(11)

344 8 0
                                    

الفصل الحادي عشر ...

بمنزل اسماعيل..

كانت تفكر بحديث شقيقها منذ ان غادر من غرفتها... رغم شعورها بالاختناق والضيق ولكنه اثلج صدرها بقدرتها علي الحصول علي حقها منه و تذكرت حديثه الختامي عن ذهابهم في الغد لتدلي بشهادتها مره اخرى قبل ترحيل الجناه الي النيابه العامه...
كانت تفكر وتفكر في امور عديده وتساؤلات كثيره تُطرح بداخل عقلها ولا تجد اجابه الي الان عقلها يكاد يتوقف عن العمل من كثره تفكيرها...

ستحرص علي ان يتعفنوا جميعاً في السجن لاطول فتره ممكنه...
استمعت لدقات منتظمه علي باب المنزل بالطابق السفلي ولكنها لم تهتم ولم تعُر الامر اهميه.. نهضت تتجول بالغرفه ذهاباً واياباً تفكر في خطوتها القادمه وماذا ستفعل بها لتجد شقيقتها تدلف للغرفه وعلامات القلق باديه علي وجهها..
_ في ايه يا زينب..؟!
تسائلت حسناء بتعجب من ملامح زينب القلقه..

_ اهل واحد اسمه ياسين هنا وجايين عايزين يشوفوكي ويقعدوا معاكي...
قالتها زينب بملامح بدت خائفه من قدوم هولاء الاغراب الذين يبدو وانهم هنا من اجل خطه ما سينفذوها..

_ دقائق ونازلالهم..
قالتها حسناء بملامح جامده لتتجه نحو المرحاض ويبدو ان مرحله التوعك لم تنتهي بعد...

خرجت من المرحاض ترتدي ثياب فضفاضه كعادتها لتتجه نحو الاسفل بعد ان وضعت تلك العصابه لتحكمها حول رأسها..
اتجهت لتجلس بجانب شقيقها الذي يدخن سيجارته بهدوء مميت يطالع تلك المنتقبه وذو اللحيه وذلك الشخص ذو البطن المتدليه..

_ انتي حسناء مش كدا..؟!
تسائل هذا المحامي بأبتسامه هادئه..
اومأت حسناء ببرود تطالع هيئه هولاء الاشخاص..

_ انا والد ياسين.. اسمي هاشم رضوان وكنت جايلك نستسمحك علي اللي ابني عملوا فيكي واحنا جاهزين لاي تعويض انتي تطلبيه...
قالها ذو اللحيه بملامح قلقه نجح في خفيها خلف قناع الجديه الزائفه..

_ عندنا استعداد ندفع من جنيه لخمسه مليون بس تتنازلي عن المحضر اللي مقدماه في ابني...
قالتها والدته المنتقبه بصوت انثوي صارخ جعل جابر يبتسم هازئاً رأسه لا يصدق ان صاحبه هذا الصوت منتقبه حقاً...

بالتأكيد هناك امر خفي وراء تلك المرأه ولكنه لم يعلق..
ابتسمت حسناء بسخريه لتتوسع ابتسامتها وانفجرت ضاحكه علي حديثهم الساذج الذي لم يقنع طفل بالسابعه من عمر...
اي عقل طبيعي يتنازل عن حقه من اجل المال...
توقفت عن الضحك لتطالعها زوجه هاشم وهاشم والمحامي بتعجب من رده فعلها..

_ معلش يا جماعه اعذروني اصل كلامكم سخيف الصراحه وطلبكم اسخف...
قالتها حسناء بصوت امتلئ بالضحك لتنفجر ضاحكه مره اخرى..

لم يدري لما اراد هاشم ان يصفعها علي رده فعلها ولكنه كظم غيظه بصعوبه...

_ انا مش هيهدالي بالي يا طنط ويا عمو الا لما اشوف ابنك واصحابه في السجن...
قالتها حسناء بملامح جامده بارده خاليه من المشاعر بعد ان توقفت عن الضحك بصعوبه من سخافه حديثهم...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن