(29)

323 7 1
                                    

الفصل التاسع والعشرون ...

بتسريع الاحداث..

بدأت حسناء تتعافى تتدريجياً من تعبها... نوبات غضبها المهلكه وتصرفاتها الحاده بمساعده طبيبتها النفسيه اروى.. وكان هذا الامر بمثابه اشاره لها لتتحسن حالتها الصحيه... عادت تلك الحسناء المرحه التي كانت تملأ الدار بضحكاتها الرنانه الجميله ولكن بداخلها شئ غير مكتمل.. هناك شئ بداخلها ناقص... وقد علمت انه هو... عمر..

تغاضت عن الاهتمام بأمره فقط كانت تتابعه من الحين والاخر علي احدى مواقع التواصل الاجتماعي... تقص بعض الاكاذيب لابنتها عنه حتي لا تكرهه الصغيره عندما تكبر... تخبرها كم كان رائعاً وحنوناً لطيفاً ومضحكاً ذو كاريزما و... وسيم ايضاً.. حسناً هي لم تكذب بتلك فهو حقاً وسيم.. ولكنهما لم يتفقا لهذا كان يجب ان ينفصلا عن بعضهما البعض..

لم تستطع ان توقف حياتها اللعينه عند تلك النقطه التي تركها منها عمر... لا بل طلبت من شقيقها ان يقوم بتقديم طلب لها بأحدى المدارس لتكمل تعليمها الثانوي... وكانت تقسم اموال النفقه الشهريه التي تأخذها من طليقها لتلبي احتياجات صغيرتها اما هي فكان شقيقها يتكفل بالامر طوال فتره دراستها...

تذاكر في فترات نوم صغيرتها وتبقي بجانبها طوال فتره استيقاظها.. اللمر كان اكثر من متعب ولكن عليها ان تثبت للجميع انها ليست امرأه فاشله... وهذا ما زرعته بداخلها وعملت علي حصده لسنوات...

تعجبت كثيراً من عدم اتيان عمر لرؤيه صغيرته ألهذه الدرجه لا تهمه... ظنت انه مشغول كعادته حتى امسكت هاتفها تتفحص اخر الاخبار عنه علي احدى المواقع التواصل لتجد صور جديده له ولزوجته ويبدو وانها حامل من مظهر بطنها المنتفخ.. حسناً ليست صوره واحده بل العديد من الصور.. ماذا يحاول ان يفعل هذا اللعين؟!

هذا ما فكرت به قبل ان تغمض عيناها ببرود لتغلق شاشه الهاتف تاركه اياه علي الطاوله وهي تمسح علي وجهها بلطف من شده الغضب.. لهذا لم يكلف عناء نفسه ليسأل عن ابنته يكفيه انه سجلها علي اسمه باعثاً لها بشهاده ميلادها مع ورقه طلاقها اللعينه.. ابتسمت بسخريه تطالع صغيرتها النائمه علي الفراش... بقي ثلاث اشهر وتكمل عاماً...

بالتأكيد هو يعلم انها تتصفح صفحته الشخصيه لهذا هو يحاول استفزازها... يحاول ان يجعلها لعينه غبيه تركض خلف مشاعر سخيفه دفنتها منذ اشهر لتستطيع العيش بسلام بجانب صغيرتها... يحاول ان يجعلها تغار كأي انثى تغار علي حبيبها...

" لن تفلح معي حيلتك.." هذا ما قالته بداخلها قبل ان تغلق الهاتف نهائياً لتمسك احدى كتبها لتبدأ بآستذكار دروسها... وعقلها يفكر في بطن جنة المنتفخه كالبالون...
هذا فقط جعلها تغلق الكتاب مره اخري تمسك برأسها الذي يكاد ينفجر من الغضب... لما... لما تزوجها هي ثم تزوج جنة.. لما ظهر بحياتها منذ البدايه... لما كل شئ يصبح صعباً عندما يتعلق الامر به...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن