(21)

236 8 2
                                    

الفصل الحادي والعشرون ...

_ هسمحلك تتكلم وديني لو صرخت ولا عليت صوتك لهشيل رقبتك من علي جسمك..
قالتها حسناء بنبره تهديديه وهي تحدجه بنظرات ناريه..

لم يعترض ولم يبالي بتهديدها رغم ثباته من الخارج الا انه خائف مما يمكن ان تفعله ولا يأتي بمخيلته فهو يشعر وكأنه يتعامل مع شخصيه غير سويه... لا يمكن ان يجعل طفله يعيش مع مجنونه مثلها.. لا يمكنه ان يضحي بطفله بتلك الطريقه... انها التهلكه التي يلقيه بها.. هذه مخاطره هو في غنى عنها...

ازالت الشريط اللاصق عن فمه ليغمض عيناه بنفاذ صبر من تصرفاتها... وقد سئم اسلوبها وحركاتها المستفزه والتي تجبره ان يثور عليها ويغضب منها..

_ فُكيني يا حسناء انا مينفعش اتربط الربطه دي..
قالها عمر بنبره هادئه حتي لا يثير غضبها فهو لا يضمن تصرفاتها المجنونه..

_ ليه علي راسك ريشه ولا ايه ...؟! وبعدين انا لسه معملتش حاجه ده انا هيعيد تدويرك متقلقش..
قالتها حسناء وهي تبتسم بسخريه وتبدو حقاً وكأن شيئاً اصاب رأسها...

يبدو ان ما تعرضت له كان قاسٍ الي الدرجه التي جعلتها تفقد عقلها... ابتعدت عنه لتتجه لصحن الفاكهه ممسكه بتلك السكين بيدها واتجهت نحوه مره اخرى.. عازمه ان تخطط وجهه بتلك السكين ربما ستقوم بتشويه ملامحه... لن ترحمه بقتله بل ستتسلى باللعب معه قليلاً وبعدها ستتركه ينزف الي الموت..

لم يخف... ولم يبدي اي رده فعل فما تعرض له طوال حياته جعله لعين لا يكترث بما يمكن ان يحدث له بعد رؤيته لتلك السكين.. و هو يعلم بداخل نفسه انها لن تؤذيه هي فقط تحاول ان تُخيفه حتي لا يقترب منها 

اقتربت منه وهي تسير بنصله السكين البارد علي طول وجهه الي ان وصلت لرقبته..

لتباغته بصفعه علي وجهه ولم يتوقع منها هذا بل انه لم يستوعب ما حدث.. هل صفعته بقبضتها تلك... انها قبضه لعينه.. ولقد تأكد انها اصلب من قبضته واعنف منها ..؟!

لم يبدي اي رده فعل منصدمه لصفعها له وظل صامتاً..

_ ايه اتخرست ولا القطه كلت لسانك ..؟!
تسائلت بنبره ساخره لتستفزه لعله يغضب او يثور او يفعل اي شئ..

ولكن لم تجد منه سوى الهدوء.. الهدوء الذي لم تتوقعه منه.. ماذا به ؟! لما هو صامت علي ما تفعله به.. فقد اخبرها بهدوء انه لا يصح ان يُقيد هكذا. وماذا بعد ؟! فقط صمت يكاد يخرجها من شعورها وشعرت انه يجبرها علي استخدام اسلوب اخر معه... فهي حقاً لم تتوقع انه سيكون بهذا الهدوء..

_ انا قلبي كان حاسس انك هتعملي فيا حاجه بس مكنتش عارف اي هي... لحد ما لقيتك رباطني في الكرسي زي العبد اللي مستني عقابه اوكأني مجرم ولا مخطوف..
مفيش فرق بينك انتي وجابر.. انتوا الاتنين بتتعاملوا بالدراع.. شيفاه سلاح يا حسناء ..!!
شايفه انك كدا strong انك بتأخدي حقك بالدراع زي الرجاله... انتي ارق من اني تأذي فراشه يا حسناء جواكي ضعيفه .. مكسوره وتايهه..
عارفه يا حسناء انتي بتفكريني بأيه...؟!
قال عمر كلماته بنبره هادئه معاتباً اياها برقه.. فهو يعلم انها تريد ان تأخذ بثأرها منه.. هو ليس بنبي او رسول حتي لا يُعاقبَ.. انهي جملته بتسائل ليجذب انتباهها نحوه..

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن