(16)

247 6 0
                                    

الفصل السادس عشر ...

مر الاسبوع سريعاً..

ليأتي نهايه الأسبوع..

ليحين وقت انتقال حسناء الي القاهره مع زوجها عمر... كم تشعر بالكراهيه نحوه ... لا تدري كيف ستعيش معه تحت سقف منزل واحد سوياً دون اشقائها...؟! لا تدرى كيف ستتأقلم علي هذا المكان الجديد؟!
لا تدرس كيف ستتعامل معه وهي بعيده عن من تحتمي به؟!
لا تعرف فقط الامر يربكها ويضيق الخناق عليها..؟! ضربات قلبها تكاد تصم آذانها.. تشعر كلما اقتربت منه برغبتها في التقيؤ او صفعه علي وجهه الي ان تدميه ...
امسكت بالحقائب تجرها خلفها وهي تتطلع حولها بحثاً عنه ...

كان عمر يقف بالخارج امام سيارته التي احضرها له عوض يدخن سيجارته شارداً امامه بالفراغ ... من يراه يبدو من هيئته انه رجل اعمال ويبدو عليه الثراء ... لن يتوقع احد شعور الاهانه الذي تلقاه علي يد عائله اسماعيل فمن يراه يظن انه سعيد بحياته ولا يصدق انه تزوج حسناء ابنه الحج اسماعيل ذات الحسب والنسب والجمال..

ألتفت لها ليجدها تحدجه بنظرات بارده خاليه من المشاعر... لا يعرف لما لا يستطيع قراءه ملامحها...؟! او علي الاقل لا يعرف فيما تفكر به؟! لما ملامحها مبهمه بالنسبه له..؟! وتبدو دائماً حاده ذات لسان سليط وساخر لاذع...؟! لا يعرف لما كل شئ صعب معها حتي المعامله يشعر وكأنه يتعامل مع مريضه نفسيه او كتله من العقد النفسيه تحتاج لبرنامج او جهاز لترجمه ما تحتاجه او ليفهم ما تريده..
وجدته شارداً بها بنظرات لم تروق لها... اقتربت منه بحذر ..

_ تلاته بالله العظيم لو ما اتعدلت وبصيت قدامك وفوقتلي كدا لهرزعك (هضربك) واحده في اللي بالي بالك انزلك خالص..
قالتها بنبره اقرب للهمس ممزوجه بحده جعلته يجعد جبينه من طريقتها و اسلوبها الفظ...

فهي كانت خائفه من نظراته.. خائفه ان يستغلها مره اخرى ولكن تلك المره وهي بعيده عن اهلها... من سيدافع عنها وقتها ؟! كاد يمسك بأحدى حقائبها... لتزجره بنظراتها الناريه مهدده اياه بالا يقترب والا العواقب ستكون وخيمه فما زال تهديدها قائماً..
اتجه للسياره يفتح شنطه سيارته..

_ اتفضلي حطي شنطتك في العربيه خلينا نمشي..
قالها بملامح منزعجه ويبدو عليه ان ضيقه منها قد وصل لاقصاه...

امسكت الحقائب تنظر لها ولثقلها فهي حقاً ثقيله عليها ان تحملها وتضعها بشنطه سيارته..
لن تحمل تلك الحقائب لوقت طويل ولكن حملها لن يساعدها..

_ هو جابر هنا..؟!
تسائلت بأستفهام..

_ لا مشى..
قالها عمر ببرود وهو يلقي بسيجارته ارضاً وقد وصل غضبه منها لعنان السماء...

_ طيب..
قالتها بأقتضاب وملامح متضايقه..

لا تعرف ماذا ستفعل بعد ان عرفت ان شقيقها قد رحل؟! حسناً من سيحمل الحقائب عنها.. ؟!
اقترب عمر منها ليمسك بتلك الحقائب ليحملها ملقياً اياهم بأهمال في حقيبه السياره مغلقاً اياها ليتجه لمقعد السائق..
ليستمع لصراخها الحانق من خلفه وهى تتجه نحو السياره تطالعه بغضب..

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن