بيدها كانت حقاً تبدو و كأنها تعاني..

نظرت نحوه بهدوء لتبدأ بتحريك قدميها علي الفراش بعشوائيه.. لم يفهم ما الذي يحدث لها ولكنه اتجه نحو تلك الطبيبه النائمه ليوقظها لتوضح له ما يحدث مع شقيقته ...

نهضت الطبيبه تتفحصها لتجد جسدها يتصبب عرقاً وعيناها مسلطه علي جابر
تنهج بعنف جسدها متشنج تأن بألم مكتوم لتستيقظ سعديه اثر تلك الضوضاء التي حدثت حولها...
اتجهت نحو حسناء محاوله تهدئتها...

_ يا ريت يا جابر تطلع برا واضح ان وجودك مضايقها..
قالتها علا وهي تنظر له بضيق...

كانت سعديه تحتضن جسدها المتصلب...
لم يفهم ما تمر به شقيقته ليتجه للخارج امتثالاً لطلب تلك الطبيبه الي ان توضح له الامر...
ظل يتجول ذهاباً واياباً امام باب الغرفه ينتظر خروج علا... عندما وجدها تفتح باب الغرف وتدلف للخارج منه وجدها تطالعه بضيق...

_ هي مالها اول ما شافتني ايه اللي حصلها...؟!
قالها جابر بقلق وتوتر...

_ اختك عندها رهاب الرجال بعد اللي اتعرضتله ولازم لما تخرج من المستشفي تتعالج عند دكتوره نفسيه تقدر تساعدها...
لازم تتعالج لان الموضوع ده مش سهل يا جابر...
قالتها علا بنبره حاولت جعلها طبيعيه..

نظر لها بهدوء يحاول استيعاب ما تنطقه من شفتيها...اما هي كانت تطالعه بحزن وشفقه علي حالتها...

ابتعد عنها يجلس علي هذا المقعد وكلماتها لا تفسر سوى انها اصبحت تخاف منه ايضاً شقيقته تخاف منه و تخشاه... قطعه من فؤاده تهابه... لا يصدق انه سيضطر للابتعاد عنها ومعاملتها من بعيد الي ان تشفى.. لا يعلم متى وكيف؟! ولكن ربما علا محقه.. هي تحتاج وقتاً للتماثل للشفاء...
استند برأسه علي جدار المشفى وعقله يفكر فيما سيقوم به بعد ذلك..

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن